حمد حجاوي
من وقت الى وقت يغفر الله ذنوب المذنب اذا تاب واستغفر ربه وعاد اليه عودة صادقة، فمن صلاة الى صلاة ومن زكاة الى زكاة ومن حج الى حج ومن صوم الى صوم، يغفر الله ولكن الله سبحانه وتعالى ميز شهر رمضان الفضيل عن غيره من الاشهر واركان الاسلام الخمسة لما يعبق من نصائح ودلائل وتودد الى الرغبة في العودة الى الله، ففي الزكاة والحج والصلاة يقوم العبد بتنفيذ العبادة فيهم حيث ان هذه الاعمال تكون للفرد القائم بها وعلى العكس من حكمة الصوم كما جاء في الحديث القدسي (كل عمل ابن آدم له الا الصيام فانه لي وانا اجزى به)، ومن هذا الموقف المنشود لطاعة العبد لربه، لذلك تميز عن غيره من اركان الدين لأن هذا العمل حلقة اتصال متينة سرية بين الله وعبده، فما اعظم هذه الصلة المحقة في مصداقيتها، هذا بالاضافة الى النواحي الانسانية التي يقوم بها الصائم اتجاه الاخرين شعورا بالضعفاء والمساكين والفقراء وتعلمه الاخلاق الحسنة في كيفية التعامل مع الاخرين اذ عند اساءة احد الى صائم يرد عليه الصائم بقوله (اللهم اني صائم...) يا لعظمة هذه الكلمات التي تنساب من فم صائم قال فيه رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يفسق فان سابه احد او قاتله فليقل (اني صائم) متفق عليه. كرم الله عز وجل كبير فلا حدود له فلقد سمح للصائم اذا نسي فاكل وشرب ان يبقى على صومه حسب الحديث الشريف: (عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (اذا نسي احدكم فاكل او شرب فليتم صومه فانما اطعمه الله وسقاه) متفق عليه. يا لمغفرة الخالق بخلقه لاخفاء عبده فقد امتثل لك الاكلة او الشربة من عنده، وهو اراد بها حقا ليطعمها او يسقيها لعبده الذي لا ينقصه قوة الايمان وبلا حدود لعظمة شأن رب غفور رحيم، فمن يقدر هذا الموقف ان يتخلى او يجد لسنة الله تبديلا ولذا انطلق من مفهوم ذلك افطار صائم لصائم وليكون له بمثل اجره لما يترتب من فوائد دينية تلحق بالمفطر الذي ارتزق من عند الله رزقا حسنا يريد به الله ان يكسبه اجرا لا يقل عن اجر صائم، فيما اذا افطره وعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من فطر صائما كان له مثل اجره غير انه لا ينقص من اجر الصائم شيئا) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن وصحيح فشهر رمضان الذي فرض الله علينا صيامه لم يحتل من فضل عظيم اراد الله به لنا وميزه الله عن باقي اشهر السنة، فقد امرنا الله بصومه، فقال تعالى: (يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) الى قوله تعالى (شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) فقد امر الله من شهد هذا الشهر ان يصومه، ومن كان لديه السبب الشرعي الذي يجيزه الله فلا مانع ان يفطر شريطة ان يقضي تلك الايام فيما بعد شهر رمضان اذ قال تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر)، يا لجمال ودقة التسامح من المقتدر العزيز في حق عبده البسيط من اجل ان يحفظه مع الحافظين ويبعده عن الظالمين ويسكنه جنات النعيم، لهذا يتطلب منا ان نشعر بهذا التسامح والرغبة الحميدة لنكون من الفائزين، لقد امرنا الله بالسحور لما يعود علينا من فائدة وبركة، عن انس رضي الله عنه قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تسحروا فان في السحور بركة) متفق عليه، كما حثنا على تعجيل الفطر عن سهل بن سعد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) متفق عليه، وعن استحباب قيام رمضان وهو التراويح الذي انفرد به من هذا الشهر لما يقرب الاتصال مع العبد وربه وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه. هذا الشهر الفضيل الذي يبدأ به العمل وينتهي به بميزاته الحسنة والواسعة والمبسطة لمن اراد ان يتوب الى الله توبة صالحة تستحق ان نقول لهذا الشهر المبارك رمضان مدرسة دينية اسلامية كاملة غير منقوصة، فجزاكم الله عنا خيرا والهمنا واياكم الصواب وسدد على طريق الخير خطانا، انه سميع مجيب، ضارعين الى الله سبحانه في علاه ان يعيد رمضان علينا وعليكم وعلى الامة الاسلامية باليمن والبركات .. وكل عام وانتم بخير.
أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
الرد على تعليق 