الشاهد - نجح فريق الحسين في استيعاب الزخم الهجوم الذي مارسه الوحدات طيلة اوقات المباراة التي جمعتهما لحساب الاسبوع التاسع عشر لدوري المحترفين لكرة القدم وخرج بثلاث نقاط ثمينة، ولم يختلف الحال لدى الرمثا الذي عرف كيف يتعامل مع الاندفاع الهجومي المكثف للفيصلي ليجني نقطة من صاحب الريادة في جدول الترتيب.
أوحى سيناريو اللقائين ولكل من تابع تفاصيل المشهدين منذ بدايتهما، ان ممثلي الشمال لن يصمدا طويلاً وسينهارا مع مرور الوقت و توالي الضغط والحصار المكثف الذي مارسه قطبا العاصمة، وان الخسارة قادمة لا محالة وربما بنتيجة كبيرة، خاصة وان كل منهما- القطبين- ينافس على اللقب الغائب، ولا يقبل فكرة التعثر بأي حال من الاحوال.
الرمثا والحسين درسا المشهد بعمق شديد قبل ان يبدأ، واحسنا التعامل مع المجريات ونجحا في الدفاع عن الفكرة التي خططا لها جيداً قبل دخول اللقاء، بالاعتماد على اغلاق المنافذ والتمركز في الخلف واقتناص اي فرصة مواتية للانقضاض بهجوم مضاد سريع ومباغت، وذلك لمعرفتهما المسبقة ان الدخول من منافسيهما في سباق هجومي مفتوح ربما لن يصب في صالحمها وقد تكون عواقبه وخيمة، صحيح انهما تعرضا للكثير من الكرات الخطرة لكن الفكرة نجحت في النهاية.
ما يثير الاهتمام في كلا المشهدين وبنظرة حيادية بعيدة عن حسابات المنافسة على اللقب، التطور الخططي والتكتيكي الذي بات يشكل حالة نموذجية في ملاعبنا، لدرجة اننا كمتابعين بتنا نلمس اثر فكر المدربين على فرقهم وتقبل اللاعبين لهذه الفكر وتطبيقه على أرض الواقع وفق الامكانات.
مشهد يدعو للفخر
من تابع وشاهد الروح التي لعب بها الرمثا امام متصدر الترتيب الفيصلي وهو خارج اطار المنافسة على اللقب او الانزلاق نحو الهبوط، اصابته حالة من الغبطة والسرور على روح التنافس الشريف التي خاض بها غزلان الشمال اللقاء دفاعاً عن سمعة وتاريخ ناديهم.
الحالة نموذج لمشهد مشابه جمع الفريقين في الموسم الماضي حين كان الرمثا ينافس على اللقب والفيصلي لا يعنيه اللقاء بأي حال من الاحوال لكنه احتراماً لجماهيره ولمكانة الكيان الذي يمثله لعب بمنتهى النزاهة والحق خسارة بالرمثا كادت ان تعرقل مساعيه نحو احراز اللقب.
هي جملة من مشاهد ايجابية رصدناها من ملاعبنا بعيداً عن بعض المنغصات والمطبات التي تظهر هنا وهناك بين فترة واخرى ونحن بأمس الحاجة للأبتعاد عنها اذا ما اردنا التطور والتقدم خطوة الى الامام.الراي