الشاهد -
في لقاء له مع الشاهد حول ابرز المشاكل التي تواجه النواب والحكومة
الطبقة الوسطى تلاشت وعلى الحكومة فتح باب التعيينات
على المجتمع الدولي الوقوف لجانبنا ومقاومة الارهاب واجب الجميع
النسور حافظ على استقرار الدينار والنمو الاقتصادي ما زال يراوح مكانه
مطالب النواب هي مطالب للشعب وواجب السلطة التنفيذية التعاون معهم
حاوره عبدالله العظم
قال النائب طه الشرفاء في وصفه للوضع الراهن على الصعيدين الخارجي والداخلي والاثار والصعوبات التي تواجه الاردن جراء ما يدور على اراضي دول الجوار ان الاردن وبكل امكانياته المتواضعة ورغم شح الموارد حقق معجزة سجلها لها التاريخ واقرت بها كل دول العالم ولا سيما وانه تخطى كل الصعوبات التي نجمت عن ما يسمى بالربيع العربي الذي لا اعتبره الا خريفا عربيا تحولت من بعده المنطقة الى مستنقع من الدم العربي وانه ولولا اننا في الاردن نحتكم الى قيادة هاشمية فذة وشعب قوي الارادة والعزيمة وشعب واع ومدرك لما يدور من حوله من ازمات للحق بنا كما لحق بباقي الدول العربية التي نتمنى لها الاستقرار. واضاف الشرفاء في لقائه مع الشاهد في معرض رده حول الفاتورة التي تكبدها الاردن جراء الازمات التي خلقها الربيع العربي ان اهم ما يعاني بها البلد جراء الحروب الدائرة على الاراضي السورية هو تدفق اللاجئين الى الاراضي الاردنية طلبا للامن والمساعدة وبحسب الارقام التي تتوالى تباعا فقد بلغ عدد اللاجئين السوريين ما يقارب 1,4 مليون انسان والاردن بطبيعته ومنذ نشأته لا يستطيع التخلي عن مساعدة من استجار به واللاجىء وهذا ليس بالعرف السياسي وحسب بل هو امتداد لعرفنا الاجتماعي والعشائري والاردنيون وقيادتهم بطبيعتهم هم عروبيون وليسوا دمويين وقدموا الغالي والنفيس عبر التاريخ بدءا بالقضية الام قضية فلسطين وانتهاء لما هو الحال في الدفاع عن العرب في مواجهة قوى الارهاب والتطرف وبالنظر ايضا في حربنا مع داعش فهذا ايضا يشكل علينا عبئا ماديا ومعنويا، ويتطلب مصاريف باهظة لا احد يستطيع تقديرها من الحفاظ على امننا الداخلي، ومن هنا فانه يتوجب على المجتمع الدولي الوقوف الى جانب هذه الدولة الصغيرة بامكانياتها ومواردها المادية والكبيرة في صنع المعجزات ولكننا في الاردن لا نستطيع مواجهة كل هذه الازمات سواء في موضوع اللاجئين او في ملاحقة قوى الارهاب مع ايماننا المطلق بحكمة القائد وقدرة وكفاءة اجهزتنا العسكرية والامنية، فعلى الدول الاخرى سواء العربية او الغربية وامريكا واجب نحو تقديم المساعدة للاردن. وقياسا على ذلك فالمنح المقدمة للاردن لا تساوي شيئا امام المجهود الذي نبذله والذي يحتاج المليارات. وفي سياق آخر من محاور مقابلتنا معه وحول الوضع الاقتصادي ودور الحكومة في تنفيذ برامجها. قال الشرفاء الحكومة استطاعت حماية الدينار من الانهيار والمحافظة على سعره عالميا من خلال ما قامت به حتى لو كان ذلك على حساب المواطن سواء برفع الضرائب او الرسوم او بتحرير المشتقات النفطية. فطعم الدواء مر ولكن الاهم النجاة والبقاء فنحن نلوم الحكومة ولكن عندما ننظر للواقع المؤلم نعذرها فهنالك بعض الامور لا نلمسها مباشرة في تردي الوضع الاقتصادي وعلى سبيل المثال طرق الشحن والتصدير