نبيل شقير
وزارة السياحة قامت قبل ايام بمبادرة للتشجيع على السياحة الداخلية التي انتظرها المواطنون منذ زمن طويل ليقوموا بالسياحة داخل بلدهم وليتمتعوا بجمال هذا البلد باسعار تشجيعية معقولة بدلا من قيامهم برحلات الى الدول المجاورة والتي اسعار رحلاتها اقل كثيرا من اسعار الرحلات عندنا، قبل عدة سنوات قامت الحكومة بدعم اسعار الرحلات الداخلية الى البتراء وقد سافر عدد كبير من المواطنين الى المدينة الوردية للتمتع بمناظرها الخلابة وبآثرها التاريخية. السياحة اصبحت اليوم صناعة وتحتاج الى دعم من الحكومات لتشجيع المواطنين على السفر ومن يراجع اعداد الاردنيين الذين يسافرون الى الخارج يجد ان هذه الاعداد كبيرة جدا مقارنة مع المواطنين الذين يقومون برحلات داخل بلدهم والسبب في ذلك ان السياحة في بلدنا مكلفة جدا ولا يقبل اصحاب الفنادق في البتراء والعقبة ان يعطوا الاردنيين اسعارا تشجيعية لذلك فان معظم المواطنين يذهبون الى المنتجعات المصرية باسعار تكاد تكون متقاربة جدا مع اسعار فنادق العقبة مع ان هذه الرحلات تشمل ايضا تذاكر الطيران، عندما اصبح السيد نايف الفايز وزيرا للسياحة تفاءلنا خيرا، لان هذا الشاب الاردني الحضاري اشغل هذه الحقيبة من قبل وكان قبل ذلك رئيسا لهيئة تنشيط السياحة، وقد قام بعدة مبادرات في ذلك الوقت لتنشيط السياحة وكان لهذه المبادرات اثر ايجابي على تنشيط السياحة الداخلية. من حق المواطن الاردني ان يتمتع بتراث بلده وبالمواقع السياحية الجميلة المميزة لكنه غير قادر على ذلك بسبب ارتفاع الاسعار ولأن اصحاب الفنادق والمنشآت السياحية يتعاملون معه وكأنه سائحا اجنبيا، فاذا ما فكر احد المواطنين باصطحاب عائلته الى مدينة العقبة او الى احد فنادق البحر الميت لليلة او ليلتين، فان هذه الرحلة تحتاج الى ميزانية وهذه الميزانية لا تتناسب مع دخله، مبادرة الاردن احلى هي مبادرة ايجابية بكل المقاييس وسيقوم اعداد كبيرة من المواطنين بزيارة البتراء ومدينة العقبة هم وعائلاتهم وستنعكس هذه المبادرة بشكل ايجابي جدا على الفنادق هناك خصوصا فنادق البتراء التي تعاني منذ فترة طويلة من قلة الاشغال وبالتالي فانها تتكبد خسائر كبيرة. لا شك بان السياحة تراجعت كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية بسبب الوضع المتردي في الدول المجاورة وفي المنطقة بشكل عام والارقام التي يعلنها بعض مسؤولي السياحة احيانا عن اعداد السياح الذين زاروا الاردن والدخل الذي تحقق من زيارة هؤلاء السياح هذه الارقام لا تقنع احدا، لاننا جميعا نعرف ان السياحة تراجعت كثيرا بسبب الاوضاع السياسية، لذلك فان المطلوب من الحكومة ان تدعم السياحة واصحاب المنشآت السياحية ولو بشكل غير مباشر حتى لا يتضرر القطاع السياحي كثيرا وحتى يخرج باقل الخسائر نتيجة للاوضاع المتردية في المنطقة. شكرا لوزارة السياحة على هذه المبادرة الخيرة ونتمنى ان نسمع عن مبادرات جديدة لدعم السياحة في بلدنا على الاقل في الظرف الحالي الصعب الذي تمر به المنطقة وما تشهده دول الجوار من اضطرابات واقتتال وفوضى ودماء.