المحامي موسى سمحان الشيخ
تسمو الامم بالعلم والعمل والاخلاق هذا هو ثالوث استمرارية الحياة الحقه ودفعها للامام، وكي لا يغدو يوم عيد العمال العالمي مجرد يوم للعطلة والمهرجانات البائسة المكررة كي لا يغدو الامر كذلك لا بد ان نعطي العامل حقه، في الاساس الحقوق لا تعطى بل تنتزع لدى البشر غريزيا حب التملك والاثرة. (انا ام علي والكل لي) طبقات ومجموعات فاسدة تسرق حقوق طبقات ومجموعات مستضعفة، تلك هي الحقيقة بعيدا عن المكياج والتجميل. كما يعرف القاصي والداني اطراف العمل ثلاثة: العامل، ورب العمل، والدولة، العامل في الاغلب الاعم مأكول مذموم سيما الطبقات والفئات العمالية التي ليس لديها نقابات وقوى تدافع عنها وتعطيها حقها ودورها في العملية الانتاجية وتضمن لها حياة كريمة، وبالمناسبة فالنقابات العمالية في بلادنا - ان وجدت - فهي في معظم الاحيان : استعراضية، شكلية، تبحث عن مصالح ذاتية ضيقة على حساب الجسم العمالي بمجموعه. اما رب العمل فهمهم الاول والاخير تكديس الثروات والاستيلاء على مقدرات المجتمع من خلال ترك العامل على قارعة الطريق بدون ادنى نوع من التأمينات المادية والمعنوية في الاردن مثلا الحد الادنى للاجور 190 دينار مبلغ تافه لا يفي بالحد الادنى للكرامة الانسانية. اما الدولة الركن الثالث فتنحاز في تشريعاتها وقوانينها ومؤسساتها للطرف الاقوى الذي لا يتوقف عن رشوتها. نعم وكي لا يصبح عيد العمال عيدا للكرنفالات الزائفة والمساخر المزعجة، لا بد للعامل ان ينصف ولو نسبيا فالعامل والعامل وحده تقوم على كتفيه وعرقه نهضة الامم. نحن لا ندعو الى مجتمع مثالي ولا الى مدينة افلاطونية، نحن ندعو الى تضافر القوى الاجتماعية مجتمعة وعلى رأسها العمال المسحوقين كي تتضافر من اجل سعادة الانسان.