الشاهد - شارع السعادة هو أول مركز تجاري تم استحداثه في مدينة الزرقاء وهو أشبه بحي حمل اسم حي المعانية كما أحياء الزرقاء المدينة الصغيرة والتي تشبه قرية آنذاك مثل حي الشوام ، والشيشان ، والعمامرة ، والغويرية وكان مكوناً من عدد من الدكاكين الصغيرة الطينية « لبن التراب « وبأبواب خشبية كبيرة لها مفتاح حديدي كبير وقد بنيت تلك الدكاكين قريباً من سكة الحديد ومعسكرات الجيش العربي حيث كانت سكة الحديد وسيلة نقل البضائع بين تجار الشام والزرقاء وعمان ومعان وتلك التجارة أدت لتجارة تركزت بشارع السعادة والذي سمي لاحقاً وكانت التجارة تتركز على الخردوات والقهوة وسوق الهال والأدوات النحاسية من دلال القهوة والسدور وأواني الطبخ والصوف والحلويات الجافة القادمة من الشام وسروج الأحصنة والتمور بالشلاوة القادمة من العراق ونصاصي الحلاوة وخان للمبيت وكان الشارع طينياً تم رصفه لاحقاً من قبل عمال قدموا من الخليل أيام الانجليز. إلى جانب المعانية تواجد التجار من المواقع الأخرى واعتبر السوق مركزا لاجتماع البدو القادمين من البادية لبيع منتجاتهم من السمن والجميد والزبدة والصوف والحلال ليقايضوا بها القهوة والهيل والصابون وأدوات الزينة والحناء والمسابح وعود الند والعطر. وبالتدريج تبدل اسم حي المعانية إلى شارع السعادة، ولهذا التبدل حكاية ممتدة على مدى سنوات: فقد قدم إلى السوق أحد أبناء فلسطين واسمه (سعادة عياش)، وكان يبيع المعاطف الصوفية، وطلب من أصحاب الدكاكين المعانية أن يسمحوا له بتعليق بضاعته (المعاطف) على واجهات دكاكينهم وذلك بأن يسمحوا له بتثبيت المسامير على أبواب المحلات يعلق بضاعته التي لا تنافس بضائعهم. ولكن سعادة عايش أدخل إلى السوق نمط بيع جديدا لبضائع شبيهة ببضائعهم، فقد صار يجلس ويضع إلى جانبه ثلاث سلال من «القصّيب» يبيع فيها سلعاً مثل قمر الدين والقهوة والهيل والقسماط (أنواع من الحلوى من سوريا) من برازق وبقلاوة ولكنه كان يبيع للناس بالدّين، بعكس باقي التجار المعانية الذين لم يكونوا يعتمدون هذه الطريقة من البيع، ولذلك صاروا كلما جاء اليهم زبونا يريد الشراء بالدّين أرشدوه إلى التاجر سعادة، ويوماً بعد يوم امتلأت واجهات دكاكين المعانية ببضاعة سعادة، وازدادت تجارته وصار يسترد من الناس أرضهم مقابل ما هو مستحق عليهم من ديون، وبالتدريج سيطر على السوق الذي تحول اسمه إلى شارع السعادة حسب ما قرأته من موقع زمانكم ، تتطور شارع السعادة بعدما كبرت مدينة الزرقاء وأصبحت تستقطب العديد من التجار والأطباء وأصحاب المهن بمختلف الأنواع وامتد شارع السعادة من شارع الجيش شرقاً حتى سور مدرسة الزرقاء الثانوية « قصر شبيب « ومتلأ الشارع بالدكاكين من صيدليات مثل صيدلية مطالقة وأسواق ذهب وحلويات ومحلات خضار وفاكهة وتجار نوفوتية وأقمشة وعيادات طبية لأشهر أطباء الزرقاء مثل الدكتور سليمان مدانات ، وكامل حماتي ، وممدوح العبادي ، وميشيل ليوس وأصبح الشارع من أجمل شوارع الزرقاء بجزيرة وسطية مزروعة بأشجار باسقة ومسربين وقد كان شارع السعادة متنفس أهل مدينة الزرقاء خاصة بأيام الصيف الحارة عصراً وفي عهد رئيس البلدية الراحل قاسم بولاد كانت الزرقاء تزهو بعناية فائقة من رئيس البلدية برش الشوارع بالماء صيفاً والنظافة الدائمة والعناية بمظهر المدينة ويكفي أن مدخلها الجنوبي كان يتزين بأشجار سرو جميلة تزين مدينة الزرقاء.
الدستور
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات
أكتب تعليقا
رد على :
الرد على تعليق
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن
الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين
التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع جريدة الشاهد الاسبوعية - الشاهد
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.