الشاهد - ربى العطار
منخفض من نوع آخر، كان مثيرا قبل أن يبدأ، معظم رواد السوشيال ميديا ربطوا تنبؤ شخص وموقع بإرادة الله، فنال المتنبئ الجوي ما ناله من إساءات وتجريح بسبب تأخر دخول المنخفض الجوي لساعات قليلة.
دخل المنخفض وقد تدرج في توزيعه للثلج على المرتفعات لتكتسي معظم مناطق المملكة رداءً أبيض في وقت قصير، مع استمرار الهطول المبشر.
وكالعادة عند كل منخفض من هذا النوع، تنطلق حملات التوعية، ونشرات التحذير بعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى، إلا أن التقليد الشعبي في كسر القواعد مازال السمة التي يتميز بها العديد من شبابنا، فخروجهم أغلق طرقا رئيسة كطريق المطار، وأعاق حركة الآليات المخصصة لفتح الطرق بعد أن علقت سياراتهم في الثلوج.
حوادث ومشاهد مرعبة تم التقاطها وتداولها تحكي خطورة المنخفض، فالانزلاقات وانعدام الرؤية وتراكم الثلوج ساهم بوقوع حوادث مأساوية، أسفرت عن وفاة وعدة إصابات.
فيديو انزلاق جرافة(لودر) لأمانة عمان، كان يحكي خطورة المشهد ، ووفاة موظف الأمانة محمد عايش أثناء تأدية عمله، كانت قصة محزنة في غمرة الافراح بالثلوج.
أما الاستعداد للطوارئ، فقد كان بالمستوى العالي، ويشكر كل من ساهم في نجاحة، لكن غياب موزعي أسطوانات الغاز عن الأحياء والمناطق الكبرى في عمان كانت سلبية واضحة وثغرة في خطط الاستعداد.
انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة عن العديد من المناطق في كافة محافظات المملكة، يعيد إلى ذاكرتنا الانقطاع الشامل قبل عام، ويرسم لدينا عودة الطائر الموهوم على أسلاك الكهرباء، ويبدو أن رصيد شركة الكهرباء من الثقة يتراجع بسبب تكرار الأخطاء.
عموماً، مر المنخفض سلاما على الأردنيين، واخرجتهم فسحة الثلوج البيضاء من مساحة سواد التفكير بمتطلبات العيش في ظل هذه الأزمة الخانقة، التي يرويها استمرار الوباء وارتفاع الاسعار.