الشاهد -
محرومتان من الخدمات الاساسية رغم انهن في قلب عمان
الشاهد-فريال البلبيسي-تصوير تركي السيلاوي
ما زال هناك قرى منسية ومعاناة خلف طرقات النسيان حاولوا ايصال همومهم وشكواهم وعيشهم عن مسؤولين مغيبين طوال الوقت ولكن ساعات الانتظار طالت والمعاملة من مسؤول الى يد مسؤول والمواعيد تبقى مواعيد فاي ميعاد يأتي لقرية منسية ومجهولة عن الخريطة الاردنية بالرغم انها لا تبعد عن العاصمة اكثر من 20 كيلو او اقل. الشاهد زارت قرية ذهيبة الشرقية وام بطمة لواء الموقر واستمعت لشكواهم وعتبهم الشديد على المسؤولين والمعنيين والحكومات المتعاقبة التي اهملت قريتهم، وتغاضت عن مطالبهم الخدماتية المشروعة وهي خدمات اساسية فالقريتين يعيش اهلهما اوضاعا صعبة من سوء الخدمات المقدمة لهم وتجول فريق الشاهد في القريتين ليستطلع على احوالهما واستمعنا وشاهدنا معناة الاهالي على ارض الواقع حيث بث سكان المنطقة همومهم وشكواهم من تقصير وغياب المسؤولين والمعنيين حيث اكد ابناء القريتين انهم منسيون ومهمشون تماما عن الخدمات الحكومية وقالوا بصوت واحد نقسم ان الحكومات والمسؤولين لا يعلمون ان في لواء الموقر قريتين تسميان ذهيبة وام بطمة. ويبلغ تعداد سكان قرية ذهيبة الشرقية حوالي خمسة عشر الف نسمة ويبلغ تعداد سكان قرية ام بطمة حوالي سبعة الاف نسمة ويسكن قرية ذهيبة الشرقية عشائر الدهام ويتبعون لعشيرة الجبور ويسكن قرية ام بطمة عشائر الغيالين والجبور حيث كان هم ووجع ابناء القريتين واحد وشكواهم واحدة. وتحدثنا مع ابناء قرية ذهيبة الشرقية وتحدث عنهم عبدالرحمن حمدان ويوسف صالح الدهام وعن قرية بطمة عواد الجبور ورياض عوض الجبور. والذين تحدثوا عن مشاكل قريتهما وما يعانيه ابناء القريتين من قلة الخدمات. اولا البطالة واشار اهالي القريتين ان ابناء وشباب القريتين يعانون من البطالة المتفشية وبشكل كبير حيث يضطر ابناء القريتين العمل باي شيء ومنهم من يحمل شهادات جامعية. وقال ابناء القرية حتى المصانع القريبة من القريتين لا تجد فيها فرصة عمل وقد ذهب وجهاء وشيوخ القريتين الى مالكي ومدراء المصانع لكي يقوموا بتعيين ابنائهم في المصانع المجاورة ولكن لم يستفد من العمل بها الا القليل من ابنائها وبرواتب ضئيلة ومتدنية وناشد ابناء القريتين وزارة العمل بتوفير فرص عمل افضل لابناء القريتين وخصوصا الذين يحملون شهادات عليا واكد اهالي القريتين ان ابناء القرية لا يستفيدون اطلاقا من نسبة 2٪ التي تفرض على المصانع في المنطقة لدعم المجتمع المحلي وان تلك المصانع لا تقدم للقرية سوى العوادم والمخلفات والتلوث البيئي التي تنتج عنها. تلوث المصانع قال اهالي القريتين ذهيبة الشرقية وام بطمة اننا متواجدون بالقرب من اكثر من (60) مصنعا يحيط القريتين مما جعل القريتين تعانيان من تلوث بيئي خطير على صحة ابناء المنطقة مؤكدين بانهم قدموا شكوى بذلك وعرائض تطالب فيها بترحيل هذه المصانع المحيطة والمجاورة لمنطقتنا لكن لغاية الآن جميع جهودنا باءت بالفشل، واكد ابناء القرية بان هذه المصانع تعمل ليلا نهارا ولا يضعون فلاتر التنقية وتصبح سماء المنطقة مليئة بالدخان المتصاعد والتي تصدر عنها روائح كريهة عدا عن مناشير الحجر ومصانع الطوب التي ايضا تملأ سماء المنطقة بالغبار، وقال ابناء المنطقة انه منذ عشر سنوات غالبية الاموات يموتون بمرض السرطان بسبب تلوث دخان المصانع. وان غالبية المرضى هم مرضى سرطان وضيق التنفس والحساسية والتهاب الرئوي، والتحسس الجلدي، وجميع هذه الامراض سببها المصانع، واضاف الاهالي ان غالبية سكان المنطقتين لا يستطيعون الجلوس في ساحة المنزل او حتى فتح نوافذ المنازل. الشوارع والطرق الرئيسية قال اهالي وسكان قرية ذهيبة الشرقية نحن ما زلنا نعاني بالرغم من تقديم الشكاوى والعرائض للمسؤولين والمعنيين، على الطريق الواصل ما بين بلدة