الشاهد - اللقاح مناسب لأصحاب الأمراض المزمنة
أكد عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي، ان تطعيم الأطفال ضد فيروس كورونا في هذه الفترة بالنسخ الحالية من اللقاحات لن يحدث فرقا واضحا لمعدل انتشار العدوى بالمملكة خصوصا بعد فتح المدارس.
وأضاف في تصريح الى «الرأي»: ان دليل الأبحاث العلمية والدراسات هو ان اللقاحات لا تستطيع منع العدوى بكورونا، وإنما وظيفتها الرئيسية منع تدهور الإصابة، لذا يبقى تطبيق إجراءات الوقاية الاحترازية هي الأساس عند الأطفال، واستخدام التكنولوجيا من خلال التعليم عن بعد، في الوقت الذي نشعر ان انتشار العدوى يشكل ضغطا على المنظومة الصحية وعلى صحة المواطنين.
واعتبر بلعاوي ان قرار تطعيم جميع الأطفال الأصحاء ضد كورونا، هو أكثر صعوبة من البالغين، ذلك لأن موازنة المخاطر والفوائد لإعطاء اللقاحات ليست كاملة الوضوح، ولهذا من الأفضل التقييم بحذر في هذا الشأن.
وبين ان الأطفال والمراهقين يتعرضون لخطر منخفض جدا للإصابة بمرض خطير من فيروس كورونا، ونادرا ما يؤدي المرض الى دخول الأطفال للمستشفى، وإن حدث فمتوسط فترة دخول المستشفى هو يوم واحد، كما ان البراهين أثبتت أن فعالية اللقاحات ضد «أوميكرون» قد انخفضت بشكل كبير، مقارنة بالمتحورات السابقة (لكنها تظل فعالة في منع الأمراض الخطيرة خصوصا للكبار ومع أخذ الجرعة المعززة).
أما عن الاثار الجانبية لتلقي المطعوم لدى الفئة العمرية ما بين 5-11 عاما، لفت بلعاوي الى ان هناك معرفة محدودة عن هذه الاثار، مما يستدعي توخي الحذر عند اختيار المطعوم، فمثلا بعض الدول اتخذت قرارا بإعطاء جرعة واحدة لليافعين أو جرعة مخفضة من اللقاح، لتقليل خطر الإصابة بالتهاب عضلة القلب الذي يحدث عادة بعد الجرعة الثانية من لقاح فايزر.
ووفق بلعاوي، فإن من المهم مراعاة الفئات العمرية لهذه الفئة، فتوازن المخاطر والفوائد للتطعيم، تختلف بين الرضع والأطفال والمراهقين، ومن المحتمل ان يحتاج اليافعون من الأعمار ما بعد 16 عاما الى اللقاح، بشكل أهم من الأصغر سنا.
ولفت الى ان العلماء ما زالوا يواصلون مراقبة شدة المرض في هذه الفئات العمرية، وفي حال ظهور فيروس يشكل زيادة في شدة المرض (كما هو على سبيل المثال في حالة متلازمة الشرق الأوسط التنفسية MERS-CoV)، فهذا من شأنه ان يغير معادلة المخاطر والفوائد.
ورأى ان اللقاح قد يكون مناسبا بشكل خاص، للأطفال المصابين بأمراض مزمنة أو الذين يتلقون أدوية مثبطة للمناعة، والأسر التي يكون أطفالها على اتصال وثيق مع الأشخاص ذوي الإعاقة، بالإضافة للأطفال المعرضين لخطر متزايد، لأنهم سيقضون وقتا في البلدان ذات معدل الإصابة المرتفع أو صعوبة الوصول الى الخدمات الصحية.
وشدد بلعاوي على ان التطعيمات اختيارية، ويجب ان تبقى هكذا، وعلى الأهل ان يقرروا ما إذا كانوا يريدون تطعيم أطفالهم، مشيرا الى ان الحكومة يجب ان تكون حذرة بشأن تنظيم التطعيم في المدارس، إذ قد ينظر الى هذا على أنه رغبة قوية من جانب السلطات الصحية في إعطاء المطعوم، وهذا من شأنه ان يشعر الأهل بأنه أقل طواعية.