احمد عبدالباسط الرجوب
كان الانهماك الأميركي بتدبير فرص النجاح لزيارة الرئيس بايدن للشرق الاوسط أملاً بحصاد عائد جيد في التصويت الإيجابي لصالح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأميركية النصفية بعد ثلاثة شهور ونصف... بأمل الإفادة من التطابق مع الروزنامة الإسرائيلية بتصويت يهودي كثيف لصالح المرشحين الديمقراطيين، بعدما سدد بايدن فاتورة التطابق مع حكومة الكيان في الصمت على تهويد القدس وتأكيد اعتبارها عاصمة موحدة لكيان الاحتلال، وتوفير التغطية لسياسة الاستيطان، رغم التشدق بالحديث عن صيغة حل الدولتين ودولة فلسطينية متصلة، فيما لم يبق فيها مجال للاتصال بوجود الجزر الاستيطانية التي تقطع أوصالها. ووصل بايدن محطته الثانية الى جدة في المملكة العربية السعودية أملاً بمواصلة الإفادة من فرص كسب أصوات الأميركيين بمزيد من تخفيض أسعار النفط، بمطالبة الحكام الخليجيين بضخ المزيد من نفطهم في الأسواق، دون أن ينسى السعي لرفع منسوب ومساحة التطبيع بين حكومات الخليج وكيان الاحتلال.
فيما تورطت أوروبا لخيار التصعيد ضد روسيا، وارتضت أن تكون ساحة الحرب الأميركية مع روسيا ، ومع المتغيرات الزاحفة على أوروبا بدأ التموضع السياسي يظهر بإشارات علنية، أولها كان إعلان الاتحاد الأوروبي مطالبته لحكومة ليتوانيا بوقف الإجراءات التي اتخذتها لتطبيق العقوبات الأوروبية على حركة البضائع بين كالينينغراد الروسية والبلد الأم روسيا اللذين تفصلهما الأرض الليتوانية، فيما أطلقت موسكو مطالبتها بضمانات مشابهة من مولدوفا بخصوص الاتصال بين روسيا وإقليم ترانسيستريا الواقع على الحدود المولدوفية الأوكرانية...
قرأتي قد يعود بايدن من رحلته في الشرق الاوسط بخفي حنين...
لا ناتو شرق اوسطي .. لا موقف ضد روسيا او إيران ... ولازيادة في انتاج البترول...
سينطبق على زيارة الرئيس بايدن المثل القائل: كأنك ( يا ابو زيد ما غزيت ).
باحث ومخطط استراتيجي