حوار : رحاب الشيخ

فيديو : علاء البطاط

 خرج علينا الخبراء والمحللون في مجال المياه بتصريحات مختلفة حول الوضع المائي في البلاد ، وبخاصة تلك المتعلقة بالمخزون الجوفي في الطبقات العميقة ، وما اعترى ذلك من تباين في وجهات النظر حول الارقام التي قالها احد الوزراء السابقين من ان المياه الجوفية في الطبقات الرملية تغطي احتياجات الاردن المائية لفترة زمنية تزيد عن 500 عام ومنهم من أفاد بأن الوضع المائي صعب جدا في المملكة وأن المعدل الطبيعي من المياه أقل من 60 بالمئة، بالإضافة إلى نقص تخزين السدود مقارنة بالعام الماضي ..وارتباط هذه التصريحات باعلان النوايا الذي وقع بين الأردن والإمارات والاحتلال للدخول في عملية تفاوضية لبحث جدوى مشروع مشترك للطاقة والمياه. 

للنقاش حول الوضع المائي وتحدياتة استضفنا : كل من :  م احمد الرجوب الخبير الدولي في استراتيجات المياه
و د. عمر جودة الخبير الدولي في المياه الجوفية

ومن جهته قال الدكتور عمر جودة خلال اللقاء ل "رم":

إن معظم مصادر مياهنا الجوفية والسطحية العذبة والمتجددة في مراحلها الأخيرة والكثير منها في غرف الانعاش، والأردن لديه مياه تكفيه لمرحلة أخرى بدون أن نستورد من الخارج، وأنا أعتبر سد الوالة كما صممناه بطاقة تخزينية 9 مليون متر مكعب من أنجح سدود التغذية في العالم لأنه فعال ونشط ، لكن بعد ذلك تغيرت الخطط لتعلية السد وهذا غير منطقي أبداً التعلية 3 اضعاف حمولة زائدة على السد القديم بحسب تحليلي ومن غير المنطقي أن يتم تفريغ السد في اخر الصيف بدون أي هدف والتوقيت لم يكن مناسبا لتفريغ السد لذلك لا يفرغ بالطريقة المفاجأة والسريعة الا إذا كان هناك مشكلة تهدد سلامة السد.

وعلق جودة على اتفاق النوايا: "جربنا الاحتلال مع مشروع قناة البحرين وتأملنا كثيرا في المشروع لأنه سيكفي الأردن لعدة أجيال ولكن اسرائيل انسحبت منه واخذت احتياجها للصناعة والشرب من 5 محطات تحلية ضخمة على شواطئ البحر المتوسط ومحطتين في طبريا وأنا خوفي أن نعمل مشروع الناقل القومي ومحطة تحلية في العقبة و يرجعونا على قناة البحرين كل هذا يحملنا مديونية ضخمة".

وكشف جودة أسباب أزمة المياه في الأردن فقال:

 أزمة المياه اعتبرها تابعة لندرة المياه لكن بسبب الموقع الجغرافي للأردن حيث يقع في مناطق شبه جافة وكمية الأمطار السنوية قليلة تتذبذب فصليا وسنويا تتناوب علينا عدة سنوات من الجفاف فنضطر أن نسحب ماء أكثر وهذا من أحد الأسباب التي أدت إلى استنزاف الكثير من الأحواض المائية بداية من الضليل والأزرق وبعض مناطق البادية الشمالية في جنوب عمان في الاغوار الشمالية والوسطى، والسبب الثاني للأزمة المشاكل التي من صنع ايدينا مثل سوء استعمال المياه بسبب الضخ الجائر وفقدان الماء من الشبكات الكبيرة وسرقات المياه ، الا يكفينا أن الدول المجاورة أخذت حقوقنا في المياه المشتركة، ثلاث دول تأخذ حقوقنا بالمياه بالإضافة إلى مجموعة من داخل الأردن تشاطر باقي الشعب بنصف مياهه تقريباً اما بالسرقات أو في اللعب بالعدادات .

