علي القيسي
كان في الماضي تحدث الحروب بين الدول، وتقاتل الجيوش بكافة الاسلحة، على خطوط النار وعلى الحدود، وتمتد المعارك والحروب التقليدية بين الجيوش اياما او اسابيع او اكثر من ذلك، ولكن هذه الحروب تبقى بين القوات المتحاربة، يقع الكثير من القتلى والمصابين بين الطرفين، حتى الاسرى، يقعون بالاسر ويتم بعد ذلك عودتهم الى اوطانهم سالمين!! ولكن ما يجري هذه الايام، في المعارك والحروب يختلف كثيرا عما كان يجري في الماضي، الارهاب هو السائد، مجموعات انتحارية يائسة من الحياة، تدخل متسللة الى المدن المزدحمة والى البلدات النائية، تقتحمها وتقتل كل انسان صغيرا او كبيرا، وترهب الناس، وتشردهم خارج قراهم ومدنهم. وترتكب هذه المجموعات الارهابية ابشع الجرائم بحق الابرياء مثلما يحدث الان في العراق وسوريا واليمن وفي الكويت وفي شتى انحاء العالم، خاصة المنطقة العربية، فالارهاب لا يميز بين الناس، يقتحم المساجد بيوت الله، ويفجرها ويقتل من فيها من المصلين الذين يقفون بين يدي الله، هذا الارهاب لا يرحم اي انسان يقتل المسلم والمسيحي، والاجنبي، والكردي والعربي لا يفرق هدفه فقط القتل والتدمير والترويع، هذا الفكر الارهابي الذي يدعي الاسلام هو الخطر الاعظم على الاسلام والمسلمين لا تمنعه حدود ولا جغرافيا، يضرب في كل مكان، المشكلة ان هذا الخطر في تزايد وامتداد، وبات يستقطب الكثير من الشباب من مختلف انحاء العالم. لذا علينا في اردننا الحبيب الحذر والوعي من الفكر الارهابي الذي يشكل البداية والنواة لمشروع الارهاب، ليحذر الشباب من اولئك الذين يفسرون الدين الاسلامي تفسيرات خاطئة تشرعن قتل الحياة.