أخر الأخبار

ريان

06-02-2022 09:07 AM

عبدالهادي راجي المجالي

منذ امس وأنا اتابع ما يحدث مع الطفل ريان..

سقط في البئر وانشغل العالم معه, وقلبي أيضاً.. مع أن أوطانا سقطت ولم ينشغل بها العالم كما انشغل مع ريان..

سينجو حتماً سينجو, وأنا أكتب هذا المقال وأتابع الأخبار بعضهم يقول إن امتاراً قليلة تفصل فرق الإنقاذ عنه, والبعض يقول إن العملية باتت معقدة..

يذكرني ريان بـ (ناس الغيوان).. الفرقة المغربية, التي اشتهرت في الثمانينيات... والتي خرجت من (الحي المحمدي), افقر مناطق الدار البيضاء... كانت أقرب للصوفية, وغنت التراث المغربي بأبهى تجلياته... ما زلت أتذكر أفراد الفرقة: (العربي باطما, عمر السيد, محمد السعدي...), وما زلت أتذكر أغنيتهم في مجزرة صبرا وشاتيلا, والأغاني التي قدموها لأجل الثورة الفلسطينية...

ريان مثل فرقة (ناس الغيوان).. التي صعدت من قلب الفقر والبؤس, وتمردت على واقع الإقصاء والتهميش, وحملت المغرب اسماً ووطناً.. وطافت فيه كل العالم العربي وأوروبا.. لدرجة أن فرنسا كرمتهم بوسام عريق...

حتماً (ريان) سيصعد من البئر, وسيحمل شكيمة وصبر المغربي... صمد ساعات طوالاً في الظلمة, وحاصره الخوف والبرد.. لكنه أصر على الحياة, مثل محمد شكري الذي أسس أدباً جديداً في المغرب وترجمت رواياته... صدقوني أن عظمة ريان لا تقل أبداً عن عظمة ناس الغيوان ومحمد شكري.. على الأقل هؤلاء لم يسقطوا في بئر سحيقة.. بالمقابل ريان, سقط في البئر لكنه ارتفع ليكون على أطراف الألسن وفي أعلى القلوب... وعلى الأهداب وفي بكاء الأمهات..

عليك أن تصمد, وحتماً ستكبر.. فهنالك بعض الجدائل تنتظر لمسة كفك الحنون في الرباط, هنالك بعض العيون أيها الفتى الأسمر تنتظر أن تغويها في طنجة.. والبحر يا حبيبي, سيغار من وجهك الأسمر صدقني أن الاطلسي... يتمنى لو أنه يسرق القليل من سمرتك... وهنالك الكثير من مباريات المنتخب ستحضرها وستصفق للأهداف التي تأتي في آخر الشوط.. هنالك الكثير ينتظرك في العمر يا ريان... هنالك الجبال التي ستصعدها, والعروبة التي ستتذوقها... ورمضان اقترب واعرف أنك تحب (الطاجن والكسكسي)...

طفل من المغرب سرق قلبي وسرق قلوب الملايين, أنا لا أعرف هل هو طفل أم ان الله اختاره كي يحرك في قلوب البشر الجامدة بعض الدم..

حتماً ستنتصر يا ريان.. لأننا هزمنا يا ابن دمي, وستصعد البئر التي ابتلعتك بالمقابل نحن ابتلعنا اليأس والإحباط والخذلان والمؤامرة ولن نصعد من بئر الهزيمة, وحتما ستتسابق الشاشات لعرض وجهك الجميل حين تخرج... وسيكون أبهى انتصارات العرب, نحتاج ذلك لأن هزائمنا وصلت حد جوف القلب.. حد الوريد, حد محجر العين.. ويقينا أنك ستحمل على الأكف.. ستكون الثائر والبندقية, ستكون النصر.. وهزيمة الظلام.. أما نحن فاترك لنا اليأس لأننا صرنا نأكله مثل الخبز..

منذ أمس وأنا أتابع عمليات الإنقاذ.. أصمد يا هذا الفتى الأسمر الوسيم.. اصمد فالأمة تحتاج لنصر ولو على بئر... امنحنا النصر يا ريان...

ملاحظة: هذا المقال كتب وعمليات الإنقاذ في أوجها ولم تكتمل بعد!

Abdelhadi18@yahoo.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :