الشاهد -
قال انه ينزعج من النائب الذي يختبىء خلف الدور الخدمي ويلغي دوره التشريعي الرقابي
احلم بمأسسة عمل الكتل والائتلافات النيابية
الاجهزة الامنية حققت انجازات غير مسبوقة
نحتاج الى 15 عام لتغيير ثقافة الواسطة والمحسوبية
اعشق هندسة الكرة الاسبانية واستمتع بلعب برشلونة
اجيب يوميا على 500 مكالمة ويزعجني من لا يدرك حجم مشاغلي
الشاهد-ربى العطار
ولد وتربى بالاغوار الشمالية في قرية الشونة الشمالية ودرس في مدارسها حتى انهى مرحلة الثانوية العامة لينتقل بعدها الى العاصمة عمان ليتابع دراسته الجامعية في الجامعة الام كما كان يحلم ويتمنى وبعد انتهائه من هذه المرحلة وحصوله على شهادة البكالوريوس درس الدبلوم العالي في جامعة اليرموك. ثم قرر بعد ذلك متابعة دراساته العليا خارج الاردن فحصل على شهادة الماجستير من جامعة نيويورك وعلى الدكتوراة من جامعة تشالز وانصبت دراسته في جميع المراحل على الاقتصاد والعلوم الادارية، وفضل التوجه للعمل في القطاع الخاص لايمانه باهمية هذا القطاع في تطور الانسان وابراز ادائه المتميز. انه النائب الدكتور خالد البكار وفيما يلي نص المقابلة التي اجرتها الشاهد معه.
* حدثنا عن تجربتك في المجلس السابع عشر وهل ندمت لخوضك هذه التجربة؟
- لا استطيع ان اقول اني ندمت على خوضي هذه التجربة فعلى العكس اشعر ان هذه التجربة اعطتني فرصة ومنبرا استطيع من خلاله مأسسة العمل الخدمي للمواطنين في الاغوار. ونحن في مجلس النواب لدينا شقين من العمل الشق الاول في اقرار القوانين فنحن نستقبل مشاريع القوانين من الحكومة ونقر القوانين وبناء عليه نلزم الحكومة الالتزام بروح هذه القوانين وهذا هو هدفنا اضافة الى ذلك ولكي نتكيف مع متطلبات مجتمعنا واولويات شعبنا نقوم بجانب اخر وهو الجانب الخدمي لكن هذا الجانب الخدمي يجب ان لا يطغى على الجانب التشريعي باي حال من الاحوال ويجب ان يكون مساندا، وبسبب الظروف والتحديات الاقتصادية التي نمر بها شحت الخدمات لكن كلما كنا اكثر عدالة في تقديم خدماتنا كلما استطعنا ارضاء شريحة اكبر من المواطنين لهذا السبب وصف المجلس السابع عشر انه مجلس دخل في مرحلة معاناة مع الحكومة وقلة خدمات واعتقد ان المجالس القادمة لن تعاني ما يعانيه المجلس السابع عشر لانه جاء في مرحلة انتقالية.
* هل من السهل تغيير ثقافة الواسطة والمحسوبية المتغلغلة في فكر المواطن الاردني ومنذ سنوات طويلة واقناعه بان العدالة هي الاساس في هذه المرحلة والمراحل المقبلة؟
- لا نستطيع بين يوم وليلة ان نغير هذه الثقافة السائدة منذ زمن لكن مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة وعلينا ان نبدأ بالتصحيح وقد نحتاج من 10 الى 15 سنة حتى نخلق ثقافة لدى الاجيال لا تعتمد على الواسطة والمحسوبية.
* يزعجك تصنيف النائب بانه نائب خدمات؟
- هذا واقع يجب ان نتكيف معه لكن ما يزعجني هو من يختبىء خلف الدور الخدمي ويلغي الدور التشريعي والرقابي، النائب له عدة ادوار اولا دوره الدستوري الرقابي والتشريعي وهذا الاساس، ويجب ان يكون جزءا من دور النائب خدمي على ان لا يقتصر عمله على هذا الجانب.
