منير دية
في تقرير غالوب العالمي للمشاعر للعام ٢٠٢٢ جاءت الأردن في المرتبة الخامسة عالمياً من بين الدول الأكثر تعرضاً للمشاعر السلبية بعد أفغانستان فلبنان ثم العراق فسيراليون ثم الأردن،التقرير الذي شمل ١٢٢ دولة اعطى فكرة واضحة لصناع القرار في العالم عن الصحة النفسية لشعوبهم بعد قياس مؤشر التجارب السلبية والايجابية التي تتعرض لها الشعوب ولا تعكسها او ترصدها الموشرات الاقتصادية الأخرى ..
مشاعر التوتر والحزن والقلق تصاعدت في جميع انحاء العالم وخاصة اثناء جائحة كورونا وما بعدها واتسم العامان ٢٠٢١ و٢٠٢٢ بعدم اليقين غذائياً ووصل التضخم الى اعلى مستوى له وارتفعت كلفة المعيشة في كل انحاء العالم نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية مما جعل الكثيرين يكافحون من اجل توفير الطعام والمأوى واصبح العالم اكثر حزناً وقلقاً وتوتراً ..
في الأردن وبسبب الظروف الاقتصادية بالدرجة الأولى وارتفاع نسب البطالة والفقر وغياب العدالة الاجتماعية وصعوبة تحصيل الحقوق زادت مظاهر الغضب والسلبية ،فالشباب الذين تخرجوا من الجامعات ولم يجدوا عملاً تجاوزوا نصف مليون شاب وأصحاب الاعمال الذين توقفت أعمالهم او خسروا رؤوس أموالهم بسبب الأوضاع الاقتصادية جميعهم يعيشون ظروفاً نفسيتاً صعبة ..
الشعب الأردني لم يكن بهذا المستوى من السلبية وعلى الحكومات ان تعمل على تغيير الواقع المعيشي للمواطن و تسهيل كل الإجراءات والتخفيف من القيود المفروضة على الاعمال و تقديم التسهيلات للمستثمرين لتأمين فرص العمل للشباب والتركيز على سيادة القانون لتحقيق العدالة بين جميع افراد المجتمع دون استثناء..
الإيجابية تنتشر بين الشعوب عند تحقيق العدالة و تأمين حياة كريمة لهم وإعطاء دوراً للشباب للمشاركة في صناعة مستقبلهم وتأمين اساسيات الحياة من صحة وتعليم وسكن و غذاء باقل كلفة ممكنة تتناسب مع مستوى دخل المواطن وعلى الحكومات ان تدرك مدى خطورة انتشار السلبية وزيادة مستوى الغضب وتسعى لتغير الواقع بأسرع وقت ممكن …
خبير اقتصادي