وبين جودة: "180 مليون متر مكعب تذهب هدراً قيتمها على الأقل 100 مليون دينار نستطيع أن نطور بها مصادر مائية تعطينا من 30 ل40 مليون متر مكعب بينما هي تذهب خسارة من ميزانية الدولة، طبقة الصخر الرملي تمتد تحت 95% من مساحة الأردن،وأنا اجتمعت مع وزير المياه الحالي وقال نحن في أزمة وإذا بتقدر تساعدنا واعطيته بدائل وطلب مني أن اعطي محاضرة والتركيز على مشروع قناة البحرين وتفاجأت وصعقت و رديت أنا عندي مآخذ كثيرة على الوضع والصيغة الاخيرة التي قدمتها الوزارة السابقة واتفقت عليها مع اسرائيل وهي تحلية 100 مليون متر مكعب في العقبة 50 ل إيلات يعطونا بدالها 50 من طبريا نحن نعطيهم مياه نقية ونأخذ منهم مياه بحيرة طبرية الملوثة".

وأكمل جودة "أنا أعرف الحمدلله بتوفيق من الله من أين يمكن أن نستخرج هذه المياه التي نستطيع أن نغطي بها العجز المائي وأكثر ، والاشعاعات في المياه الجوفية العميقة موجودة حتى في بعض المياه الضحلة، وترسبات الفوسفات تطلق مواد مشعة ولكن يمكن وجود حل لها".

ومن جهته قال المهندس أحمد الرجوب:"إن الاحتياج المائي في الأردن مر بارهاصات كثيرة وأصبح هناك نوع من الجدل حول المياه بشكل عام يعوزها الاستراتيجية والبعد التخطيطي لسنوات، وأجزم أن هذه الاستراتيجيات مواضيع انشائية كانت تنقصها الخطة التنفيذية ..نحن نريد خطة وطنية لإدارة وتنمية الموارد المائية وعملت على هذا المشروع واحتوت 18 مبادرة و سلمتها لدولة رئيس مجلس الاعيان الذي سلمها للرئيس لجنة المياه والزراعة الدكتور عاكف الزعبي وزير الزراعة الاسبق، والآن هي بين يديه ويمكن أن نعمل عليها.

وأضاف الرجوب: توجد قضية خطيرة التي أشار اليها الدكتور عمر جودة وهي الشريك الثالث في المياه (حرامية المياه ) نحن نريد أن نضبط هذه الأمور وهي جزء رئيس في موضوع فاقد المياه، 200 مليون متر مكعب تذهب هدراً في التربة أو تذهب لجيوب الفاسدين اما آن لنا أن نضع خطة لمكافحة فاقد المياه، لذلك يجب أن نعمل شركة تقوم على نقل المياه و يجب أن يكون هناك حوكمة في إدارة قطاع المياه، وبعض الاقتراحات التي يجب أن تأخذ بها وزارة المياه وهي وضع خطة لتنزيل فاقد المياه و لابد من انشاء إدارة لترشيد استهلاك الطاقة و استخدامها في محطات الضخ والتحلية والتنقية لأنها كلفة على خزينة الدولة.

وأكد الرجوب: لابد من رفع كفاءة الموظفين في قطاع المياه، توجد مشكلة رئيسية وهي تفريغ قطاع المياه من الكفاءات، ويمكن اللجوء إلى إدارة شبكات المياه الذكية التي تعطي مجال للتحكم بالضغط على ما يقلل من فاقد المياه، في الوزارة يجب أن يعملوا قسم للتطوير والبحث لكي ينظر في المناطق التي تواجه مشاكل بشبكات المياه بحيث نصل لنتائج محددة يمكن تطبيقها و بالتالي تقلل من فاقد المياه.

وختم الرجوب:" لا بد من الحكومة ووزارة المياه أن يلجأوا للخبراء ويقوموا بعملية مراجعة حسابتهم بما يخص المياه الجوفية وتحلية المياه والناقل الوطني وما يخص اتفاقية النوايا".