نبيل شقير
لا شك ان التطرف ظاهرة سلبية تسود المجتمعات على اختلاف مذاهبها واديانها واجناسها، حيث ان التطرف عند المسلمين وغير المسلمين هو نتيجة سياسات غير حكيمة وغير عادلة، فهناك تطرف صهيوني ضد الشعب العربي الفلسطيني، وهناك تطرف اسلامي جاء على شكل حركات مغالية في الدين مثل (داعش) وغيرها. وبالطبع فان الاثار السلبية المترتبة على التطرف ومنها الخروج على الشرعية والقانون والنظام العام ما يؤدي الى مخاطر كبيرة تجاه المجتمع، دينية واجتماعية وفكرية وسياسية، ويؤدي الى زعزعة الوحدة الوطنية. ونعلم ان التطرف ظاهرة ليست جديدة بل قديمة قدم التاريخ نفسه، لكن في بعض الحقب الزمنية كانت تنشط وتزداد بفعل عوامل داخلية وخارجية، بالاضافة الى الاثار السلبية المترتبة على انتشار التطرف مثل شيوع الفوضى وانعدام الامن والاستقرار خاصة اذا كان التطرف دينيا، كون الحروب الدينية هي اشد انواع الحروب دمارا. وهنا فان الحركات الجهادية التي تظهر حاليا مثل (داعش) او القاعدة هي جميعها حركات متطرفة (راديكالية) رجعية وفكرها مبتور، وتتنافى مع الطبيعة الانسانية الصحيحة التي تدعو الى التسامح والحوار ونبذ التعصب، وهذا ما يفرض دعم قرارات الدولة الاردنية الرامية لمحاربة الارهاب، والوقوف الى جانبها وعدم تمرير افكار تؤدي الى التشكيك او الوهن. ونعلم ان ظروف المنطقة وما رافقها من استهداف للوطن ولأمنه واستقراره لم تكن وليدة اللحظة بل جاءت استمرارا لاستهداف الوطن الانموذج في الاعتدال والتصدي للارهاب ومناصرة المستضعفين وان الاردنيين لن يتهاونوا في الدفاع عن حدود وطنهم، وان كان من يحاول زعزعة امن الاردن سيجد الرد المناسب، وان الدفاع عن حدود الوطن وامنه واجب كل فرد في الوطن سواء كان عسكريا ام مدنيا وان الحرب على الارهاب تعتبر خط الدفاع الاول عن الوطن وحفظ كرامة شعبه واراضيه. مجمل القول: يجب على الدولة ان تضع حدا للتيارات الجهادية المتشددة في كافة محافظات ومدن ومخيمات المملكة لأن هؤلاء المتشددين بمثابة حواضن داعشية بيننا وهم يشكلون اكبر الخطر على الوطن.