الشاهد -
في لقاء معه حول آخر المستجدات على الساحة الاردنية
اللاجئون يشكلون خطرا على الهوية الديموغرافية الاردنية
السخاء العربي استثنانا من حساباته والسياسة لا ترتبط بالعواطف
التحالف العربي مرحلي تكتيكي وسرعان ما ينفرط
اين مجلس وزراء الداخلية من الارهاب
على الدول العربية التي شجعت على الثورة السورية ان تتحمل مسؤولياتها
حاوره عبدالله العظم
في اللقاء الذي اجرته معه الشاهد حول اهم الاحداث المستجدة على الساحة المحلية. ابدى النائب البطوش عدة مخاوف ومحاذير قد تعود على الاردن جراء اثار الازمة السورية، منها ما يتعلق بتزايد اعداد اللاجئىن الى الاراضي الاردنية والخلط الديموغرافي واثاره على الهوية الاردنية مطالبا باغلاق الحدود السورية الاردنية محملا الحكومة مسؤولية تقصيرها في معالجة ملف السوريين واعباء اللجوء السوري، والدول العربية التي آزرت الثورة السورية والمجتمع الدولي الداعم لها مشيرا الى وجود حالة من التردد العربي في دعم الاردن والى دراسات اثبتت تدني نسب عودة اللاجئين عالميا لموطنهم ومخاطر تجمع داعش في الاراضي السورية القريبة من حدود المملكة. والى جانب ذلك وردا على تصريحات دبلوماسيين سورين ونقدهم للسياسات الاردنية مؤخرا قال انه يتوجب على النظام السوري حماية حدوده المجاوره وعدم تركها للعصابات الشريرة والتي تشكل خطرا على الاردن. وبصدد ذلك اضاف البطوش ان لدينا تجارب سابقة تعزز ثقتنا بالقوات المسلحة وقيادتنا في ادارة الشأن العسكري والامني في تخطينا العديد من الازمات ولكن في ظل الاوضاع السائدة ان ما نخشاه هو التحدي الديموغرافي في ملف اللجوء. وكنا قد طالبنا سابقا باغلاق الحدود السورية مع الاردن، لوقف تدفق اللاجئين برغم تعاطفنا مع قضيتهم واطلاعنا على معاناتهم ولكن بالمقابل قدرات الاردن محدودة على استيعاب هذا الكم من اللاجئين، وخصوصا نحن نواجه مشاكل وتبعات الازمة السورية لوحدنا في ظل عدم تقديم المجتمع الدولي المساعدات المطلوبة منه والواجبة عليه ما دامت الدول الاخرى كانت داعمة من الاساس للثورة السورية، لماذا لم تعمد الامم المتحدة لانشاء مراكز ايواء داخل الاراضي السورية، وكان بالامكان فعل ذلك. واصبح الاردن يتحمل تبعات الفوضى الحاصلة على الاراضي السورية وحتى الدول العربية الشقيقة والتي آزرت الثورة السورية وناصرتها وشجعت السوريين على الخروج من بلادهم لم تتحمل تلك الدول مع الاردن اعباء اللجوء السوري سواء بالاعباء الاقتصادية الاجتماعية والامنية والديموغرافية التي تتعلق بهويتنا. واضاف البطوش ان كل الدراسات الدولية والتجارب العالمية تؤكد على نسب ضئيلة في عودة اللاجئين الى اراضيهم اي ان الدراسات تقول ان ما نسبته 25٪ فقط من اللاجئين في العالم هم من يعودون الى ديارهم وبلادهم وهذا ما يشغلني في مسألة الهوية الديموغرافية الاردنية وهنا دعني اعرج معكم الى الاعداد الهائلة من اللاجئين الذين نتوقع قدومهم للاراضي الاردنية في غضون الايام القادمة ولدينا في هذه اللحظة مليون ومئتي الف لاجىء سوري ومن هذا المنطلق علينا ان نكون صريحين مع انفسنا والمجتمع الدولي في ظل وجود حالة من التردد العربي في دعم الاردن في حين ان الدول العربية تقدم دعما عشرة مليارات مساعدات لمصر وهذا لا يزعجنا بل يسرنا وسعدنا به ولكن لماذا لا يقدم هذا السخاء العربي للاردن والاردن بوابة لجميع ويحمي ويتحمل عن الجميع. وتعقيبا على الشاهد قال البطوش لقد لاحظنا في مؤتمر المانحين كان سقف المطالب في المساعدات الاردنية متدني ويقدر بثلاثة مليارات بحسب ما طالب فيه دولة الرئيس اثناء المؤتمر وينبغي ان يكون سقف المطالب اعلى من ذلك بكثير حتى اتمكن أن احصل ولا يحسب كلامي بانه مقايضة حيث انه وبقناعاتي ان كل مليارات العالم لن تغنينا لو تعرض الاردن لاي هزة امنية او اي خلل في التركيبة الاردنية ولذلك اعتبر ان تساهل الحكومة في معالجة الملف السوري هو الذي اوصلنا الى هذا الحد وتعديها مستوى طاقة الاردن الاستيعابية بينما لو نظرنا لدولة قوية مثل تركيا نجد ان هنالك فارق كبير في تعاطيهم مع ملف اللاجئين وكان ارقامهم محددة بخلاف ما تعاملنا به نحن بالاردن، وهنا اقول لماذا لم تلزم الاردن المجتمع الدولي في قدرتها الاستيعابية فقط بمئتي الف لاجىء وهذا التقدير