حمد الحجاوي
يقول رسولنا الكريم عليه السلام، ثلاثة لم يدخلوا الجنة، من يدرك شهر رمضان الرحمة ولم يصمه، ومن لم يصل عليه افضل الصلاة والتسليم ولم يصل عليه لم يدخل الجنة، ومن ادرك والديه او احدهما ولم يقم بواجبهما كما امره الله سبحانه وتعالى ايضا لم يدخل الجنة، هؤلاء الثلاثة قالها سيدنا جبريل عليه السلام بينما كان يصعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم درجات منبره الثلاثة الاولى، والثالثة لها المعنى الكبير في العلاقة بين الوالدين والابناء، فلو قتل الوالد ابنه لم يقاد، بينما لو قتل الولد والده يقاد، حيث ان قلب الوالد على الولد، بينما قلب الولد ليس على الوالد، ونحن نعرف مثلنا المتداول بين الناس يقول: قلبي على ولدي وقلب ولدي على الحجر، وكلنا نعرف بأن الانسان لا يحب احدا ان يكون افضل منه الا ولده، ولا يكافأ ولد والده الا ان يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه، وبينما عمر رضي الله عنه يصلي الى الكعبة فاذا برجل يحمل امه ويطوف بها، ثم جاء الى عمر وقال له: هل اديت حق امي، فقال عمر: ولا زفرة من زفرات الولادة والمخاض، لذلك عظم سيدنا محمد عليه السلام الأم عندما سأله رجل من احق بمرافقتي او صحبتي، فقال الرسول: امك، ثم امك، ثم امك، فقال الرجل للمرة الرابعة: ومن، فقال الرسول: ابوك، هذا اضافة الى الاسلام منذ رسالة سيدنا محمد عليه السلام قد منح المرأة الحرية الكاملة من وأد البنات والرق والعبودية، وليس كما تطالب المرأة الان باعلى صوتها، نحن نصف المجتمع وهي المجتمع بكامله حيث هي الاول في الاشراف على شؤون البيت من تربية ومحافظة على جميع ما تحتويه الكلمة من مفهوم البيت ورعايته، حيث ربما زوجها يعمل خارج الوطن او داخله، او في نفس الحي، فهو يخرج يجد ويعمل من اجل قوت اهله، بينما دور الأم الحفاظ والرعاية وتصريف الامور في البيت بشكل حسن، حتى ان نؤكد على دورها ونقول: المرأة تاج للرأس اذا صانت، فكلنا نعرف ونؤكد على اهمية دور المرأة لانها الأم والزوجة والاخت والابنة التي نعول عليها من اجل بناء مجتمع راقي بخلق مناخا يرتاح اليه القريب والبعيد ليضرب المثل في تربيتها وادارتها، فعيد الأم الذي اول من شرع به اليونان سرعان ما انتشر من خلال القائمين عليه في جميع ارجاء المعمورة، فالرسول عليه السلام عندما تمر بصبية يرتعون ويلعبون فرحين، سأل ما بحال هذه الصبية، فرد عليه رجل وقال: يا رسول الله لهم عيدان بيومين متتالين، فقال عليه السلام: ان ديننا الحنيف استبدلهما بيومي عيد الفطر وعيد الاضحى والعيد الثالث في الاسلام يوم الجمعة ايضا، فلا داعي للتهجم على الاعياد التي نمر بها في حياتنا، فهذا عيد الأم يذكر ابناءنا خاصة في زمننا الحاضر والذي جميعنا مطلع عليه في العلاقة بين الوالدين والابناء بشكل عام ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، فهو يذكر بعض الابناء في امهاتنا واخص من لا يستطيع ان يبعد عن حب الأم الحقيقي وهي البنات لأمهاتهن، فهنيئا لجميع امهاتنا الفاضلات اللواتي يحسن تربية وادارة شؤون بيتهن، والهداية الشق الثاني حتى يفقن من سباتهن العميق، وهذه المناسبة تذكرنا جيدا في امهاتنا اللواتي فقدن الغالي والرخيص على ايدي فجرة مارقين او مستعمرين مغتصبين دون وجه حق، فتمر هذه المناسبة وهن بأمس لمسات الحنان والعطف عليهن حيث لا احد في الافق تنتظره هؤلاء السيدات الافاضل ان يشعر معهن ويمنحهن لمسة حنان او عطف تشعر بها بانها فعلا ام لم تفقد ابناءها وانهم لا يزالون حولها ويقلن لها بصوت واحد، كل سنة وانت سالمة يا امنا الحنونة، فالمصائب لم تبق محصورة في صفوف الاهل في فلسطين بل امتدت لتغطي بقاع العالم العربي والاسلامي، بل العالم باكمله لان ديننا فيه الرحمة نتذكر هذا ونتألم على الم امهاتنا في العالم ونفرح لفرحهن من اعماق قلوبنا، فما بالنا صباح يوم الاربعاء الموافق 2 اذار 2 عندما قام جنود الكيان بطريقة همجية توجع القلب وغير مسبوقة بهدم خمسة وعشرين بيتا في الاغوار الشمالية فوق رؤوس اصحابها بحجة انها غير مرخصة، ليكشف حال امهاتنا وبناتنا من الستر والستيرة مع تزامن عيد الام الذين يتغنون به على طريقتهم الخاصة يا رعاكم الله.