الشاهد - أثار إعلان لبيع دواء للاكتئاب مع سلعة أخرى عبر أحد الجروبات في مواقع التواصل الاجتماعي جدلا واستهجانا لما فيه مخالفة للقانون إذ لا يسمح ببيع الأدوية إلا في الصيدليات المرخصة. واستنكر مواطنون طريقة الإعلان، والتي تروج لبيع أدوية نفسية قد تهدد صحة المستهلكين بدلا من مداواتهم، وتشكل خطورة عليهم، معتبرين ان الإعلانات بهذا الشكل واستغلال بيع الأدوية مع سلع أخرى هو تجاوز خطير، يحتم على الجهات الرقابية المختصة تشديد الرقابة عليها، ومنع انتشارها بين الناس.
وكانت «الرأي» رصدت إعلانا على أحد الجروبات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لبيع حذاء وعلبتي دواء اكتئاب بسعر 10 دنانير لكل علبة، مما يعد مخالفة قانونية، واستهتارا لدى البعض بمدى خطورة وتأثير بيع الأدوية بشكل عشوائي على صحة المواطنين، ودون الرجوع لطبيب مختص ووصفة طبية.
وتواصلت «الرأي» مع وزارة الصحة، حيث أكدت ان الجهة المخولة للتعليق على هذا الموضوع هي المؤسسة العامة للغذاء والدواء، وبعد التواصل أيضا مع المؤسسة العامة للغذاء والدواء للرد على بعض التساؤلات بخصوص الإعلان، لم يرد «للرأي» أي توضيح أو رد لغاية اللحظة، وبانتظار ردهم على ذلك.
مستشار أول الطب النفسي الدكتور وليد سرحان، أكد «للرأي» ان بيع ادوية الاكتئاب بهذه الطريقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو خطير جدا، لأن هذه الأدوية تؤثر على الأشخاص وصحتهم، وقد يكون لدى البعض أمراضا نفسية أخرى، وبالتالي تسوء حالتهم نتيجة تناولهم لأدوية لا يفترض ان يأخذوها.
وبين ان بيع الأدوية بهذا الشكل هو مخالف للدستور ولقانون المؤسسة العامة للغذاء والدواء، فليس مسموحا ان تباع الأدوية أيا كان نوعها إلا في الصيدليات المرخصة، وبوجود صيدلاني قانوني، وأي بيع للدواء خارج هذا الإطار هو مخالف للقانون، ويعاقب عليه الشخص.
واعتبر سرحان ان فكرة بيع أي سلعة مع الدواء بغض النظر ان كان نفسي او غيره، هي فكرة خطيرة ولا يجوز الاستهتار بها، لأن الدواء لا يوصف بهذه الطريقة، فأدوية الاكتئاب مثلا تصرف لكل مريض بطريقة مختلفة عن الآخر، حيث يحكم ذلك التشخيص المناسب وحالة المريض. وحذر من وصف أدوية للإكتئاب او الاضطرابات النفسية دون التحدث مع طبيب نفسي، وبيعها بطريقة غير قانونية او عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لما لها تأثير كبير على الأشخاص، مبينا ان هذا ينطبق ايضا على جميع الأدوية وليس فقط الأدوية النفسية.
وطالب سرحان مؤسسة الغذاء والدواء متابعة مثل هذه الإعلانيات، وتشديد الرقابة عليها، مع التحذير بمخاطرها وما يترتب عليها، وإيقافها كونها غير مقبولة نهائيا.
كما دعا الجهات المعنية بالتعامل مع إعلانات الأدوية التي تنشر بهذه الطريقة بشكل قانوني، وذلك بالتعاون مع مديرية مكافحة المخدرات، حيث انها من الممكن ان تكون وسيلة او أسلوب لبيع أنواع من المخدرات. ونصح سرحان المواطنين بالتلبيغ عن اي اعلانات بوسائل التواصل الاجتماعي للأدوية من هذا النوع، وان يتم رفع شكوى او تقرير عن الإعلان للجرائم الالكترونية، اتتم متابعة المسؤولين عنه، وعدم السماح لهم بتهديد حياة الآخرين وصحتهم.