* قرار اتخذته وندمت عليه؟
- قراراتي اتخذها بروية وبتأني واحاول كسب اكبر قدر ممكن من الوقت لصنع بيئة حاضنة لنجاح قراراتي، لكن خلال العمل اليومي قد يضطر الشخص خلال دقائق قليلة اتخاذ قرار معين ويشعر بعد يومين انه بحاجة لتعديل هذا القرار، اما في العمل الاستراتيجي الحيوي لا اعتقد اني ندمت على قرار ولو رجع بي الوقت لاتخذت 95٪ من قراراتي نفسها.
* خبر او حدث تعتبره الاسعد في حياتك وشكل نقلة نوعية بالنسبة لك؟
- هناك عدة اخبار والمراحل التي عشتها مقارنة بعمري قد يكون فيها نوع من اختزال الوقت، فنجاحي بالثانوية العامة شكل نقلة نوعية في حياتي. وكذلك قبولي للدراسة بالجامعة الاردنية وحصولي على منحة من التعليم العالي واذكر انه بعد ان انهيت الدراسة الجامعية عشنا ظروف سياسية صعبة جدا بعد هجوم العراق على الكويت واصبح من الصعب ايجاد فرص عمل. عملت بعدها بالقطاع الخاص وعملت مع الصليب الاحمر لمدة عام وسافرت على تركيا وقمت بعمل خاص بي ثم سافرت الى التشيك وبعد 7 سنوات من وجودي هناك عدت للاردن وبدأت بالاستثمار في بلدي، وبدأت نشاطي الاجتماعي مع اهلي وابناء منطقتي ونجحت بدخول مجلس النواب الخامس عشر وكان ترتيبي الثاني في المملكة من حيث عدد الاصوات وبدأت حياتي البرلمانية.
* الخبر او الحدث الذي احزنك؟
- حزنت جدا لوفاة والدي فقد توفي وعمري 11 عاما ووضعت حينها امام تحدي كبير وتحملت مسؤولية اسرة والحمد لله نجحت بهذا التحدي. والخبر الثاني في عام2009 توفي اخي ورفيق عمري الذي كان سندي ووفاته كانت من الضربات التي قسمت ظهري، ثم ماتت والدتي بعده فقد كانت هناك حالة من الشراكة بيننا كون والدي توفي وانا صغير وتحملت مسؤولية العائلة معها.
* ما هي هواياتك؟
- بطبعي رياضيا وتشرفت بالمشاركة مع منتخب المدارس عام 1985 ولعبت ايضا مع نادي اليرموك - الشونة ولعبت مع منتخب الجامعات الاردنية، وفي اول سنة ذهبت فيها الى اوروبا لعبت مع نادي كان بطل من ابطال اوروبا، فالرياضة بالنسبة لي الهواية المفضلة ومن اولويات حياتي واواظب على ممارسة الرياضة الا اذا كان هناك ظرف خارجا عن ارادتي كتراكم المشاغل او السفر.
* فريقك المفضل في رياضة كرة القدم؟
- لا يوجد نادي معين ممكن ان اقول اني متطرف بحبه او عشقه، لكني اعشق الكرة الاردنية وادعم الاندية الرياضية الاردنية، فكرة القدم الاردنية خلال العشر سنوات الاخيرة شكلت حالة واتمنى ان يتم الانجاز ويتم البناء عليه حتى نصل لمرحلة يكون الاردن فيها حاضرا بكل المحافل الدولية، عالميا اعشق هندسة الكرة التي تتميز بها الفرق الاسبانية واستمتع عندما يلعب فريق برشلونة.
