الجماهير تتسائل والادارة تتحاور وهناك من حمل ابو زمع المسؤولية
الشاهد - فوزي حسونه
دخل عدد من محبي نادي الوحدات في حوارات متشعبة عشية الخسارة المفاجئة التي تلقاها فريق كرة القدم أمام منشية بني حسن صفر-1 ببطولة دوري المحترفين الاردني لكرة القدم، وهو ما جعل صدارة الوحدات لترتيب الفرق مهددة.
وتلخصت تلك الحوارات حول تحديد السبب الرئيسي وراء خسارة فريق الوحدات، وهل إذا ما كانت العلة بالمدير الفني عبدالله أبو زمع أم لاعبي الفريق أنفسهم؟، وهنالك من حمّل اللاعبين مسؤولية الخسارة وهنالك من حمّلها لأبو زمع.
ووفقاً لمصادره في نادي الوحدات سيكشف العديد من الأسرار التي تتعلق بالتفاصيل الكاملة قبل وأثناء وبعد مباراة الفريق أمام المنشية.
وتقول المصادر بأن هنالك من يرفض استمرار أبو زمع بمهمته ويؤكد بأن أهمية المرحلة تتطلب البحث عن مدير فني جديد، فيما يطالب آخرون بتغليب صوت العقل والإبقاء على عبدالله أبو زمع كمدير فني للفريق في ظل حساسية التوقيت على اعتبار أن بطولة الدوري دخلت في مرحلة حساسة وحاسمة، حيث سيواجه الفريق الثلاثاء فريق شباب الأردن في مباراة صعبة وقوية ضمن مباريات الأسبوع 17، ولا بد من طي صفحة الخسارة أمام المنشية واعتبارها بمثابة (كبوة جواد) والتفكير بما هو قادم.
ماذا قال أبو زمع للاعبين في غرفة الغيار؟
أبو زمع اكد في تصريحاته لوسائل الاعلام بأن المواجهة ستكون صعبة بالنظر للواقع النقطي لفريق المنشية الذي كان يمتلك 11 نقطة فقط، وهو مطالب بتعزيز رصيده للإبتعاد عن منطقة الخطر.
وأكد أبو زمع بأنه وضع التكتيك الخاص للمباراة وبأن اللاعبين دخلوا في معسكر مغلق والحالة المعنوية لديهم كانت مرتفعة وهم يتطلعون لإسعاد جماهير الوحدات وبخاصة بعد الخسارة التي تلقاها الفريق أمام الوحدة السوري صفر-1 ببطولة كأس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم.
أبو زمع وفي غرف غيار اللاعبين وقبل نزولهم إلى أرض الملعب أكد للاعبين مراراً وتكراراً على أهمية المباراة وتحقيق النقاط الثلاث وضرورة اللعب بجدية منذ البداية ونقل الكرة بأسرع وقت لمناطق المنشية بعيداً عن أي فلسفة، وأشار للاعبين إلى أن يتعاملوا مع المباراة على أنها من شوط واحد لا شوطين ولا بد من حسم نقاط الفوز في الشوط الأول، "علينا أن لا نضع أنفسنا في موقف حرج وننتظر للدقائق الأخيرة لحسم نقاط المباراة، تعاملوا مع المباراة على أنها 45 دقيقة فقط لا غير".
تشكيلة هجومية
أبو زمع دفع في مباراة المنشية بتشكيلة هجومية وهي عبارة عن مزيج بين عناصر الخبرة والشباب، وبالنظر للأسماء التي دفعها أبو زمع فإن التشكيلة ضمت أبرز لاعبي الفريق ( شفيع والبهداري والباشا وباسم فتحي وعامر ذيب وأحمد إلياس ومنذر أبو عمارة وعدنان عدوس ومحمود شلباية والسنغالي الحاج مالك).
تلك التشكيلة وما ضمته من أسماء كبيرة ومعروفة لم تقدم المستوى المأمول منها، فظهر الفريق تائهاً بالملعب بلا حلول هجومية، والترابط بين خط الوسط والهجوم كان أشبه بالمعدوم، وهو ما سهل من مهمة فريق المنشية الذي حافظ على نظافة شباكه بعدما أظهر انضباطاً تكتيكياً متميزاً.
