الشاهد -
عبدالله العظم
غرائز النواب دفعت بالكثير منهم الوقوع بمصائد الحكومة ، و النماذج والصور كثيرة و متعددة ، واكثر ما يميزها مشاهد النواب خارج القبة حين يكشفون ورقهم فيما بينهم وسط مصارحة بعضهم ، وهم يلومون حالتهم الانبطاحية و الافصاح عن مشاعر وصور انهزاميتهم مواجهة الحكومة.
حلقات " التأفف " وفضفضة النواب في التعبير عن سوء صنيعهم بالغرف المغلقة و بالممرات بين حين و اخر ، ومظاهر لوم النواب لانفسهم واعتراف الكثير منهم بالانقياد للحكومة ، على تمرير قرارات وصفتها السنتهم بالمدمرة و الكارثية عن " ضيق الحيلة " و لا يجرؤون التعبير فيها بذات الوصف تحت القبة .
يشعر الذين تغيب عنهم واقعية النواب للوهلة الاولى انها مواقف و تعبيرات تنم عن مصالحة او صراع مع النفس و تأنيب الذات , لكن المفاجىء سرعان ما يتبدد هذا الشعور امام تغير المواقف , عند اخذ النواب لمقاعدهم وفور ما يعلن الرئيس بدء الجلسة .
أحيانا يفسر توقف النواب عن حالة التذمر هذه , عند سفرة من سفرات المجلس الكثيرة،
و التحول المفاجىء على المقاعد ايضا تفسره " وريقات " تتطاير مع حمام المجلس الزاجل ما بين النواب و الوزراء عند التصويت على قرارات الحكومة , بينما للتو كانت الآراء ممزوجة بجرعة من شجاعة الرفض .
اذا ما وقفنا على هذه الحالات التي سرعان ما يدخل المجلس بالنتاقض مع ذاته , سندرك ان السلبية التي تطغى على كثير من النواب يتجلى بها الانفصام الطوعي و الارادي , الذي يكشف عن واقع مؤسف وملموس على ارضية المجلس , في تقمص النائب ادوار ممنوع فيها الخروج عن النص , وليس معبرا عن الارادة الشعبية و لا يعكس صورة الشارع و رؤية المواطن