بلال حسن التل
أعرف ومثلي كثيرون, أن المهندس نبيل الكوفحي ومعه مجلس بلدية إربد, قد ورثوا إرثاً ثقيلاً من المشاكل والأزمات التي عليهم مواجهتها في ظل أزمة مالية تعيشها بلديات المملكة ومنها بلدية إربد, غير أن بعض المشاكل والأزمات لا يحتاج حلها إلى الكثير من المال, وعندي أن من أهم المشاكل التي تعاني منها معظم البلديات وبلدية إربد على وجه الخصوص هي مشكلة الترهل الإداري, الناجم أولاً عن التضخم في الجهاز الوظيفي, نتيجة للتوظيف بدون حاجة بل استجابة لمصالح انتخابية أو تنفيع الأقارب والمحاسيب, ولهذا النوع من التوظيف مخاطر كثيرة, أولها ذهاب الجزء الأكبر من موازنة البلدية لرواتب لا مردود لها على حساب تنفيذ المشاريع وتقديم الخدمات للمواطنين, بالإضافة إلى أن تضخم الجهاز الإداري من شأنه إعاقة الإنجاز وتضخيم الروتين على حساب الإنجاز وعلى حساب راحة المواطنين, والأخطر من ذلك كله أن نسبة من الموظفين الذين يتقاضون رواتب شهرية من البلدية لا يداومون بها, كما يقول بعض سكان المدينة, الأمر الذي يحتم على المجلس البلدي الجديد أن تكون أولى مهماته إعادة ترتيب بيته الداخلي وأول ذلك ترشيق الجهاز الوظيفي للبلدية بالاستغناء عمن لا ضرورة له أو من أصحاب الإنتاج المتدني, أو ممن لا يلتزم بساعات الدوام, فالوسائل كثيرة لتحقيق هذا الهدف إذا توافرت الإرادة.
وفي مجال تنظيم البيت الداخلي فإن المطلوب هو إيجاد وسيلة حاسمة لدحض شبهة وجود رشاوى وفساد لدى البعض مما يتحدث عنه سكان المدينة, وهذا يستدعي المزيد من التدقيق في قانونية كل معاملة وسلامة الإجراءات والمراحل التي مرت بها, دون أن يلحق بصاحبها أي ضرر أو تأخير وفي هذا المجال تصبح الأتمتة أكثر ضرورة وجدوى.
وبالتوازي مع تنظيم البيت الداخلي للبلدية, فإنه لابد من تنظيم المدينة لتصبح مدينة عصرية, وأول ذلك تنظيم السير بها, فليس من المعقول أن يحتاج الوصول من دوار السنابلة على مدخل المدينة إلى شارع فلسطين أكثر من ساعة وربع الساعة, كما كان يحدث في الليالي الأخيرة من رمضان الفضيل, حيث عانى الناس من فوضى سير قاتلة, سواء من حيث ازدحام السيارات وتزاحمها أو من خلال مخالفة الكثيرين من السائقين لاتجاهات السير على شوارع رئيسية في المدينة مع غياب شبه تام لرجال السير, وهي ظاهرة تتكرر في إربد خاصة في مواسم الأعياد, الأمر الذي يفرض حلولاً جذرية من خلال جعل مدخل إربد من شارع الحصن باتجاه واحد مع نزع الجزيرة الوسطية, على أن يصبح شارع شفيق أرشيدات «أيدون» باتجاه واحد للخروج من المدينة مع تنظيم الشوارع الرابطة بين هذا الطريقين مما يساهم في حل أزمة السير.
ومما يساهم في حل أزمة السير في إربد العمل على إيجاد مواقف سيارات طابقية في المدينة, حتى لا تظل الشوارع الرئيسية مكتظة بالسيارات الواقفة على جوانب الطرقات, كما أنه لابد من إلزام جميع المباني سواء كانت على نظام الفلل أو الشقق أو المخازن التجارية بأن يكون لكل منها مواقف سيارات تتناسب مع حجمها وحاجة شاغليها, وعدم قبول أية حلول أو بدائل أخرى, إن أردنا أن نجعل من إربد مدينة عصرية وللحديث بقية.