بلال حسن التل
ما زال في الوقت متسع، لمراجعة ما جرى في حفل الافتتاح الرسمي لانطلاق فعاليات إربد عاصمة للثقافة العربية، ولتدارك الكوارث التنظيمية التي رافقت الحفل.
أول الدروس المستخلصة هي أننا صرنا نتعامل مع قضايا الوطن والمواطن كبيرها وصغيرها بكثير من اللامبالاة، غذى هذهِ اللامبالاة غياب المتابعة للأعمال والمهام وعدم محاسبة المقصرين، لذلك كثرة العثرات وصارت اللامبالاة صفة عامة ملازمة لأداء القطاع العام.
ترتب على سلوك اللامبالاة أنه صار الأمر في بلدنا يسند لغير أهله على كل المستويات، لقد زاد من النتائج الكارثية لإسناد الأمر لغير اهله، تفشي الواسطة والمحسوبية في مجتمعنا. وحتى يتم التدارك ذلك الذي وقع في حفل الإطلاق الرسمي لفعاليات إربد عاصمة للثقافة العربية، فإن علينا استثمار كل ثانية من الوقت المتبقي، لإخراج ما تبقى من فعاليات بالصورة آلتي تليق ببلدنا وبمبدعيه، بعد أن تم هدر سنوات من اللامبالاة والتقاعس وعدم الاكتراث بالوقت ومن ثم بحسن التنظيم، الذي غاب عن حفل الافتتاح الذي غابت عنه حتى اللوحة التي تشير إلى أن الحفل يجري تحت الرعاية الملكية السامية، مثلما غابت عن صفوفه قامات محافظة إربد الثقافية والفكرية والاجتماعية، وقبلها لم يحسب حساب ضيوف الأردن من وزراء وأعضاء السلك دبلوماسي، في سابقة هي الأولى في تاريخ بلدنا، يجب أن يعاقب كل من تسبب بها لأنه لم يسئ لإربد، بل أساء للوطن ولصورته المشرقة ولتقاليده في إكرام الضيف.
وحتى نتدارك ما حصل ونمنع تكراره في باقي الفعاليات، فإن ذلك يتطلب أن يكون لمحافظ اربد حضوراً ودوراً أكبر في المرحلة القادمة، وكذلك لابد من أن يكون لبلدية إربد دور محوري في التجهيز والإعداد والتنفيذ للمرحلة القادمة، ومن حسن الحظ أن على رأس المجلس البلدي شخصية لها باع طويل في الإعداد للمهرجانات والاجتماعات الكبرى بفعل تجربته الحزبية، وكذلك لابد من إشراك جامعات المحافظة في المرحلة القادمة، كما أنه من المهم أن يكون لوزارة الثقافة الدور الأكبر في نشاطات وفعاليات إربد عاصمة للثقافة العربية، لأن هذه النشاطات تعني الأردن كله والأردنيين كلهم، ومن ثم علينا إشراك كل المبدعين الأردنيين وإبراز المستوى الثقافي للأردن، وهذه مهمة وزارة الثقافة ولا أحد غيرها.
لتحقيق ذلك كله وغيره لا بد من إعادة تشكيل الكثير من أطر إربد عاصمة للثقافة العربية، وأهم هذه الاطر ادخال بعض الاسماء والشخصيات الثقافية.