هرب الرئيس السريلانكي بعد موجة احتجاجات واسعة شهدتها البلاد تاركاً ارثاً ثقيلاً ومديونية تتجاوز ٥٠ مليار دولار ونقص حاد في الوقود و الغذاءعلى اثر نفاد الاحتياط النقدي الأجنبي وإعلانها دولة مفلسة وغير قادرة على السداد .
الفساد والمحسوبية والإدارة الفاشلة لمقدرات البلاد بالتزامن مع ازمة فايروس كورونا التي عصفت بالقطاع السياحي في سريلانكا واثرت على ملايين السكان الذين يعتاشون منها ومن ثم الحرب الروسية الأوكرانية والتي رفعت أسعار الغذاء والطاقة فغرقت البلاد في الظلام نتيجة انقطاع الكهرباء ونفاد مخزون المحروقات فدفع المواطن السريلانكي ثمناً باهظاً جعلته ينزل الى الشارع ليغير واقع الحياة التي يعيشها ولم يعد قادراً على تحمل المزيد من الأوضاع الاقتصادية الصعبة .
انهيار النظام السياسي في سريلانكا من هروب الرئيس واستقالة الحكومة بداية نفق مظلم واضطرابات سياسية واقتصادية ستعصف بالبلاد فالحلول ليست سهلة والعالم يعيش على وقع أزمات متتالية فالتضخم ضرب اقوى اقتصاديات العالم وجعلها تتأرجح و عاش المواطن الأمريكي و الأوروبي على غلاء معيشة وارتفاع أسعار لم يشهده من قبل .
ما حدث في سريلانكا رسالة لمن يهمه الامر في العديد من الدول للقيام بخطوات جريئة ومهمة لتغيير الواقع المعيشي للمواطن والقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية قبل فوات الأوان فالفقر والجوع والبطالة لا ترحم وصبر الشعوب له حدود فالعاقل من اتعظ بغيره .
منير دية
خبير اقتصادي