حمادة فراعنة
أفهم أن نستدين لبناء محطة طاقة شمسية على امتداد الصحراء، فنبيع الكهرباء للاشقاء من حولنا، وتقدم لنا حاجتنا للطاقة، ونتوقف عن شراء النفط والغاز، تحمينا من الاستنزاف الدائم، الذي كلفنا مليارات خلال السنوات القليلة الماضية ثمن حصولنا على الطاقة من الغاز والنفط.
أفهم أن نستدين لبناء شبكة سكك حديدية تصل عمان مع الرمثا وأربد والمفرق وتمتد إلى العقبة ومحافظات الجنوب، إلى معان والكرك والطفيلة، تُوفر لنا استهلاكات الطرق، والطاقة، وحوادث السير وقطع السيارات، وتوفر علينا رحيل الاعزاء، بسبب تلك الحوادث المميتة القاتلة.
أفهم أن نستدين لبناء مشاريع إنتاجية، يتم استثمارها لتسديد ما هو مطلوب منها ولها، أفهم أن نستدين كي نتطور ونتقدم ونسير إلى الأمام بإتجاه تسديد المديونية، وليس لمراكمتها.
وافهم أن تستدين البلديات المنتخبة القائمة على التنافس لخدمة افضل، ومشاريع أوسع، وصولاً إلى الاكتفاء كشركاء من اهل البلد، وعقلاء، ومرجعية لمدينتهم نحو تطويرها وتقدمها والحفاظ على تراثها وخصوصيتها وشخصيتها.
ولكنني لا أفهم أن نستدين لتغطية رواتب الموظفين، ولا أفهم أن نستدين لتسديد فوائد الدين المتراكم، إنه وجع أردني، تراكم، استنزاف.
صحيح أن لدينا غطاء سياسياً دولياً يحمينا، ولكن استمراريته غير مضمونة.
لذا نحن بحاجة لحكومة لا تعمل على إدارة الأزمة، «أزمة المديونية، والعجز في الموازنة»، وأن لا تتذاكى علينا في الحصول على التغطية عبر الاستدانة وزيادة المديونية، بل نحتاج لحكومة تقف في وجه المديونية، وليس تراكمها وزيادة اعبائها وفوائدها، بل تعمل على معالجتها جوهرياً بمشاريع إنتاجية، تفتح فرص العمل للاردنيين، وتكون ذات مردود تغطي تكاليفها وتمدنا بقوة اقتصادية تنهي تدريجياً مرض المديونية واوجاعها.
بحاجة لحكومة تبحث عن مداخل لإنتاج الطاقة الشمسية بديلاً عن النفط والغاز.
نحتاج لمشاريع نتباهى بها، تدفع البنوك ورأس المال الخاص، للمساهمة بها والمشاركة في رأسمالها لأنها مدروسة مضمونة بعيدة عن المغامرة.
نحتاج حقاً لما هو بديل عن السياسات الاقتصادية القائمة على المديونية وزيادة الاعباء، نحو سياسات إنتاجية خدماتية وعناوين سياحية تجعل الأردن، في المواقع المتقدمة لما يملكه من مناخ وآثار وتنوع وشعب معطاء يتوق للكرامة والاستقرار وكل ما هو جميل ونبيل، ونحن نستحق ذلك.