الشاهد - افتتحت بالدوحة الليلة الماضية، فعاليات معرض "غزل العروق: حياكة تاريخ فلسطين"، الذي ينظمه المتحف الفلسطيني بالتعاون مع متاحف قطر، ويستمر حتى 28 كانون الثاني المقبل.
ويحتفي المعرض الذي افتتحه وزير الثقافة القطري الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، بفن التطريز الفلسطيني والثوب التقليدي، حيث يركز على أهميته التاريخية التي كان يكتسيها قبل عام 1948، ويستكشف التحولات الغنية والديناميكية التي شهدتها المنسوجات الفلسطينية على مدى عقود من الزمن.
كما يستعرض المعرض رؤى ثاقبة حول تاريخ التطريز الفلسطيني وأهميته المعاصرة، ويكشف عن التاريخ المادي لدولة فلسطين، ويروي قصصا لم يسمع عنها الكثير باستخدام الأزياء كونها عنصرا فعالا.
ويضم المعرض أكثر من 70 زيا واكسسوارات تاريخية، تمثل كل منطقة من فلسطين.
وفي ثناياه وما يضمه من صور أرشيفية وملصقات ولوحات وموسيقى وفيديوهات، يتعقب المعرض انتقال التطريز من ممارسة شخصية تصنع بحب، إلى رمز وطني، ثم إلى منتج تتداوله السوق العالمية.
وأكد مدير المقتنيات في المتحف الفلسطيني، بهاء الجعبة أن التطريز الفلسطيني يعتبر وثيقة تاريخية، منبها إلى الجوانب المهملة في السرديات المتضافرة ضمن نسيج التطريز، حيث إن تلك السرديات تحمل معاني ورمزية تتجاوز السياسة والحنين والجماليات التراثية، إلى قيمته العاطفية وإرثه الغني.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي حاول السيطرة على التطريز الفلسطيني، من خلال إلباس مضيفات الطيران الإسرائيليات الثوب الفلسطيني، وإلباس ملكات الجمال هذا اللباس أيضا، كأنه جزء من تراثهم، لكن محاولة الاحتلال باءت بالفشل لأن فلسطين استطاعت أن تسجل التطريز على قائمة التراث الإنساني المادي لدى اليونسكو.
من جهته، قال مدير المشاريع في متاحف قطر، عيسى الشيراوي، إن المعرض يحمل أهمية خاصة بالنسبة لمتاحف قطر كونه يتزامن مع الاحتفال ببرنامج العام الثقافي "قطر ـ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا 2022"، وهو برنامج يقرب الشعوب ويشجع الحوار.
وتعتبر قطر أول دولة تستضيف هذا المعرض بهدف مشاركة التراث الفلسطيني المادي الغني. (بترا)