حمد الحجاوي
ان الذي يدور فوق الساحة العربية لا يصدق لولا انه يترجم الى واقع مرير، حتى لو كان بموافقة او تنسيق مع بعض الزعماء العرب عبدة الكراسي، متناسين مصالح بلادهم وشعبهم او العكس صحيح، فبعد ان يرحل زعيم ما يعم السخط والطغيان والقهر على ذلك الشعب وبلادهم حتى يصل بهم بأن يقولون بلسان حالهم نار من مضي ولا جنة من أتى، والدليل موجود امام اعين ذلك الشعب ومن حوله من شعوب البلاد العربية التي اعنيها، فقد قسمت العراق والسودان وستقسم ليبيا ومصر وتونس بالاضافة الى سوريا واليمن كمن سبقهم من تقسيمات مثل فلسطين 1948م »الهجرة والضفة الغربية« النزحة وقطاع غزة والمغرب والجزائر ولبنان وليس على سبيل الحصر، وهذا الواقع الملموس والمحسوس لا حول ولا قوة الا بالله. إن الاستعمار الدنيء يذكرنا في شيء وكأن زعماءنا العرب لا يدركون ذلك، فهم يطبقون عليهم قصة الخيل عندما تهرم وتفقد نشاطها ويبطل مفعولها كانوا يأخذون من يهرم منها ويوقفونه فوق صخرة اطلقوا عليها »صخرة الانتحار« في الباذان - نابلس ويطلقون عليها الرصاص فتهوي من فوق الصخرة الى قاع واد سحيق معتبرين انفسهم بأنهم بين امرين، الاول انهم تخلصوا من الزعيم والثاني انهم وضعوا زعيما اكثر طاعة واسرع تنفيذا لمصلحة بلادهم لقاء ان الزعيم اصبح زعيما وصاحب مال وجاه ومنصب رفيع يحكم ويرسم دون مخافة من الله، فالى متى سيبقى هذا الغباء مخيم على الجميع، الشعب لا يدرك من سيخلف من قضى نحبه او ابعد الى خارج وطنه او سلطته مقابل ان من يتولى ينسى كل ما يحتاج اليه بلده وشعبه نحو الاصلاح او تحسين الوضع، ربي ارحمنا برحمتك. الربيع الفلسطيني الذي سبق جميع انواع الربيع العربي يسير نحو التهلكة دون ان يسمي عليه احد، واقل ما نقول في حق قادة الاهل بأن ليس باليد حيلة، لكن باليد ان لا يجزؤا فلسطين وان يبحثوا بجدية نحو ما يصب في سهل المصلحة العامة نحو استقلال فلسطين وتوحيدها لا كما هو حاصل الان ولا ندري ما الذي سيحصل غدا من تقسيم او قهر، ففي الامس القريب غير رئيس الوزراء المنسلخ اسماعيل هنية ستة حقائب وزارية، ومظاهرات شلت مدن الضفة الغربية تطالب برحيل سليمان فياض وقادة الكيان يرقصون فرحا، وكلنا نذكر عندما طرد ياسر عرفات من اول دولة عربية، قال: إن طردي هو بمثابة اعلان عودتي الى فلسطين ثم عاد وقتل مسموما في عام 1994م، وان القدس اضحت بين خمس اتجاهات حركة حماس ونور المالكي وخامنئي وحسن نصرالله وبشار الاسد وقادة السلطة ليس لهم علاقة، فكأن ليس هنالك ما يبشر بالخير الا رحمة ربي. والان شغلونا في فيلم اساء الى سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم والى آل بيته، رغم انه لا يقل عن نصف سكان المعمورة من يؤمنون برسالته، وقد احاكه عربي وانتجه عربي وبحماية امريكية وصهيونية، وكلنا نذكر قصة الكاركاتير الدنمركي وتصريح رئيس وزراء الدنمرك عندما قال:: يوجد عندنا حرية صحافة ولا نستطيع ان نملي على احد، وغدا سيكون نفس التصريح من واشنطن، حيث ان بعض الزعماء او المحطات التلفازية اضحوا يبررون ويحاربون موقف شعوبهم، ان كل ما يدور هو تخطيط جديد لتنفيذ بيكو جديد تحت اسم شرق اوسط جديد، لذا ادعو من الله ان يفشل مخططاتهم وقبلها ان يصحو بعض قادة العرب وشعوبهم والله من وراء القصد.