الواقعي والتعامل مع السياسة ليس من خلال العواطف والمواقف العروبية والاسلامية موجودة لدينا وواجبة ولكن الحسابات تؤخذ بمصير الشعوب ونحن نجهل ما ستأول اليه الامور في الخليج. وفي معرض رده على الشاهد حول المخاطر التي قد يتعرض اليها الاردن في ظل خروج داعش من الاراضي العراقية وتجمع عناصره في سوريا واقترابه من دمشق. قال دعني اولا ارد على الاتهامات الموجهة للاردن من الجانب السوري في تدخلنا بجنوب سوريا واعتراض النظام السوري على تواجد قواتنا على الواجهة الحدودية فاننا بالاردن اعتدنا ان نأخذ المسار الاحترازي والامني في كل المواقف التي مضت فالنظام السوري المنهك اخلى المنطقة الجنوبية السورية وتركها امام قوى وعصابات شريرة تشكل خطرا علينا، ولذلك نحن نقتحم الاخطار حتى لا تأتينا وهذا يخدم مصالحنا الاردنية ولا يجوز للنظام السوري ان ينتقد السياسة الاردنية في حماية نفسه في ظل ترك النظام ساحته المواجهة لنا وانسحابه منها ولذلك يتوجب ان نهتم بهذه المسألة ونخرج خارج الحدود الاردنية لضرب اية مخاطر مخطط لها ان تتوجه الينا وبذات الطريقة التي تعاملنا بها في ضرب داعش. وهناك مؤشرات للمخاطر واضحة على حدودنا مع سوريا في العمليات الجارية واقتحام المنطقة الحرة الحدودية ونهبها ومحاولات دخول المتسللين واقتحام داعش لمخيم اليرموك. وردا على الشاهد حول التحالف العربي ومدى جدية القائمين عليه في استمرارية عمل هذا التحالف في الدفاع عن الاراضي العربية علق البطوش انه ومن خلال تجربتنا في مشروع الدفاع المشترك الذي سرعان ما تبخر ومن تجربتنا في مشروع الوحدة الفاشلة مع الدول العربية ومؤتمرات القمة ومن تجربتنا في فكرة درع الجزيرة العربية التي طرحها المغفور له الحسين بن طلال في بداية الثمانينيات ولم يستوعبوا آنذاك العرب وبكل اسف اهداف ومرامي هذه الفكرة واغفلوها فان كل تلك التجارب المحيطة لا تعطينا املا في مشروع التحالف الحالي واعتقد انه تحالف تكتيكي وليس استراتيجي فقط مهمته التغلب على الازمة اليمنية لحين ترتيب الاوضاع في اليمن وانهاء الحوثيين ثم ينفرط هذا التحالف ولكن اتمنى ان تحدث معجزة عربية في استمراره وديمومته للاهمية القصوى التي سيحققها هذا التحالف للامة العربية لمواجهة اية مخاطر مرتقبة من القوى الثلاثة اسرائيل وايران وتركيا بالاضافة الى الصراع الدولي واقصد الولايات المتحدة ومخططاتها. واضاف البطوش معرجا على مجلس الوزراء الداخلية العرب ان هذا المجلس لم يكن يوما فاعلا في يوم من الايام بل انه اثبت فشلا ذريعا امام القوى الارهابية التي اجتاحتنا من لمحيط الى الخليج فماذا كان يصنع وزراء الدخلية العرب واين التنسيق ومحاولاتهم في وقف الارهاب وللاسف ان المجلس كان للتنظير. تعقيبا على الشاهد قال نحن لا نملك معلومات فيما اذا كانت الدول العربية تلقت اشارات في انشاء مشروع التحالف العربي ولكن من ناحية التحليل اعتقد ان الفكرة مرضي عنها من قبل امريكا ولا اقول ذلك مدفوعا بايحاء او بطلب من جهة ولكن بالتأكيد ان امريكا راضية عن المشروع وهذا الرضى يخيفني وهذا يعني ان المسألة تكتيكية وليست استراتيجية لان مصالح امريكا لا تسمح لنا بتشكيل جسم عربي واحد في اي مجال من المجالات فالمصلحة الامريكية تتطلب بان يكون العرب متفرقين وان سكوت امريكا عن هذا التحالف هو لانه مرحلي من اجل ترتيب اوراقها. وفي موضوع ايران وملفها النووي قال البطوش ان ايران ومساعيها الرامية للسيطرة على المنطقة ونظرة توسعها الطائفي والديني هي تشكل خطرا على المنطقة ولديها اطماع تريد تحقيقها فانشغالها في ملفاتها الداخلية يخفف الضغط على العرب والخليج ولكن عندما تتفرغ ايران من مشاكلها مع المجتمع الدولي وترتب اوراقها في الداخل سيمكنها ذلك ن ان تمارس دورها الشرطي على المنطقة وليس فقط شرطي الخليج حيث اصبحت طموحاتها اكبر في الوطن العربي ولذلك كنت سعيدا في انفتاح الاردن على ايران في الخطوات الاولية من خلال زيارة وزير الخارجية لايران من اجل مصالحنا كدولة اردنية وكقدرة على ترتيب اوضاع الاقليم من مساهمة ومشاركة ما يمكن ان يؤثر فيه القرار الاردني وبرغم ذلك لا اطمئن لنوايا ايران حتى ان الاتفاق الدولي مع ايران هو مرحلي ولا يمكن استمراريته في ظل الخلاف القائم بين الغرب وايران.