والاستيراد من الجهات السورية مغلقة والى العراق الامور تسير بصعوبة وهي منافذ اقتصادية وكذلك وبالنظر الى الرافد في القطاع السياحي نواجه مشكلة كبيرة حيث ان الدول الغربية ومجتمعاتها لديها فكرة بان جميع الاقليم ملتهب ولا يوجد فيه استقرار وينظرون الى ان الاردن هو جزء من هذا الاقليم وبالتالي يخشى السائح المجيء اليه او زيارته، وهذا ضرر آخر من الاضرار التي نتعرض اليه جراء ازمات الاقليم الدائرة. وتعقيبا على الشاهد اضاف الشرفاء النسور جاء في وقت صعب بل من اصعب المواقف التي مر بها الاردن، والظروف لم تساعده وبالرغم من ذلك كان من واجب حكومته خلق فرص عمل جديدة وليس اغلاق الباب امام الوظائف على مدار السنوات الثلاث الماضية، واذا استمرت الامور على ما هي عليه لسنة اخرى فاننا نخشى ما نخشاه فالامن الاجتماعي هو من مقومات الامن الداخلي ورديف له بل هو احد اركانه ايضا ومن هنا اقول لدولة النسور ان يتوجه الى فتح نافذة العمل والتعيينات والوظائف حتى وان اضاف ذلك التوجه عبئا على الخزينة فالعبء المالي في التعيينات لا يشكل عبئا كبيرا على الموازنة او على المديونية، فخلق فرص العمل من واجب الحكومة وحق كفله الدستور للمواطن الاردني. ومن جانب اخر في تقديره لاداء البرلمان لم يبتعد ضيفنا عن آراء زملائه النواب الذين سبق وان التقيناهم عبر الشاهد في كل اسبوع من حيث انجاز المجلس في التشريعات والرقابة والكم الهائل من القوانين التي سنها المجلس. وفي سياق المشاكل التي تواجه النواب قال الشرفاء نحن كنواب نمر بذات الظروف التي تمر بها البلد سواء بالظروف الاقتصادية التي ذكرت او بالوضع الامني الراهن، ونحن جزء من هذه المشكلة كما هو المواطن وكما هو التاجر وكما هم اصحاب المصانع او غيرهم من الذين يشكون لنا اوجاعهم ونشكوها للحكومة داخل القبة وخارجها ولكن المؤلم اكثر اننا ما زلنا في نفس الدائرة ولم نخرج منها، فمطالب النواب واحدة هي تأمين الراحة ولقمة العيش والمحافظة عليها لكل بيت ولكل رب اسرة، وتأمين المعالجات لكل مريض وتحسين قطاعات الصحة والنقل وتحقيق مبدأ العدالة في تكافىء الفرص. وانا عندما قدمت نفسي لخدمة ابناء الكرك قدمتها على هذا الاساس ولكن وللاسف الظروف لم تساعدنا وهذا لا اعتبره عذرا امام واجهتي وابناء منطقتي فلو قدمت القليل فانا مقصر وان قدمت الكثير فانه القليل في نظري والمواطن الاردني هو الاهم وهو الحلقة الاضعف ما بين السلطتين التشريعية والتنفيذية لانه هو دافع الضرائب وهو المعطل عن العمل وهو من يتكفل باعباء معيشته وبرغم من جميع الضغوطات التي تمارسها على الحكومة لتخفيف العبء عن الناس الا اننا لا نملك شيئا امام الحكومة التي تقول ايضا انها لا تملك ذلك الشيء وارجو ان لا يؤخذ على كلامي بانني من اليائسين او انني متشائم واعود لاقول للحكومة ان المواطن البسيط يجب ان يراعي في كل الظروف ولا يجوز تركه وسط هذه الظروف التي نتعذر بها جميعا. فلم يعد هناك طبقة وسطى في ظل غلاء الاسعار وتآكل الدخل والرواتب وفي ظل ارتفاع كلفة السكن والمعيشة وواجب الحكومة في هذه المرحلة التسريع بتنفيذ الخطط والبرامج التي لديها ووعدت بها سواء في التنمية او بباقي القطاعات والوضع محرج ولا يستهان به.