نبيل شقير
ما اقدمت عليه عصابة داعش من فعل اجرامي بحق الشهيد معاذ الكساسبة يؤكد ان هذا التنظيم المجرم يعاني في بنيته من اختلال عقلي ونفسي انسحب على قراراته وتصرفاته وانسحب ذلك خطورة على حجم التشويه الذي الحقه بالدين الاسلامي الحنيف، هذا بالاضافة لهروب عناصره خوفا من اجرامه وذبح من ينتقد سلوكياته، ولذلك فان وحشية التنظيم لم تزد الشعب الاردني الا قناعة بنهج دولته وقناعة بالاستمرار على خطى الشهيد معاذ الكاسبة، فصورة والدته التي باتت ام الاردنيين جميعا على سجادة الصلاة وهي تدعو لمعاذ بالرحمة وللجيش وقائده بالنصر، اكبر رد على التنظيم الارهابي الذي يحمل المجوسية نبضا وعقيدة ولا ينتمي الى الاسلام حتى لفظا، فالفعل الذي اقدم عليه التنظيم يظهر دون شك ايمانه بالنار التي هي جزء من عقيدته ومعتقده، اما المؤمنون نهجا ومنهجا فقد الهمهم الله الصبر والسلوان وقد رأينا ذلك واضحا في مواقف والد الشهيد معاذ، فوالده قال كلاما يمثل كل الاردنيين بصبر ورباطة جأش. صورتان تكشفان حجم المسافة بين الايمان والكفر بين عبادة النار وعبادة رب النار، قدمتها عائلة الشهيد الكساسبة التي قبلت بصبر المؤمنين قدرها وبقيت على وعدها مع الله والجيش والوطن وقائد الوطن، فوالد معاذ يقول بصبر المؤمنين نذرت ابنائي شهداء للوطن ووالدته تلهج بالدعاء كما كل الاردنيات والاردنيين ان يقبل الله معاذ شهيدا، وان يحفظ الاردن وشعبه وجيشه العربي. الاختلال كان عند من ارتضى الاسلام لفظا وتجارة، رغم انه يسعى الى حمل ختم الدين، حين ارتضى لنفسه موقفا خجولا من ادانة الارهاب والتنظيم الارهابي، وحين تلعثم وهو يحاول تعزية اهل الشهيد ووصفه بالقتيل، وحين اجتزأ التعزية للاهل وبكل خجل وللشعب متناسيا ان معاذ ابن للجيش، كما هو ابن صافي الكساسبة، فآثر العزاء البيولوجي لاخفاء العزاء الوطني ولاخفاء رجفة في قلبه من ادانة الارهاب العفن الذي يقدمه تنظيم داعش وامثاله من دواعش الداخل. في هذه اللحظة نشكر معاذ مرتين، نشكره ان منحنا شرفا بشهادته صامتا رافعا رأسه للباري عز وجل وانه قضى نسرا ينظر الى الاعالي حيث الجنة والسابقون من الشهداء، وكيف انعم الله عليه بالثبات وقراءة ما تيسر من القرآن رغم محاولات صانعي الفيلم التعتيم على صلابته وقوة ايمانه بالله وبالوطن، ونشكره انه زاد من لحمة الاردنيين وترابطهم وايمانهم بسماحة دينهم وبقدرة دولتهم على اجتياز العواصف والمحن بهمة شعب مؤمن صامد صابر لا يركع الا لخالقه. شعب يستخدم نفس الاصبع للشهادة في الصلاة وللضغط على الزناد اذا طلب الوطن واقتضت الحاجة وهذا نمط من الشعوب لم تألفه التنظيمات المجرمة والمتاجرة باسم الدين، وهو وجدان صاف مؤمن بقضاء الله وقدره من دون ضعف، فالفيلم الذي حاول انزال الرعب في قلوبنا كان حمما ونارا على رؤوسهم فجر استشهاد معاذ وكان بردا وسلاما على معاذ، اعدام مجرميهم على ما اقترفوه. نشكر معاذ مرتين والفا، على انه كشف زيف المتاجرين باسم الدين وكشف زيف دواعش الداخل الذين استكثروا علينا الصبر والصمود واحتساب معاذ عند ربه شهيدا، نشكر والدته ووالده الذين انجبوه واستقبلوا شهادته بصبر وقوة منحها الله لهم، فكلنا معاذ دون زيف او دنس وكلنا جند القوات المسلحة في حرب هي حربنا منذ اول ساعة ضد هذه العصابة، اما قواتنا المسلحة وجيشنا العربي فنحن على ثقة بصدق وعده وعهده بالثأر لمعاذ ولنا واستمرار العمليات الجوية ضد فئران داعش، وهم يطلقون نار تكوي الدواعش الاشرار الكفار والى جهنم وبئس مصيرهم هم وكل من والاهم.