الشاهد -
رواها ل (الشاهد) بما فيها من عناء وامل
البلاونة: نسيت كل معاناتي وانا اقف امام جلالة الملك
الشاهد-فريال البلبيسي
بطولة اردنية حقيقية سطرها نشمي من رجال الدفاع المدني تضاف الى سجل بطولات الاردنيين وجنودهم البواسل انه الوكيل عمر فلاح البلاونة الذي قام بانقاذ الطفلين اللذين راحا في عرض البحر الميت قبل ايام حين فاجأ الموج العالي الطفلين وهم على شفة البحر مما دفع البلاونة الى الغوص مغامرا بحياته من اجل انقاذ الاخرين ملبيا لواجبه العسكري والانساني عند سماعه اصوات الاستغاثة من الطفلين وامهم لحظة غياب الاطفال عن الانظار نتيجة اعتلاء الامواج. وبعدها غاب الجميع بما فيهم المنقذ في عرض البحر وعن الانظار في لحظات الغروب الى فجر اليوم التالي، وخلال الساعات التي مضت على الام وتلاشى الامل بعودة اطفالها مريم 13 عاما وماهر 11 عاما بزغ امل جديد يحمل بشائر نجاة ابنيها، اما القصة وبكل ما فيها من عناء وألم يرويها البطل عمر البلاونة للشاهد. قال الرقيب البلاونة في الساعة السادسة والنصف مساء وبتاريخ 30/3/2015 من يوم الجمعة تبلغت بحالة غرق لطفلين على شط عمان السياحي في البحر الميت وعلى الفور توجهت للموقع وسبحت باتجاههما بالرغم من وجود عاصفة رياح هبت بشكل مفاجىء بعد عصر الجمعة ورغم خطورة الموج سحبتني الامواج باتجاه الطفلين وعند وصولي اليهما كان الظلام قد هبط واصبح البحر الميت شديد الظلمة ووجدت الاطفال ممسكين بايدي بعض وطلبت منهم الامساك بي حتى لا يبتعدوا عني وبقيت محتضنا الطفلين طوال تواجدي في البحر وكنت اطمأن الطفلين واقول لهم (ان الله لن ينسانا ابدا) واكد البلاونة ان الرياح الشديدة والامواج العالية كانت تؤثر عليهم وكانت تسحبهم باتجاه الشط الاخر، وانه بقي يسبح بالعتمة لا يعرف وجهته لاكثر من تسع ساعات وبعدها سحبتني الرياح باتجاه مدينة اريحا الفلسطينية وفي الساعة الرابعة فجرا وجدت نفسي على شط احد الفنادق الاسرائيلية الواقعة على شاطىء البحر الميت حيث قام موظفي الفندق باسعافنا وكان تعاملهم جيدا وقاموا بفحص الاطفال طبيا للتأكد من سلامتهم الصحية ثم قاموا باخذ الطفلين لاحد الغرف بالفندق من اجل ان يغتسلوا وقدموا لهم ملابس ووجبة افطار وبعد ان اخذوا قسطا من الراحة وفي الساعة السابعة والنصف صباحا تم ارسالنا من قبل الشرطة الاسرائيلية الى المعبر الاردني. وقال البلاونة انه فور وصولنا الى شط الفندق الاسرائيلي اتصل عمال الفندق بالشرطة الاسرائيلية واخبروهم انه تم العثور على المفقودين وانهم بصحة جيدة وتم عمل الاسعافات اللازمة لهم. وقال البلاونة ان سباحتي في المياه المالحة مياه البحر الميت جعلتني اصاب بتسلخات جلدية واصبت باوجاع بعظامي لانني كنت اسبح لمدة طويلة واستعمل ارجلي بالسباحة كوني احتضن الطفلين لخوفي ان تأخذهم الامواج نظرا لشدتها واكد ان الطفلين كانا نائمين ولم يدركوا الساعات الطويلة التي قضوها في وسط البحر، مضيفا ان خوفه زال عند رؤية الشط واننا اصبحنا بامان.
معرفة الجانب الاسرائيلي
اكد الرائد محمد حرب من قسم العلاقات العامة في مديرية الدفاع المدني انه تم التنسيق بين ضباط الجيش الارتباط الاردني والطرف الاسرائيلي بان هناك احتمال وصول طفلين ومنقذ من الدفاع المدني سحبتهم الامواج باتجاه حدودكم، وقام الجيش الاسرائيلي باخبار الفنادق الاسرائيلية المتواجدة على شط البحر الميت وطلبوا اخبارهم حال وصولهم للشط وعمل الاسعاف اللازم لهم. وقال حرب ان الفتاة فور وصولها للفندق طلبت من ادارة الفندق بان تجري اتصال هاتفي لوالدتها لتطمأنها على حالهما حيث كان الاتصال من قبل الفتاة قد هدأ وطمأن الام وكافة الجهات حيث كانت الام متواجده مع الباشا الكوفحي في ادارة الدفاع المدني في البحر الميت. وفي الساعة السابعة والنصف صباحا قامت الشرطة الاسرائيلية بنقلنا الى المعبر الاردني.
الدفاع المدني
وعلى الفور قرر مدير الدفاع المدني الفريق الركن طلال عبدالله الكوفحي بترفيع الغطاس الرقيب عمر البلاونة من مرتب دفاع مدني البلقاء والعامل في مركز دفاع مدني البحر الميت الى رتبة وكيل لشجاعته وتفانيه بالعمل. ويأتي التكريم الاكبر كما قال البلاونة منح جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الاعلى للقوات المسلحة يوم الاثنين 29/3 وسام التضحية والفداء وذلك تقديرا لشجاعته وبسالته التي تحلى بها خلال انقاذه لطفلين. وعبر البلاونة عن فخره واعتزازه بهذا الشرف كما اشاد جلالته بالصفات البطولية التي يتمتع بها البلاونه وما ضربه من مثال في التضحية في العمل الميداني في سبيل توفير السلامة والامان لابناء وبنات الوطن العزيز وضيوفه. وامر جلالة الملك بحضور المدير العام للدفاع المدني الفريق الركن طلال عبدالله الكوفحي بترفيع البلاونه الى رتبة وكيل لما بذله من تفان في اداء واجبه العسكري. واشار البلاونة وهو يضع وسام التضحية والفداء على صدره بارادة ملكية سامية ان شعوري لا يوصف وانا اقف امام جلالة الملك عبدالله الثاني الذي قال لي (تستحق هذا الوسام). واشار الوكيل البلاونة وهو يضع وسام التضحية والفداء على صدره وارادة ملكية سامية الى ان عملية انقاذ الطفلين هو واجب وطني وواجب كل من في الدفاع المدني وان ما فعله هو من صميم عمله. مؤكدا انه مسرور جدا بمنحه رتبتين مرة واحدة الاولى رقيب تم منحها من الباشا الكوفحي والرتبة الثانية رتبة وكيل من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني مع وسام التضحية والفداء.
في حدث أكاديمي مميز بجامعة عمان الاهلية .. صفاء ابو ناصرية تناقش رسالة الماجستير
في حدث أكاديمي مميز بجامعة عمان الاهلية .. صفاء ابو ناصرية تناقش رسالة الماجستير
الرد على تعليق 