د. محمد طالب عبيدات
ونحن إذ نتفيأ ظلال الذكرى السادسة عشرة للوفاء والبيعة، الوفاء للمغفور له الحسين طيب الله ثراه والبيعة للملك عبدالله بن الحسين حفظه الله، ونحن إذ نفتخر بالهاشميين وملوكهم على مر التاريخ فإننا نؤكد بأننا على العهد ماضون، فالاردن يشكل قصة نجاح لبلد موارده فوق الارض لا تحتها، فإستثماره بإنسانه لا بموارده الطبيعية، ومقولة للحسين رحمه الله بدأنا نلمسها هذه الايام “سيأتي يوم يتمنى كل من لا يحمل الجنسية الاردنية لو أنه أردني”، وفي بطولة الشهيد معاذ الكساسبة بكاه الملك عبدالله الثاني لحبه لشعبه وجيشه، بيد أن رؤساء دول من حولنا يقصفون شعوبهم بالبارود والقنابل والصواريخ، كدليل على أن الانسان الاردني أغلى ما نملك، فقد دكّ الملك عبدالله الثاني معاقل داعش من أجل إنسان واحد بطل، في الوقت الذي لم يفعل فيه رؤساء دول عظمى لهم شيء رغم قطعهم رؤوس الكثير من مواطنيهم، وفي الأزمات وأوقات الثلوج وغيرها الملك وجيشنا العربي البطل يوزع الاطعمة ووسائل التدفئة وغيرها على المواطنين ويساهم في نقل المرضى للمستشفيات ويفتح الطرق وغيرها، بينما في دول مجاورة يقصفهم بالصواريخ، والملك بين صفوف شعبه في كل زمان ومكان وحدث، فيزور بيوت العزاء ويلتقي الناس ويتابع أوضاعهم ويتحسس همومهم ومشاكلهم، ببساطه لأنه حَكَمَ فعَدَل فأمِن فجَلَسَ مع الناس وحَضَر بينهم وعاش همومهم وتحسس مشاكلهم وساعدهم وخدمهم وأكرمهم وإحترمهم.
أشعر بالفخر عندما أسمع مقاطع فيديو لمشاهير من غير الأردنيين يتغزلون بالاردن، وكان آخرها للفنانة الكويتية شمس وصحفيين وفنانين وسياسيين وكثيرين، حيث قالوا أن الاردن بلد لا يوجد فيه موارد طبيعية ومع ذلك هو أنظف بلد ويمتلك أقوى تعليم وأكثر صحة وفيه السكن والمأوى والامان والاستقرار واحترام الانسان وجوازه أقوى جواز كمؤشر على حضوره العالمي، وهذه شهادات نعتز بها وتؤشر على نجاحات الدولة الأردنية وقيادتنا الهاشمية.
والرد المزلزل على داعش بإعدام زبانيتهم وفق القضاء لا الانتقام ومراعاة الاردن لحقوق الانسان والقوانين الدولية، وتوقيت الرد على إعدام البطل الكساسبة من خلال طلعات نسور الجو الأبطال معادلة موزونه دون تطرف كمؤشر على دولة تحترم نفسها ومدنيتها.
فكل الإعتزاز بقيادتنا الهاشمية ومليكنا الإنسان جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم والذي يمتلك همّة الشباب وحكمة الشيوخ، ونفتخر بإنسانيته دوماً في كل المناسبات، ونتباهى بحزمه في حماية الاردن ومواطنيه، فالاردن بلد عزيز ومنيع ومن يتحدث عن تهديده لا يعرف قيادته وهويته واستقراره وتاريخه.
وفي ذات الوقت نترحم على روح الشهيد البطل النقيب الطيار معاذ الكساسبة ونحتسبه عند الله تعالى قد قضى شهيداً، فلقد أحرقه المجرمون والبربريون والارهابيون الذين لا يعرفون الانسانية والضمير والاخلاق، لكنهم بدأوا يدفعون الثمن غاليا بحول الله تعالى، وعزاؤنا لاهل الشهيد: والده ووالدته وزوجته وعموم عائلته والجيش العربي والاجهزة الأمنية والاردنيون كافة وجلالة الملك وجميع الشرفاء في العالم، فقد انضم الشهيد البطل لقوافل الشهداء الاردنيين الابطال المدافعين عن الحق وعقيدتهم ووطنهم وأمتهم والانسانية جمعاء، ويكفيه فخراً أنه قضى واقفا شامخا مرفوع الرأس مواجها آلة المجرمين والنار لأنه على حق وصواب ولأنه تربى في مدرسة الكرامة الاردنية.