* من الشخص الذي يزعجك بهاتفه؟
- يزعجني من يعتقد اني متفرغ دائما ولا يدرك ان لدي مشاغل واجتماعات وجلسات كثيرة بحكم وجودي بالبرلمان والكتل والائتلافات ووجودي مع المراجعين الكثر لمنطقة فقيرة فيتصل بعض الاشخاص ولا يدرك حجم المشاغل الملقاة على عاتقي، واحيانا يتصل بي احد الاشخاص في وقت متأخر من الليل ليتحدث عن قضية غير مستعجلة، فيوميا اجيب على ما يقارب 500 مكالمة ولا استطيع الاجابة على نفس هذا العدد.
* رأيك بحكومة د.عبدالله النسور؟
- حكومة بدأت بداية موفقة لكن سرعان ما بدأت تسقط وزراءها على درجة عالية من الكفاءة وقدموا انجازات عظيمة لكن اعتقد ان فردية الرئيس وشعوره وثقته الزائدة بنفسه ادت الى التأثير سلبا على اداء الوزراء مما انعكس على اداء الحكومة برمتها وخاصة في الشأن الاقتصادي واعتقد ان هذه الحكومة فشلت فشلا ذريعا بالبرنامج الاقتصادي وما قدم لهذه الحكومة لم يقدم لاي حكومة اخرى فقد حصلت على 4 مليارات من المنحة الخليجية وحصلت على منح وقروض غير مسبوقة بتاريخ الاردن، ورفعت الدعم عن الكهرباء مما خفف خسائر شركة الكهرباء، واصبحت الاردنة هي البيئة الوحيدة الحاضنة لنجاح اي استثمار بسبب الاحداث التي تدور حولنا في المنطقة. لكن نتفاجأ ان الدين العام زاد والعجز في الموازنة زاد والبطالة ارتفعت. والنقطة الوحيدة التي تسجل للحكومة هي ان اجهزتنا الامنية المختلفة استطاعت تحقيق انجازات امنية غير مسبوقة.
* طموحاتك وامنياتك؟
- اتمنى ان انجح في ترسيخ العمل البرلماني لان هذا حلم بالنسبة لي خاصة في البرلمان 17 واسعى لمأسسة عمل الكتل البرلمانية والائتلافات البرلمانية واتمنى ان يتحقق هذا الحلم الذي هو بالاصل توجيه ملكي من جلالة الملك عبدالله حفظه الله بذلت جهودا كبيرة مع زملائي للوصول لهذه الحالة لكننا لم نصل الى الحالة الكاملة الناضجة التي تمكننا من القول اننا وصلنا الى حالة مأسسة في عمل الكتل والائتلافات النيابية، واذ لم نصل الان اتمنى ان نكون وضعنا اللبنة الاولى للوصول الى هذا الحلم.
* لمن توجه رسالتك عبر الشاهد؟
- رسالتي اوجهها للشعب الاردني بان الاردن يواجه تحديات غير مسبوقة سواء امنية او سياسية والاوضاع الاقتصادية صعبة وهذه العوامل تخلق بيئة حاضنة للفكر المتطرف فعلى شبابنا واهلنا ان يكونوا واعين لمثل هذه الافكار وان لا يعتقد ان الحلول السريعة من خلال هذه الجهات المتطرفة قد تنقذهم وتنقذ البلد بل ستكون على حساب امن الدولة، فيجب التحلي بالصبر والتمسك بنعمة الامن والامان التي انعم الله بها علينا وان لا نفرط بوطننا. رسالتي لرئيس الحكومة بان لا يتعامل مع الاخرين بانه الاذكى والاقدر والاعرف فهذا الامر سيخلق لديه حالة من جنون العظمة. نحن نتمنى ان تكون الحكومة باحسن حال وعندما ننتقد رئيس الحكومة وننتقد اداء الحكومة ليس للتقليل من شأنها بل لتذكيرها بان الحكومة يجب ان تتراجع وتتخذ قرارات فيها مصلحة المواطن.