نبيل شقير
هل علينا شهر رمضان المبارك ، شهر البر والإحسان ، فهو شهر الصيام والقيام والتوادد، شهر للتطهر من اعباء الدنيا، ومشقة الحياة الدنيوية، وللنقاء الروحاني، والعطاء بسخاء لانه شهرالصدقة سراً وعلانية، حيث ان رسولنا كان اجود ما يكون في شهررمضان. شهر رمضان المبارك مدرسة تربوية، اقتصادية، أيمانية ورحمانية، يتساوى فيه الغني والفقير ، الرئيس والمرؤوس، يعلو فيها الصائم عن الماديات،ويقهر الشهوات المفطور عليها، ويشف فيه الإنسان بطاعة الله عز وجل ليرتقي الى منزلة الملائكة، ويجدد العهد على الإمساك عن النواهي، والاقبال على اوامر الله ، ويتقشف حتى يشعرالصائم، بشعور الفقراء والمحتاجين ،عندما يصوم طوعاً،عن الطعام والشراب، ينمي عنده روح الانضباط ومحاسبة الذات، فيلتزم الصراط المستقيم، والأخلاق الحميدة. اخطاء سلوكية وتقليد اعمى، يرتكبها بعض الصائمين والصائمات في شهر رمضان ، استكمالا لرصد بعض السلوكيات السلبية ، اشير الى سلوكيات جديدة اتمنى ان يبتعد الجميع عن ممارستها او التعرض للوقوع بها كونها سلوكيات لا تليق بفضائل الشهر المبارك. اولا : انتهت الاولى من الشهر الفضيل ، لا تزال بعض العائلات تستقبل شهر رمضان بالمبالغة في شراء المواد التموينية،وتكديس الأطعمة والمشروبات وتخزينها ، وفي المولات والسوبرماركتات الكبيرة ترى العجب العجاب، بعض المتسوقين لا يكتفون - بعرباية - واحدة انما يجرون معهم عربايتين ممتلئتين بالمواد التموينية ، سؤال يجول في الخاطر لماذا الاصرار على هذا الانفاق والشراء والتبذير وتكديس المواد التموينية ، والأسواق تتوفر فيها كافة اصناف المواد الغذائية ؟! ثانيا : إصرار بعض الاسر على ممارسة الطبخ " والنفخ " كل يوم ، ووضع تشكيلة متعددة الاصناف من المأكولات ، والحجة والمبرر انهم لا يأكلون طعاماً " بايت " ، وكان الثلاجات والمبردات " الديجتال " الموجودة في البيوت غير مقنعه لهم وبانها تحفظ الطعام ولا يخسر من قيمته الغذائية سعر واحد . ثالثا: تجولت صباح اليوم على اكثر من (100) حاوية قمامة في عمان، وجدت مناظر تقشعر لها الابدان، الحاويات تفيض بالاكياس ، وبعض الاكياس مكدسة وموضوعه بجانب الحاويات، والقطط تنبش الاكياس وتأكل منها ما لذ وطاب، والحشرات تتكاثر وتعيش بجانب الحاويات، لماذا هذا التبذير والبذخ ورمي الاكل في الحاويات، شاهدت ربطات من الخبز ، واطعمه لا تزال رائحة ونكهة الطعام فيها، لماذا لا يتم الطبخ على قدر استهلاك افراد الاسرة ؟!، ولماذا لا نتبرع بالفائض اذا طبخنا كثيرا ؟ . نريد المزيد من الوعي الاستهلاكي، والاستعداد الاداري والاقتصادي التقشفي حتى لا يقع المواطنون في فخ المصاريف الكبيرة غير المبررة ؟! والمتابع لتصريحات المسؤولين في امانة عمان الكبرى فالاحصاءات تشير إلى أن سكان العاصمة قاموا بقذف ( 2200 ) طن نفايات أول من أمس، بالتزامن مع أول أيام شهر رمضان ، وهذا الرقم يشير الى ان الزيادة في حجم النفايات اليومية بحدود ( 150 ) عن الايام العادية ، ونلمس ان حجم القمامة بازدياد مستمر، وهذه الزيادة الهائلة في حجم النفايات بسبب تزايد نسبة طهي وتحضير المأكولات والمقبلات والأطعمة.. هل يعقل (30%) من غذائنا في حاويات القمامة، وهذا حرام ويتنافى مع الحكمة من الصيام، وروح التكافل والتراحم مع الفقراء الذين قد لا يجدون طعاما يفطرون عليه . رابعا: بالرغم من النداءات والتوجيهات والتحذيرات التي قامت وتقوم بها مديرية الأمن العام بشكل متواصل وتحث المواطنين على ضرورة التقيد بتعليمات المرور والسلامة على الطرق ، لا يزال بعضهم مصرين على عدم التقيد بالتعليمات المرورية والتجاوز الخاطئ والسرعة الجنونية وخاصة قبل موعد الإفطار، والبعض من سائقي السيارات يمارسون اخطاء وتجاوزات واصطفاف خاطي ، والعبور من شوارع ممنوع منها المرور ، واطلاق العنان للزوامير ، واطلاق العبارات البذيئة والشتائم غير المبررة . لماذا ؟! وبعد،،، هذه بعض من السلوكيات الاجتماعية الخاطئة التي ترتكب في شهر رمضان ، أنقلها إليكم بأمانه حتى نتجنبها، وعدم ارتكابها ؛ لأن ارتكابها يؤدي الى معاناة نفسية ومشكلات اجتماعية، واحمالاً اقتصادية لا ضرورة لها.