الشاهد - فريال البلبيسي
لم يكن يعلم الصبي حسن إبن 16 ربيعا أن قدره يقوده إلى الموت لحظة خروجه من المدرسة عندما وقف يترقب مشاجرة فيها من الأسلحة والمسدسات التي لم يشاهدها من قبل إلا لربما من خلال المسلسلات والأفلام بين أيدي المتشاجرين ورصاصات تدوي بالأفق وعند هذا المشهد سقط حسن عندما استقرت رصاصة عمياء من سلاح أحد المتشاجرين في رأسه لتقتل أحلامه الكبيرة والتي حدث عنها ذووه وأصحابه عن مستقبله وطموحه في الوصول إلى أن يصبح لاعبا رياضيا في كرة القدم التي يهواها ووجد نفسه فيها بدخوله إلى الملاعب وهو في هذا السن المبكر ليصبح نجما.
الشاهد ذهبت لزيارة ذوي المغدور والتقت عمه الذي كان متأثرا على مقتله، قال إن المرحوم حسن طلال أبو إصليح عمره 16 عاما وهو طالب في الصف الأول الثانوني وهو دائما متفوق في دراسته وناجح وموهوب في لعب كرة القدم وهو هداف في الفريق الذي يلعب فيه.
الجو العام للأسرة..
عندما دخلت الشاهد لمنزل ذوي المغدور أصيبت الأم وأبنائها بحالة بكاء شديد على ولدها، الأم لم تجف لها دمعة وهي تبكي ولدها الغالي الذي ذهب ضحية مشاجرة لا دخل له فيها إنما خطأه الوحيد وقوفه لمشاهدة المشاجرة التي قتلته وقال شقيقه لا نعلم كيف تتواجد هذه الأسلحة جهارا دون رقيب أو حسيب أتمنى أن تجد الأجهزة الأمنية حلا لهذه الأسلحة التي تقتل الأبرياء.
قال يونس عم المغدور إن حسن طالب مجتهد ومتفوق في دراسته وهو رياضي أيضا ويلعب في الفريق الرياضي لمدارس وكالة الغوث وقد نال العديد من الميداليات والكؤوس بصفته هدافا لبطولة مدارس الوكالة وهوايته أيضا متابعة المباريات العالمية، مضيفا أن حسن يعمل في كوفي شوب بعد الإنتهاء من مدرسته لينفق بها على دراسته ويعيل نفسه ولكي يعتمد على نفسه، كون والده رجلا عاملا.
الحادثة..
قال يونس عم المرحوم حسن.. بتاريخ 6/9/2012 ظهر يوم الخميس وأثناء عودة حسن من مدرسته إلى المنزل تفاجأ بوجود أشخاص متجمهرين ويوجد مشاجرة مع بعض الأشخاص وكانت أحد الجهتين تحمل أسلحة ووقف حسن ينظر متفرجا كغيره وفي ذلك الوقت خرجت رصاصة من أحد الأشخاص المتشاجرين والذين يطلقون الرصاص وأصابت هذه الرصاصة الشاب حسن وأخترقت منطقة الجبين وخرجت من مؤخرة الرأس ووقع حسن أرضا متأثرا بالإصابة وصرخ من كان يتفرج على هذه المشاجرة ومنهم من كان من أقارب المغدور وقاموا على الفور بإسعافه إلى مستشفى النديم وآخرون ذهبوا لمنزل ذويه ليخبروهم بإصابته وحين الوصول إلى المستشفى كان المرحوم متوفيا..
وقال حسن أما المتسببون في المشاجرة عندما علموا بأنهم أصابوا برصاصتهم الغادرة حسن فروا هاربين على الفور..
معرفة الأهل..
قال عم المغدور حسن، نحن علمنا عن طريق من شاهد المشاجرة فقد كان منهم أقارب لنا، وأخبرونا أن حسن كان واقفا متفرجا على مشاجرة كانت بين طرفين وأصيب بها، ولم يخبرونا بأكثر من ذلك وعلى الفور ذهبنا إلى المستشفى وعلمنا أن المرحوم قتل وتوفي أثناء نقله إلى المستشفى.
العطوة..
قال يونس بأنه تم إعطاء عطوة أمنية في بداية الجريمة ومن ثم عطوة عشائرية لمدة ستة شهور لكي يتم تسليم جميع الجناة المشتكى عليهم وإخراج أهل الجناة واجلاؤهم عن المنطقة خارج محافظة مادبا..
وطالب ذوو المغدور بإعدام الجناة المتسببين بمقتل ولدهم الشاب والذي قتل غدرا بمشاجرة لم يكن طرفا فيها.
وأكدوا أن الإعدام هو الحل الوحيد والمنطقي لتطفئ نار غضبهم ولتهدأ نفوس العشيرة بالأكمل وطالبوا بإعادة حكم الإعدام الذي جمد منذ سنوات.