حمد الحجاوي
في الكون عجائب نذكر بعضها عندما نستهجن حدوث عمل ليس من السهل القيام به، فنقول: هل هو من عجائب الدنيا السبع التي يصعب القيام بها، وهذه العجائب قصر الصين - الصين وساعة بيج بن - بريطانيا، برج ايفل - فرنسا، حدائق بابل المعلقة - العراق، تاج محل - الهند، والاهرامات - مصر، وبهذا يقتنع الطرف المعارض من هذا القول، وكأن الامر الجديد اصبح لديه فكرة بأن القيام به صعب جدا، وساعات ينسى او يتناسى معجزات القرآن الكريم وما بها من عظة تردعنا عن القيام بكل رذيلة مهما كان لها من مردود سلبي علينا، علما باننا نعرف في قرارة انفسنا بان هنالك معجزات في قرآننا الكريم اكبر واعظم من العجائب التي نستشهد في بعضها باستغراب كبير يخيم على الواحد منا السكون، حيث قناعته التامة بذلك، مع ان العجائب الدنيا السبع هي من صنع بني آدم بينما المعجزات في القرآن من صنع الله لا اله الا هو، فمن معجزات القرآن ليس على سبيل الحصر، طيرا ابابيل حيث قال الله تعالى في صورة الفيل (وأرسل عليهم طيرا ابابيل، آية 3) ومن المعجزات سيدنا موسى عليه السلام في تحويل العصا الى حية كبرى، قال الله تعالى: (وما تلك بيمينك يا موسى، قال عصاي اتوكأ عليها واهش بها على غنمي ولي فيها مئارب اخرى) صورة طه اية 17 و18 ومعجز سيدنا عيسى عليه السلام، احياء الموتى وابراء الاكمة والابرص، وقول الله تعالى: (ورسولا الى بني اسرائيل اني قد جئتكم بآية من ربكم أني اخلق لكم من الطين كهيئة طير فانفخ فيه فيكون طيرا باذن الله وابرىء الاكمة والابرص واحيي الموتى باذن الله وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم ان في ذلك لآية لكم ان كنتم مؤمنين) صورة آل عمران اية 49 ومعجزة سيدنا سليمان انه علمه وفهمه في لغة الحيوانات كالهدهد والنمل وتسخير الريح والجن والانس جنودا له، قال تعالى: (وورث سليمان داود وقال يا ايها الناس علمنا منطق الطير واوتينا من كل شيء ان هذا لهو الفضل المبين) صورة النمل آية 16، ومعجز سيدنا صالح كانت الناقة التي تخرج من الصخر، قول الله تعالى (والى ثمود اخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في ارض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب اليم) صورة الاعراف اية 73، ومعجزة سيدنا ابراهيم خروجه من النار سالما لقول الله تعالى (قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم) صورة الانبياء اية 69، والكثير من المعجزات لا يتسع المجال لذكرها، لكن الله في علاه ختم المعاجز في القرآن الكريم بسيدنا محمد عليه السلام خاتم النبيين والمرسلين واهمها اعجاز القرآن ببلاغته واتقانه اللغة العربية لقول الله تعالى (ان علينا جمعه وقرءآنه، فاذا قرأته فاتبع قرءانه) صورة القيامة اية 17 و 18، كما ان الله في علاه اكرم سيدنا محمد عليه السلام برحلة هجرة الاسراء والمعراج من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى لقوله تعالى (سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير) صورة الاسراء اية 1، هذا بعد ان لاقى ما لاقاه في الطائف من قبيلة ثقيف حليفة قبيلة قريش في مكة المكرمة، ليخفف عليه السلام من شدة الآلام النفسية الرهيبة التي مر بها خاصة بعد وفاة زوجته خديجة وعمه ابو طالب، فقد واساه الله تعالى بذلك، فدعاه الى اعجب رحلة عرفت في تاريخ البشرية ليعرف قدر نفسه عند ربه ويثبت بها فؤاده، لتكون بمثابة ترويح عن ما لاقاه في سبيل دعوته وهي هجرة الاسراء والمعراج. والاسراء هي انتقال الرسول محمد عليه السلام ليلا من المسجد الحرام في مكة الى المسجد الاقصى، والمعراج هي صعود الرسول محمد عليه السلام من المسجد الاقصى الى السماوات العلى، وقد اختلف المؤرخون في تاريخ وقوع المعجزة بانها بعد نزول الوحي مباشرة او انها وقعت بعد عودته من الطائف في عام الحادي عشر، واختلفوا ايضا في وقتها وحقيقتها بانها هل كانت بروح وجسد ام انها بروح فقط، والراجح ان الاسراء والمعراج كانتا بروح وجسد، فلا بد ان تختلف فيها العقول وتحار فيها الافهام يا رعاكم الله.