د.نضال العزب
معركة المواطن مع الفاسد متواصلة ولكن متباطئة بشدة متزايدة الإنحسار تبكي حالة - الجزر الطويل - دون مد ودون إرادة سياسية بضرب فاسد واضح حقيق رغم وضوحهم لا بل تجرئهم ووقاحتهم .. تتعرض العملية للانتكاسات المستدامة فلا يلمس مواطن محاسبة جدية لمن أثروا وتكرشوا ... في ملهاة متواصلة تعاد كل يوم حلقاتها وكلماتها فيمل الجمهور التكرار اللامجدي ويعترف للفاسدين بالانتصار ... حتى دون أن يكلفوا انفسهم الرد على الفقراء الذين ينالهم الاحباط المتواصل .. والانسحاب وعدم المشاركة في جو الاحباط المجتمعي الواضح... إن للانتصار عقيدة، لا بد ان يحملها المحارب والمناضل - صاحب القضية المقتنع بها وبحتمية انتصارها - عقيدة تجعله لا يجلس على طاولة لينظم حساب الربح والخسارة، والارقام، وان جلس فانه يتوجه لمعركته الوطنية ... فبدون الشجاعة لا تخاض المعركة ولا تكون تضحيات ... فالفاسدون لا ترهبهم يافطة يحملها اثنان متبرعان ولا هجمة كلامية تتبعها صلحة معززة بالمناسف والكنافة التواصي والفواكه المستوردة .. الامريكية! والفاسدون لهم حماتهم من الاغنياء الساخرين من اي جهد ولهم فزاعاتهم العشائرية .. التي تدعوهم كل يوم للاستمرار فكل عشيرة ترفع نفسها لتقول انها قبيلة وكل قبيلة لا تسلم ابنها و... وفي سبيل الوطن لا بد من التضحية والخروج من منطق الانشاء والتعبير الحالم، الذي ينتهي ويتبخر ... لحظيا دون اثر يذكر ... ولا بد من تلمس المحبطين الذين كثرت تسمياتهم وتعددت من »الاغلبية الصامتة« الى المحجمين .. الى عدم المشاركين والذين يتعرضون للفاسدين فكيفروا بالمصلحين مرة تلو مرة وقد يؤمنوا بالفساد طريقا فيفسدوا كل على طريقته وكل في موقعه »فتفاحة الخمج تتلف الكوم كله«! وفي هذه الاجواء سنشهد مزيدا من المتراجعين والعابثين، وتتراجع الاهداف الوطنية، وتظهر الهشاشة والضعف في كل المواطن والدوائر ويتكاثر الشاكون والمتظلمون وينسل الفاسدون وقد تنسى القضية بالتقادم وننشغل بانفسنا ... فيم يتقدم الاخرون في ارجاء المعمورة... والحل اليوم وغدا بتوفر الارادة السياسية والتي يجب ان تنحاز لقضايا المواطنين وتضرب مواطن العفن والتعفن فتزداد التحاما بالشعب .. وتدرك اهمية الانسان المكافح وسرعة انهزام المنهزمين.