أبو زمع تفاجأ بأداء الفريق في الشوط الأول، رغم أن التدريبات الأخيرة شهدت عملاً مكثفاً بما يخص تكتيك الفريق وطريقة اللعب ورفع مقدار الجاهزية الفنية والبدنية لأن أبو زمع كان يبحث عن الأداء والنتيجة في آن معاً بعد انتقادات الجماهير في الأسابيع الماضية لأداء الفريق ولأبو زمع نفسه.
لماذا أشرك أبو زمع عدوس؟
أشرك أبو زمع النجم العائد من الإصابة عدنان عدوس بالتشكيلة الرئيسية لأول مرة بل أن أبو زمع انبهر مما قدمه عدوس في التدريبات الأخيرة مع الفريق واعتقد بأن عدوس سيكون "رجل المباراة الأول" وبخاصة أن معنوياته ارتفعت بعد عودته لصفوف المنتخب فضلاً عن أن التدريبات كشفت عن جاهزيته الفنية والبدنية واستطاع بذلك اقناع أبو زمع ليكون أحد الأعمدة الرئيسية لفريق الوحدات في المباراة.
وقام أبو زمع في الشوط الثاني بسحب عدوس الذي تفاجأ أبو زمع بما قدمه من أداء بالشوط الأول مثلما قام بسحب شلباية ودفع بدلاً منهما بصالح راتب وأحمد أبو كبير ليتحسن أداء الوحدات من حيث الإستحواذ والتمرير لكن الخطورة على المرمى بقيت غائبة، بسبب تسرع اللاعبين في إنهاء الهجمات من جهة وتماسك الخط الخلفي للمنشية من جهة أخرى.
أبو زمع حزين؟
يشعر أبو زمع بالحزن الشديد لخسارة الفريق، ويراوده الأحساس بأن هنالك من يحاول إبعاده عن فريق الوحدات لغاية في نفس يعقوب، أبو زمع تفاجأ بأن عدداً قليل من الجماهير بدأ بانتقاده أثناء المباراة وتحديداً منذ الدقيقة الثامنة.
من يتحمل مسؤولية الخسارة؟
المسؤولية تبدو مشتركة، بين المدرب واللاعبين، لكن يبدو أن الحمل الأكبر من الخسارة يتحمله هذه المرة اللاعبون، حيث أن أبو زمع والجهاز التدريبي بحسب مصادر لم يقصر في إعداد اللاعبين ووضع الخطة والتكتيك المناسب، لكن ما عاب الوحدات في المباراة غياب التركيز عن اللاعبين والإستهتار في التعامل مع ما يتاح من فرص فضلاً عن الأنانية التي طغت على أداء أكثر من لاعب وحرمت الفريق من التسجيل، وليس انتهاء بانتهاء صلاحية بعض اللاعبين من أصحاب الأسماء الرنانة التي ما عادت تقوى على تقديم الإضافة المطلوبة للفريق لكن بعض الجماهير ما تزال تطالب ببقائهم.
العطاء أهم من الأسماء
وتقول التقارير بأن معاناة فريق الوحدات من حيث الأداء ظهرت منذ اعتزال نجمه الأول رأفت علي حيث ما يزال الفريق يعاني من غياب صانع الأهداف ومسجلها، وما يزال نادي الوحدات يبحث عن لاعب يمتلك القدرات والفكر الكروي الناضج داخل الملعب ليعزز من القدرات الهجومية للفريق ويجيد تغذية تطلعات المهاجمين.
وبالمناسبة فإن جماهير الوحدات وخلال المباراة هتفت طويلاً لرأفت علي بعدما شاهدت الأداء السلبي للاعبين وطالبت بالبحث عن لاعب يحمل مواصفاته داخل الملعب، في الوقت الذي ألقت جام غضبها على اللاعبين الذين شاركوا في المباراة على اعتبار أنهم لم يقدموا الأداء الذي يليق بفريق الوحدات وهي إشارة واضحة إلى أن لاعبي الفريق لم يكونوا بيومهم ولم يقدموا أدنى مستوى لديهم لا على صعيد الأداء الجماعي ولا الفردي.
بعد المباراة
لاعبو الوحدات قدموا اعتذارهم لعبدالله أبو زمع بسبب أدائهم وخسارتهم المباراة لكن أبو زمع التزم الصمت وكان منزعجاً ومتأثراً من الخسارة وبخاصة أن الإدارة والجهاز الفني والتدريبي لم يقصر بحق الفريق واللاعبين.