ذهيبة الشرقية والزميلات فهذا الشارع تم تنفيذه بعيدا عن اي منطق ومخالف هندسيا وهذا الشارع بدايته شارع الستين الدولي عمان الازرق مثلث الزميلات الى الذهيبة الشرقية. هذا الشارع تم تغييره عن مساره الذي كان في السابق حيث اصبح يمر من منتصف مزرعة لاحد المستثمرين الى خارج المزرعة وعمل منحنى خطير يحيط بالمزرعة مما اصبح هذا الشارع يشكل خطرا ويتسبب بحوادث سير وشارع الشهيد غير مضاء وضيق جدا والشارع الرئيسي والمدخل لطريق الزميلات ضيق ومعتم، وجميع شاحنات ومركبات المصانع وخصوصا مصنع الخلوصي للحديد يسير بسرعة جنونية على هذا الشارع مما يحدث حوادث سير خطيرة. والمدخل الشرقي لطريق غزاله ضيق وبدون انارة، ويسير على هذا الشارع شاحنات المصانع والشارع الغربي لمدخل ذهيبة ايضا تسير عليه الشاحنات الكبيرة التابعة للمصانع وهو ضيق وبدون انارة واكد اهالي ذهيبة ان جميع الشوارع المؤدية لمداخل قريتهم تسير عليها شاحنات بسرعة جنونية وبجميع الاوقات حيث اصبحت شوارع قريتهم خطيرة وعليها حوادث دهس وسير بشكل ملفت. شوارع ام بطمة قال ابناء قرية ام بطمة ان الشارع الواصل بين ذهيبة وام بطمة غير مضاءة وبحاجة الى تعبيد وشارع الملك عبدالله مليء بالحفر وبحاجة الى تعبيد وانارة. والشارع الرئيسي الذي يربط عدة قرى مع ذهيبة الشرقية والغربية والرجم الشرقي والغربي بحاجة الى اضاءة وتوسعة وتعبيد. بودن شبكة خلويات قال اهالي ذهيبة الشرقية وام بطمة نحن مشتركون في خطوط الهواتف النقالة امنية وموبايلكم وشبكة الانترنت ومع ذلك لا يوجد تغطية لهذه الشبكات في القريتين سواء ذهيبة الشرقية او ام بطمة واكد الاهالي نحن نعاني ايضا من شبكة الانترنت زين فنحن نتكبد شهريا بطاقات شحن ولا ننتفع من البطاقات لسوء الشبكات في المنطقتين مطالبين من المسؤولين والمعنيين في شبكات الاتصال تقوية البث في القريتين لانهما دائما خارج التغطية مؤكدين ان من يتصل عليهم دوما يجد هواتفهم خارج التغطية وكأنها خارج الاردن. ازعاج الشاحنات قال ابناء القريتين ان جميع اهالي قرية ذهيبة الشرقية وام بطمة محتجون على مرور الشاحنات من امام بيوتهم لان خطورتها تكمن على اطفال القريتين واكد ابناء القريتين بانهم قدموا شكاوى وعرائض حول هذه الشاحنات التي تمر من شوارع منطقتهم وما زال الحال على ما هو عليه وخصوصا ان هذه الشاحنات تعمل ليلا ونهارا وتسبب ازعاجا متواصلا لا ينتهون منه ابدا. المركز الصحي قال ابناء قرية ذهيبة الشرقية انه يوجد في قريتهم مركز صحي اولي مستأجر والمبنى قديم جدا والطبيب يتواجد ساعتين باليوم ويوجد نقص بادوية الامراض المزمنة والمضاد الحيوي. مناشدين وزير الصحة ان تقوم بتعيين اطباء ذوي الاختصاص والعمل على تواجد الادوية الناقصة في مركزهم الصحي. مركز صحي ام بطمة اكد اهالي القرية انه يوجد مركز صحي اولي ويعمل لمدة ساعتين فقط ولا يوجد فيه قسم اشعة او ادوية مضادة للسموم وخصوصا ان لدغات العقارب والافاعي تكثر في فصل الصيف ويتعرض الكثير لهذه اللدغات. وقال الاهالي ان مبنى المركز الصحي مستأجر وقديم جدا وعبارة عن ثلاث غرف فقط ولا يتسع لمرضى القرية واضاف الاهالي ان المركز الصحي لا يوجد فيه تدفئة او تكييف لفصل الشتاء والصيف. المدارس قال اهالي قرية ذهيبة الشرقية ان المدرسة الاساسية في قريتهم مستأجرة ولا تكفي الطلبة، وان المدرسة الاعدادية والثانوية مبناها قديم وبحاجة الى ترميم وتوسعة. واضاف اهالي قرية ام بطمة ان مدرسة الثانوية للبنين مبناها قديم وجزء من المبنى ايل للسقوط وان وزارة التربية على علم بهذه المشكلة وانه قام فريق وزاري بزيارة المبنى وتأكد من ذلك حيث اصبح المبنى خطرا على ابنائنا مؤكدين ان هذه المدرسة تم انشاؤها منذ اكثر من ستين عاما. وان المدرسة الاساسية مستأجرة وانهم يطالبون بانشاء مدرسة حكومية اساسية واعدادية وثانوية جديدة، كما