د.نضال شاكر العزب
ماذا بعد حالة الخواء والدمار والانتكاسات؟
هل فلسطين هامشية؟ ام هكذا يريدون في دوائرهم التي خلقت المأساة..
هل سنتذكر فلسطين؟
يافا، القدس، طولكرم، عرابة، بيسان، خان يونس..!
ام أنها حالة السبات وإنعدام الفعل والقبول بلحس مائدة اللئام..
هل لدينا ما نقوله للمرشح البوشي القادم محملا بالمآسي والناعق بالخراب فوق ما نشهده من خراب .. لنضع التنمية والزراعة والعلوم خلفنا فيم اسرائيل - التي لا تفوت فرصة - تنتهز المرشح وتبتزه في لحظات السباق نحو رئاسة القطب الاوحد، كي تسجل المزيد من النقاط ونحن كالكفار نخرب بيوتنا بأيدينا وهم مسترخون، منتعشون .. في واشنطن ونيويورك وتل ابيب!
غياب الصوت الفلسطيني والفعل وتغييب القضية الأم الاساس، ليس خارج السياق لما يحدث في المنطقة التي تسعى اسرائيل وكيانها نحو تفتيتها، ومذهبتها، وانهاكها لتكون - منطقة ساقطة استراتيجيا وعلى مدى قاذفاتها ولتخرس كل الاصوات المطالبة بالوحدة واستغلال الثروات العربية وتراجع كل فكر وحدوي، فتسقط وحدة المسلمين وتمذهبهم ووحدة العرب وحتى تحويل سورية الكبرى - بلاد الشام - لتصبح سوريا الصغرى .. وفي كل الاحوال هي مستمرة في مشروعها وصولا نحو اسرائيل دولة نووية وحيدة..
هذا المشروع له اذرعته في ما يسمى باليمين الاصولي المتطرف .. والذي يفرز لنا بوش الجديد ...
الكيانين السعيدين في الارض المحتلة مرتاحين لفرض الانفصال كواقع بين الضفة الغربية لنهر الاردن وهما في فترة تشمس، وقيلولة وتراجع وحتى لو صرخا فصوت الدوي والدمار والبلطجة اعلى من - انين المناطق المحتلة ... والجيل - الصف الموجود - في السلطتين اثبت انه ليس الصف الاول ولا المئة، لا في الثورة ولا في الفكر ولا في التجذر الوطني، فارتدى بدلته وشد ربطة عنقه ... في شكل فصامي .. عن الواقع والمطلب الفلسطيني .. وفي حالة الغياب، والفراغ يمكن التبرع بالقدس!
المرشح اليميني الاصولي المؤمن بمام يؤمن به »بيغن ونتنياهو وعوفوديا يوسف واتباعهم« نيكسون وكيسنجر وفورد وريغان وصولا للبوشيين وكونداليزا رايس .. يحسم موضوع القدس في برنامجه الانتخابي... بدون خجل .. وبوقاحة .. وكأن القدس قوشانها - القدس - ليطوبها ويسجلها باسم الكيان الصهيوني فهل فلسطين ملكية لشتات - اجتمعوا في امريكا ... قتلوا ودمروا وما استحوا من جرائمهم وحروبهم ما استحوا من اهرام الجماجم في فيتنام وكمبوديا ولاوس .. مدوا ايديهم وسرقوا عذبوا ونكلوا وشطبوا كل الشرائع والقيم والاخلاق .. لا جديد ان المرشح الجمهوري رومني، يحسم موقفه المعلن بخصوص القدس عاصمة ابدية للكيان الصهيوني وسينقل السفارة الامريكية للقدس المحتلة التي تم تضخيمها والاستيطان بها »مشروع القدس« الكبرى، حتى لا تكون موضوعا لتفاوض ..! لا بل انها غير قابلة للتفاوض فلا يملك احد التنازل عن قضية الارض والانسان .. ولا يملك بوش الثالث ذرة تراب ستبقى تنادي الروح...
ولو كان هذا يقرأ لاحلناه على ما كتبه المؤرخ توينبي حول المزاعم الصهيونية .. وبكل الاحوال فلنتصد للمشروع التدميري الذي يستهدف الهوية الوطنية والبعدالعربي الاسلامي والتنمية والمعرفة والنهوض والذي يعاكسه الصهاينة الجدد جيلا فجيلا...