الشاهد - يبدو أن اللغز الذي أربك الخبراء حول كيفية زراعة الكمأة البيضاء على نطاق تجاري قد تم حله، أخيراً، إذ ذكرت صحيفة «غارديان» البريطانية أن علماء في المعهد الوطني الفرنسي لبحوث الزراعة والأغدية والبيئة سيكشفون هذا الأسبوع عن زراعة 26 كمأة بيضاء في موقع سري في نوفيل - اكويتان غرب فرنسا.
ومن المعروف أن هذه الكمأة التي تنبعث منها نكهات قوية من الثوم والجبن المخمر، نادرة جداً لدرجة أنه من الممكن أن يصل سعرها إلى 9 آلاف جنيه إسترليني للكيلوغرام الواحد.
يقول عالم الفطريات ورئيس المشروع الدكتور، كلود مراد، في المعهد وجامعة لورين: «مع الكمأة السوداء من المعتاد وجود عدد قليل من الكمأة في البداية، ثم حدوث زيادة سريعة ويبدو أن الكمأة البيضاء تتصرف بالطريقة نفسها، وهذا خبر سار للزراعة المستقبلية».
وتشكل الكمأة مثل العديد من الفطريات علاقة تكافلية مع أنواع معينة من الأشجار من خلال الارتباط بجذورها، وهي توفر مياه ومعادن إضافية للأشجار في مقابل مغذيات كربونية.
وقد طور العلماء طريقة لتلقيح الأشجار بنبات كمأة بريغورد السوداء في السبعينات، مما أدى إلى إنشاء ألوف المزارع في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، لكن التقنية فشلت مع الكمأة البيضاء الإيطالية «توبر ماغناتوم» على الرغم من زراعة أكثر من 500 ألف شتلة في إيطاليا.
ابتداء من 1999، قام الباحثون في فرنسا بإنتاج أشجار بلوط تم التأكد وراثياً بأنها شريكة للكمأة البيضاء الإيطالية، وتلك تمت زراعتها في عدد من بساتين الكمأة منذ عام 2008. فأظهرت الاختبارات على عينات التربة من خمسة مواقع أن الفطريات كانت موجودة في أربعة من تلك المواقع.
وقد تم العثور على ثلاث حبات كمأة في بستان في نوفيل اكويتان في عام 2019، وعثر على رابعة في عام 2020. وكان مجموع وزن الكمأة الـ 26 التي تم العثور عليها في عام 2021 حوالي 900 غرام. وحتى الآن انتجت 12 شجرة من أصل 52 شجرة بلوط زُرعت في عام 2015 الكمأة.
سينشر البحث في مجلة الاتحاد الفرنسي لمزارعي الكمأة هذا الأسبوع.
ويجادل البعض أن ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض توافر المياه في إسبانيا وإيطاليا وجنوب فرنسا يفتحان فرصاً لأصحاب مشاريع الكمأة في أقصى الشمال بما في ذلك المملكة المتحدة، وقد قال مراد: «مع وجود فدادين من التربة الجيرية وانخفاض الإجهاد المائي، هناك إمكانات جيدة لزراعة الكمأة بما في ذلك الكمأة البيضاء في المملكة المتحدة».
(البيان)