الدكتور زيد احمد موسى المحيسن
" ليس هناك ماهو اكثر قيمة من الاستقلال والحرية "
فالاستقلال يجسد لنا قيمة حقيقية بنشوة الشعور بالحرية داخل حدود وطنك بعد ان زال الظلم والاستبداد ونير المحتل عن الارض والعرض والوطن ، فالوطن لايكتمل وجوده الا بالسيادة على كل ذرة من ترابه الطهور لهذا فقد عمد جيل الاباء والاجداد مسيرة الاستقلال بالتضحيات الجسام قدموا قوافل الشهداء في الخنادق والمصانع والمعاهد العلمية والجهد والعرق في سبيل كرامة الوطن وارض الاردن التي ننعم فيها امنا وطمانينة وعملا يافعا نعتاش منه لقد جسد ابناء الاردن معنى الاستقلال بعد زوال المستعمر- نهضة علمية وصحية وتعليمية - يشهد بها الصديق والعدو معا ، لقد شيدوا الاباء والاجداد بكدهم وامكانياتهم المادية المتواضعة ودمائهم الزكية المدارس والجامعات والمستشفيات ودور العبادة والمصانع والطرقات والسدود وجعلوا من صحراء الوطن موئلا يطيب العيش فيه ان المحافظة على هذه الانجازات المادية والمعنوية هو استكمال لمتطلبات الاستقلال الوطني والسيادة على الارض والقرار .
في هذا اليوم الاغر من ايام الوطن , يحتفل الاردنيون بيوم الاستقلال , الذكرى الخالده في وجدانهم والمناسبة الوطنيه المجيدة في تاريخهم الحديث, يحتفلون بكل فخرا واعتزاز بهذا اليوم العظيم الذي يجسد فيه وحدتهم الوطنيه واستعادة سيادتهم على ارضهم من قيود الاستعمار وتبعاته في مسيرة نضال طويله قدم فيها الاجداد و الاباء ارواحهم الزكيه فداء لثرى الاردن ومجده, لقد جسد ابناء الاردن تناغما ليس له مثيل مع قيادتهم الهاشميه الملهمه حينما التقت ارادتهم الوطنيه بالارادة السياسيه فتحقق الاستقلال وتم بناء الدولة العربيه الاردنيه صاحبة الرساله و,النموذج في الحريه والعداله الاجتماعيه وسيادة القانون واحترام حقوق الانسان وكرامته والانفتاح على العالم نهجا وسطيا لاغلو فيه ولا انغلاق ,اسندت روحها ونضالها الى مبادى النهضة العربية الكبرى في استكمال النهج لاقامة الدوله العربيه الواحدة الموحدة وركزت القيادة الهاشميه الراشده منذ اليوم الاول لنشاة الدوله على بناء الطاقات البشريه وعملت على نشر التعليم في القرى والمدن والبوادي والمخيمات مجانا وركزت على التعليم الالزامي والثانوي والمهني والجامعي وفتحت العديد من الجامعات وشجعت القطاع الخاص على اخذ المبادرة وعلى القيام بدوره التنموي في كافة المجالات الاقتصاديه والثقافيه والاجتماعيه ولم تغفل القيادة الهاشميه الملهمه على بناء القوات المسلحه لتحافظ على الاستقلال وتحمي منجزاته الوطنيه فكان الجيش العربي - جيش الوطن وجيش الامه بمثابة الدرع والسيف للامة العربية الماجدة -وقدم التضحيات الجسام فوق ثرى فلسطين مدرارا وظلت دماء الشهداء خالده الى الابد على اسوار القدس وباب الواد واللطرون والسموع وجنين و في الكرامة وفي الجولان وحمل الجيش شعار - الجيش العربي- ليكون لكل العرب فكبرت المسؤوليه الملقاه على كاهل افراده فكانوا رجالا في وقت الحروب ورسل سلام ومحبه الى مناطق النزاع في كرواتيا والبوسنه والعراق وارتيريا ولبنان وغزه والسودان وهايتي وافغانستان يضمدون الجراح ويغيثون الملهوف وشهد لهم العدو قبل الصديق بالجنديه والعسكريه الاردنيه بالعطاء اللامحدود والاخلاق العربيه الساميه والتضحيه المستمره في كل الاوقات وكانت الشهادة في سبيل الواجب اسمى امانيهم – لقد ارتبط الجيش العربي منذ نشاته الاولى ارتباطا وثيقا بوطنه ورسالته العربية الخالدة وقيادته الهاشميه التى لم تبخل عليه يوما في الاعداد والتسليح والتدريب فكان بحق عند حسن ظن القائد بهم وعلى اهبة الاستعداد لرد العاديات عن الوطن – وفي ذكرى الاستقلال اليوم يمضى الوطن بابناءه وجيشه على طريق الحياة الديمقراطية الحديثة شامخا عزيزا بما حققه من انجازات على الصعيد الداخلي والخارجي يجدد العهد والولاء للقائد كل عام بان يبقى على العهد في صون الامانه والمحافظة على الرساله الخالدة – رسالة النهضة العربيه الكبرى مهما غلت التضحيات وكبرت التحديات وفي ذكرى الاستقلال والوطن قد اجتاز المئوية الاولى بكل كفاءة واقتدار وهو يلج الى المئوية الثانية اكثر خبرة وممارسة ودراية في الشأن المحلي والخارجي يجب ان لايغيب عن البال ان ترسيخ فكر الاعتدال ومنظومة القيم الاخلاقية والتسامح هم دعائم اساسية لاستمرار تقدم الدولة الحديثة خطوات الى الامام - فالفكر يصنع الرؤية نحو الاهداف المستقبلية للدولة الاردنية ومنظومة القيم هي الجدار الواقي للوطن من الصدمات و من كيد الاعداء والاعتدال هو نهج السلف الصالح بناة الدولة الاردنية من هنا - وفي يوم الاستقلال نرفع اكفنا الى الله وبالدعاء الصادق ان يحفظ الله الوطن والشعب والقيادة من كل سؤء وان يكون نهج الاعتدال والوسطية سمة الاردن الدائم في المنشط والمكره وان يبقى الوطن كما كان عربي الهوى والهوية اسلامي المنطلق انساني التوجه سمته التوازن والرشد في كل قرار ليس فيه للجمود مكانة او للانفلات موقع – اللهم امين .