طالب الاهالي ان تضاف للثانوية العامة العلمي، والادارة المعلوماتية واكد الاهالي القريتين منذ سنوات لم ينجح احد بالثانوية في منطقتهما وذلك لسوء التعليم بالقريتين وعدم اهتمام الوزارة بالقريتين. بدون خدمات اكزد ابناء القريتين بان القريتين محرومتين من اية خدمات حكومية وانهم بحاجة الى مؤسسة مدنية وعسكرية ومكتب بريد ومكتب تنمية اجتماعية ومكتب لاعطال الكهرباء والماء، مؤكدين بان القريتين يعاني سكانها من جهد ومشقة عندما يريدون انهاء اية معاملة حكومية او حتى دفع فواتيرهم الشهرية لانهم لا يجدون وسيلة نقل تقلهم بسهولة. خدمات شبابية قال ابناء القريتين ان ابنائنها محرومون في قريتهما من المراكز الشبابية حتى انهم لا يعرفون ما هي المراكز الشبابية وطالبوا عندما قمنا باخبارهم عنها بمركز شبابي ثقافي رياضي في قريتهم ليكون تجمعا لهما ولهوايتهما ولقضاء وقتهم بفائدة بدلا من الجلوس بالشارع وافتعال المشاكل مع بعض، كما طالب شباب القرية بملعب رياضي كرة قدم وسلة فالقريتين تفتقران للخدمات الشبابية ليفعلوا نشاطاتهم بشيء مفيد، كما طالب الاهالي بمركز شبابي يخدم ابناء القرية بالمحاضرات المهمة لتوعية شبابها من آفة المخدرات واضرارها على الجسم وكيفية الوقاية منها، واكد وجهاء القريتين وخصوصا قرية ام بطمة ان قريتهم تعاني من انتشار المخدرات بين ابنائها واضاف الاهالي لو سألت اي شاب بلغ 14 عام او اقل ماذا في جيبك لجاوبك حشيش او حبوب ونحن خائفون على ابنائنا، واكد الاهالي بانهم زاروا مدير ادارة المخدرات وشرحوا معاناة ابناء قرية ام بطمة مع المخدرات وترويجها بين ابنائهم الصغار، وطالبوا ببرامج توعوية يقوم بها مختصين ليصلحوا ابنائهم الذين يجهلون خطورة وضرر المخدرات. واكد ابناء القريتين نحن بحاجة الى نادي رياضي وبلياردو وقال نحن نذهب الى سحاب اذا اردنا اللعب بالنادي او البلياردو وقال شباب القريتين نحن ابناء قرى ولا نعرف ماذا يوجد خارج القرية فنحن عالم اخر بعيدا عن المدينة بكل ابعادهاولا نحسن التصرف خارج القرية ونتعرض للخداع كثيرا من قبل الغير. الحدائق معدومة قال ابناء القريتين ان ابناءنا يلعبون بالشوارع او في ملاعب المدرسة المتواجدة بالقرية ولا يوجد ملاعب او حدائق او متنزهات عائلية لابنائهم وان الوقت الذي يقضونه باللعب بالشوارع طويل جدا وخصوصا في عطلة المدارس الصيفية مطالبين الجهات المسؤولة بانشاء حدائق ومتنزهات عائلية لابنائهم الذين يتعرضون لحوادث السير غالبا. المواصلات اكد اهالي القريتين انهم بحاجة الى حافلات اخرى لان قريتهم بها حافلة واحدة ولا تكفي احتياجات المنطقة مما يضطر ابنائها السير مسافات طويلة للوصول الى الشارع الذي تسير فيه الحافلات واشتكوا ايضا بانه لا يوجد سرفيس داخلي لمنطقتهم. زرائب الاغنام تعتبر قرية ذهيبة الشرقية وام البطمة من القرى التي يقوم سكانها على تربية المواشي (الحظائر) سواء كانت اغنام او دواجن وقد شوهد امام كل منزل حظيرة اغنام ودواجن وجميعها وسط الاحياء السكنية والتي تشكل مكرهة صحية وبيئية تنعكس سلبا على واقع المنطقة واهميتها وعلى الاطفال وكبار السن وهذه الزرائب تجلب الفئران والجراذين والحشرات والباعوض وخصوصا في فصل الصيف حيث لا يستطيع الكثير الجلوس في ساحة المنزل من الذباب والباعوض. وطالب الاهالي من المسؤولين رش منطقتهم لانها تكثر فيها القوارض والحشرات والعقارب والذباب. تلوث المصانع اكد اهالي القريتين انه يوجد حوالي 60 مصنعا حوالي القرية منها المدينة الصناعية ومصانع الحديد والبلاستيك وتشكيل المعادن ومصنع الكلورين، ومصنع الحديد الخلوصي عدا عن محطة تنقية المدن الصناعية فجميعها تلوث بيئي ويوجد الكسارات والمحاجر والمناشير ونظرا لقربها من القريتين طالبنا من وزير الصحة عمل دراسة للامراض الموجودة في القريتين والتي اودت سكانها للموت بسبب التلوث.