الشاهد -
الشاهد-فريال البلبيسي
وطرقنا باب الحاجة ام عمر في منطقة الجوفة والتي تسكن في منزل قديم عبارة عن غرفة لا يوجد فيها شباك او تهوية سوى باب المنزل، هذا المنزل قديم البناء ومعتم وتفوح منه رائحة الرطوبة والعفونة حيث لم استطع المكوث داخل الغرفة لاكثر من ثواني هذه العجوز تجاوزت السبعين من عمرها ولا تستطيع اعالة نفسها وتعيش ظروفا مأساوية وصعبة من مرض وجوع وعند التجوال وجدنا ام عمر تضع اكواما من الخبز بجانب منزله لتقوم بتجفيفه تحت اشعة الشمس من اجل بيعه. حيث قالت ام عمر انني اعيش مع ولدي الذي يعاني تخلفا بعقله، وابنتي ماجدة التي تبلغ من العمر 36 عاما وتعاني من (الصرع) وتعيش في غرفة ايجارها الشهري 80 دينارا عدا الماء والكهرباء واكدت الحاجة انه ليس لديهم دخل شهري سوى بيع الخبز الناشف لمربي الاغنام. وقالت الحاجة انني اتقاضى من صندوق المعونة الوطنية راتبا شهريا 45 دينار فقط وطالبت ان يتم تخصيص راتب لابنتها المريضة وولدها الذي يعاني تخلفا عقليا، واكدت الحاجة انهم يعيشون بدخل التنمية طوال الشهر ما يبيعونه من الخبز لا يكمل ايجار المنزل، وناشدت وزارة التنمية الاجتماعية ان ينظروا بعين العطف لعائلة الحاجة. وقالت ان حياتنا صعبة جدا حيث لا استطيع توفير الخبز لعائلتي عدا انني انسانة عجوز واعاني من امراض السكري وهشاشة العظام، واكدت الحاجة ان ابناءها المرضى لا يستطيعون اعالة انفسهم وحياتهم صعبة جدا وانهم غالبا ما يشتهون الطعام بانواعه حيث ان غالبية طعامهم الذي يتناولونه شاي ساخن وخبز وبندورة وبصل او فلافل وانهم لم يتذوقوا اي نوع من اللحوم منذ اشهر او في شهر رمضان وبما يجود به الجيران، وبكت الحاجة بحرارة وهي تبكي ابنائي جائعون ونعيش مع الفئران والجراذين التي تأتي على الخبز الناشف ولكن الجوع كافر وابنائي محرومون وقالت انني امرأة عجوز واناشد كل من في قلبه رحمة ان ترحم عجزي وقلة حيلة ابنائي لانهم مرضى وهم يبكون عندما يشتمون رائحة الطعام الصادر من الجيران. ونحن نقول للقلوب الرحيمة ان العجوز تعيش حياة ما دون الحياة وهي عاجزة عن الحياة وطالبت الحاجة منزلا من وزارة التنمية الاجتماعية.