نظيرة السيد
بعد كل هذه الخطب الرنانة وما سمعناه على لسان النواب من انتقادات وتجريحات وتوجيهات لحكومة عبدالله النسور، تكون المفاجأة الكبرى وكما هي العادة ان يصوت المجلس وباغلبية ساحقة على الموازنة العامة مما يعني منح الثقة المطلقة للحكومة، وبهذا يكون النسور اول رئيس حكومة ينتصر وللمرة الثالثة على معارضيه في مجلس النواب ويحتويهم ولا يمكنهم منه، بل على العكس كشف كثير من المعارضين من النواب الذين كانوا يوجهون الانتقادات له في خطاباتهم النارية ويصفونه باوصاف كثيرة ويعتبرون انفسهم مع المواطن (الغلبان) ، واثناء استعراض حالات الظلم الواقعة عليه في ظل القرارات الجائرة لرفع الاسعار التي ارهقت كاهله، كل من تابع جلسات الموازنة وكلمات النواب، كان موقنا ان نسبة كبيرة منهم معارضين لسياسة الحكومة الداخلية ونجاحها في التعامل مع قضايا الوطن والمواطن، ولم يترك النواب صفة تعبر عن الظلم والجبروت الا والصقوها بالحكومة، وبالرئيس تحديدا، لكنهم في المحصلة (ورغم اننا وعلى مدار اربعة ايام انشغلنا بالخطابات الساخنة والرنانة) صوتوا على الموازنة وهذا يعني منح الثقة بالحكومة مجددا، وهذا الامر كان على ما يبدو متفق عليه ويدل على مدى ثقة الرئيس بنفسه وبحكومته وقدرته على تمرير كافة القرارات الصعبة والتغلب على مناكفات معارضيه خاصة النواب الذين من الان وصاعدا لا يستطيعون التصدي للحكومة بعد فشلهم امام النسور ومقدرته على طيهم تحت جناحيه في الوقت المناسب بحنكته وذكائه المعهود الذي يعترف به الجميع ممن يعارضونه او ممن يوافقون على سياسته، فهو القادر دائما على تمرير كل القرارات التي تصب في مصلحة حكومته ويجعل الشارع الاردني يقبلها ويتعامل معها رغم كل الازمات والضائقة الاقتصادية التي مررنا بها، الا انه امتص غضب الاردنيين وتحمل انتقاداتهم وتعليقاتهم بحنكته ودرايته، واظهر نواب الشعب منظرين عاجزين لا يجيدون سوى الانتقاد وتوجيه الاتهامات دون اعطاء حلول او الاتيان ببدائل امام توجهات وخطوات وقرارات الحكومة، التي مهما انتقدوها في الايام القادمة لن يتغير في الامر شيء فهي منحت الثقة وهم فقدوها امام قواعدهم الشعبية التي انتخبتهم وهي تعتقد انهم عونا لها لكنهم آثروا مصالحهم الشخصية عليها ونكثوا العهود وكانوا اداة في يد الحكومة تمرر ما تريد من خلالهم. يهاجمونها على شاشات التلفاز وتحت القبة وعلى مرأى وسائل لاعلام ويوافقون على قراراتها داخل الصالونات والغرف المغلقة، وفي سياستهم هذه ينطبق عليهم قول الشاعر.. لا يخدعنك هتاف النواب في الوطن