عائشة الخواجا الرازم
توافق ذكرى الإسراء والمعراج اليوم مع روح النكبة 15 أيار ( ويلف هذا الدولاب علينا كل ثلاثة وثلاثين عاماً كما خطرت في بالي وحسبتها اليوم ) فكم ثلاثة وثلاثون عاماً بقي علينا لنظل نحتفي بدماء أرض الإسراء ؟؟؟
إلى أخي الشهيد غازي وأخي الشهيد فايز
والشهداء الثمن جميعهم وسميتهم حسن !!!
( الجزء الأول من الملحمة )
حَسَنٌ يودِّعُ أمَّهُ ..
وكأنَّهُ في كلِّ يوْمٍ راحِلٌ .. ومُفارق..
وعلى مِلامِحِه انشراحْ ..
أبُنيَّ عشْتَ .. حبيبَ أمِّكَ ..
احذرِ الأعداءَ .. واحذرْ مكْرَ أبناءِ الحَرَام ..
فالأرضُ يا ولدي ..
أرْضُ الأحبةِ والنبيينَ الأوائلِ ..
والمياهُ لنا قَراحْ ..
حَسَنٌ حَبيبُ الكُلِّ ..
يرقُبٌهُ الصغارُ من الصَّباحِ .. إلى الرَّواحْ ..
ويعودُ بالأحْزانِ والأحْلامِ .. يُهديْهم طفولَتَهُ ..
التي لم يَنْسَها .. عُمْرَ الكفاحْ ..
ليقولَ : يا أخْتُ اقعُدي .. حتى الصَّباحْ ..
فإذا تأخَّرتُ اركُضي نحْو المراحْ ..
روحي ابحثي عنّي .. بهاتيكَ البِطاحْ ..
أو ربما زادَ المُزاحْ ..
فيقولُ : انْسيْ فالشَّهيدُ له فضاءٌ ..
والنزيفُ له رباحْ ..
حَسَنٌ فلسطينيُّ ..
من أرضِ الصِّراعْ ..
في أرْضِهِ وسَمائِهِ ..
كانَ المحيىَّ في الضَّياعْ ..
حَسَنٌ وتَعرفُه كرومُ التِّينِ .. والزَّيتونِ ..
تعْرفُهُ الأسنّةُ والأعنّةُ .. والحجارةٌ في القلاعْ ..
دوْماً يفكّرُ في القُرى .. خلْفَ المخيّمِ والمدائِنِ ..
والمشــاعْ ..
ولها يغنِّي
موْطني .. يا موْطني ..
ويهيمُ حُبَّاً .. فالصّبيّةُ حُبُّهُ الثَّاني ..
ترَّبتْ في القطاعْ ..
وإذا رأى أخوْيهِ يبْكي ..
للطفولةِ في خُشوعٍ
ما لدَمْعَتِهِ انقشاعْ ..
يا ربِّ : جنِّبْهمْ عدوُّ بلادنا ..
بشفاعة القرآنِ والإنْجيلِ .. والهادي الشَّفيعْ ..
من صُلْبِ شعْبٍ يَرْتجي أهلاً ..
يهيمُ مشرَّداً ..
عَرَفتْهُ شاسِعةُ البراري لاجِئاً ..
أمَّا المنون وطعمها ..
فلعلَّهُ الشَّيءُ الذي لم ينْسَهُ ..
ولعلَّهُ الزَّادُ .. الذي وافاهُ
في كُلِّ البقاعْ ..
عُذراً أخي ..
ما ضاقَ بالحبِّ الكبير وحجْمِه
إلاَّ ضحايا الانْصياعْ ..