الشاهد - "وسائل التواصل الاجتماعي ليست حقيقية"، عبارة ليست جديدة لكن حينما تأتي على لسان واحدة من أشهر عارضات الأزياء في العالم وأكثرهن طلباً من قبل دور الأزياء مثل بيلا حديد، مرفقة بصورها وهي تبكي وتضع المحاليل الطبية في ذراعها، فإن الجملة يعاد تداولها مراراً، وصور دموع صاحبتها تغرق الإنترنت خلال دقائق، ليعاد الجدل من جديد عن حياة المشاهير الهشة وراء الكاميرا التي تبدو براقة من الخارج، بينما الاكتئاب والقلق والأزمات النفسية الحادة تعرف طريقها جيداً إلى عالم النجوم الذين يغبطهم الجمهور على حياتهم المرفهة وتبدو مثالية في صور "إنستغرام"، الموقع الذي يغذي بدوره أفكاراً مثل المقارنة والتطلع والتشبه بالآخرين، وهو الأمر الذي يحدث بقوة وبقسوة في أحيان كثيرة، اختارته "السوبر موديل" الأميركية ذات الأصل الفلسطيني بيلا حديد، والتي يتمتع أشقاؤها بشهرة مماثلة، وكذلك أبواها رجل الأعمال محمد حديد ووالدتها العارضة السابقة يولاندا حديد، لتقول من خلاله رسالة جريئة وصريحة وتكشف عن تعرضها للانهيار النفسي والإرهاق.
انهيار بيلا حديد
بيلا حديد، البالغة من العمر 25 عاماً، وتعتبر وجهاً إعلانياً لكثير من العلامات التجارية العالمية، وموجودة دائماً على منصات عروض الأزياء الأهم، لم تكن هذه المرة الأولى التي تتحدث فيها عن مشكلاتها النفسية، ولكن صدمة الجمهور من منشورها المطول ربما جاء من صورها وهي تبكي بحرقة، عوضاً عن نظيرتها التي تبدو فيها متألقة مستعرضة رشاقتها وجمالها، وحياتها التي يعتقد الجمهور أنها مثال يحتذى مع عائلتها التي تتمتع بشهرة عريضة، حيث أرفقت المنشور أيضاً بفيديو للفنانة الأميركية الشابة ويلو سميث تتحدث فيه عن نفس القضية خصوصاً فيما يتعلق بالشعور الدائم بالقلق وبعدم الأمان، ويبدو الألم النفسي رفيقاً لكثير من نجوم العالم وكثير منهم انفتح للكشف عن تفاصيل تجاربه مع "الصحة النفسية"، ورحلتهم إلى التعافي من أزماتها.
نزلاء دائمون في المصحات النفسية
قد تكون من أشهر تلك التجارب تلك التي مرت بها النجمة الأميركية ذات الأصل المكسيكي سيلينا غوميز (29 عاماً) التي مكثت في المصحات النفسية شهوراً طويلة، وأخذت أكثر من استراحة من حياتها المهنية ووسائل التواصل الاجتماعي كذلك، حيث قالت، إنها كانت تعاني منذ أن كانت طفلة نوبات قلق وذعر واكتئاب شديدة، والأمر أصبح أكثر حدة، وبعد حيرة لسنوات وزيارة أطباء متخصصين كثر وكذلك مصحات علاجية، تم تشخيصها بمرض اضطراب ثنائي القطب.
اقرأ المزيد
مشاهير جسدوا قصص حياتهم على الشاشة من دون تجميل
خديعة الأرقام... هل تصلح مشاهدات "يوتيوب" معيارا للنجومية؟
الاكتئاب يغذي الدوافع الإجرامية أحيانا
وأكدت سيلينا أنها على الرغم من خوفها بسبب تشخصيها بهذا المرض الذي لم تكن تعلم عنه شيئاً ولكنها أيضاً شعرت بارتياح لأنها، أخيراً، تمكنت من معرفة سبب نوبات الهلع التي تصيبها، وبعدها انخرطت في حملات ومبادرات متعددة للتوعية بضرورة طلب المساعدة عند الشعور بأي مشكلة نفسية، خصوصاً أن أزماتها تفاقمت بسبب شعورها بالوحدة وهي الفترة التي أعقبت انفصالها عن المغني الكندي جاستن بيبر، الذي بدوره يدعو جمهوره باستمرار لتثقيف أنفسهم حول الصحة العقلية، خصوصاً أنه يعاني مشكلات صحية جسدية تؤثر كذلك في وظائف المخ وتصيبه بعوارض نفسية، لافتاً إلى أنه تعرض للسخرية كثيراً بسبب التغيرات التي تحدث له، فيما كان قد كشف في وقت سابق عن معاناته الاكتئاب المزمن بسبب نجوميته الطاغية التي حققها حينما كان مراهقاً، لافتاً إلى أنه امتلك ثروة من ملايين الدولارات، وهو لا يزال صبياً فأصيب بما يشبه الصدمة ولجأ إلى تعاطي الممنوعات للهروب من عالم الأضواء، وقال إنه توقف عنه بعدما شعر أنه سيموت بها، والآن تدعمه زوجته عارضة الأزياء هايلي بالدوين في أن يبقى بحال أكثر استقراراً وألا يعود لتلك التجارب مرة أخرى.
الهوس والقلق والاكتئاب
أيضاً المغني كاني ويست (44 عاماً) الذي غير اسمه، أخيراً، إلى "ye" يخضع إلى علاج نفسي إذ يعاني من اضطراب ثنائي القطب، ويصاب دائماً بحالات من الهوس والقلق والاكتئاب، فيما كشفت زوجته السابقة نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان أنه كثيراً ما يلازمه شعور الوحدة ويميل إلى العزلة ويصاب بالقلق والهوس.
كما كشفت أديل، أخيراً، أنها عانت الانهيار النفسي بعد طلاقها وخضعت إلى العلاج، فيما تحول المغنية والممثلة ديمي لوفاتو "29 عاماً" منصاتها عبر السوشيال ميديا لمبادرات دائمة خاصة بالتوعية بالمرض النفسي والاكتئاب وتحاول مساعدة من يعانون تلك المشاكل بأن يتحدثوا وأن يتأكدوا من أنهم ليسوا وحدهم، خصوصاً أنها تصاب بنوبات حادة منه جعلتها تتعاطى الممنوعات وتدخل المصحات مراراً، وتحاول التغلب على أزماتها بالغناء وبالتوصل مع الآخرين.