الشاهد -
الشاهد - عمر العرموطي
السيرة الذاتية جاسر ابراهيم احمد عموري اسم الشهرة (جابر عموري) تاريخ الولادة ومكانها: 25/10/1935 طولكرم - الضفة الغربية. المؤهلات العلمية: -1 تخرج في المدرسة الفاضلية بطولكرم 1953 - الشهادة الثانوية العامة (مترك) -2 تخرج في دار المعلمين بعمان 1955 وحصل على كأس رئيس الوزراء للاجهزة العلمية، والجائزة الاولى للقصة القصيرة. -3 درس الهندسة المدنية في جامعة البصرة وتخرج فيها عام 1969 بتقدير جيد جدا -4 درس تخطيط المدن -5 درس ادارة المشاريع (دراسة خاصة) -6 حصل على الدكتوراة في الهندسة المدنية من الجامعات الامريكية -ON LINE الخبرات العملية: -1 عمل مدرسا للرياضيات للصفوف الثانوية لمدة اجمالية قدرها عشرة سنوات منها سنة واحدة في ثانوية الطفيلة، وتسع سنوات في المدرسة الفاضلية الثانوية بطولكرم، وفي كلية فلسطين مساء في طولكرم. وعمل مديرا عاما لبلدية طولكرم ومدرسا في الفترة المسائية في كلية فلسطين، ولفترة وجيزة في المدرسة العدوية الثانوية للبنات، قبل ان يلتحق بكلية الهندسة في جامعة البصرة. -2 عمل في الكويت مهندسا بعد تخرجه من كلية الهندسة في القطاع الخاص في شركة برهان الكويتية ثم في وزارة الكهرباء والماء ثم مديرا عاما لشركة القدس للمقاولات والتجارة العامة حتى صيف 1978. انتخب رئيسا لاتحاد المهندسين الفلسطينيين في الكويت في السبعينيات. انتخب عضوا في اللجنة الثلاثية العليا للتنظيمات العربية في ساحة الكويت. -3 انتقل الى العراق صيف عام 1978 وعمل فيها حتى عام 1991 مقاولا ومديرا عاما لمؤسسة الباسل للمقاولات الهندسية والتجارة الدولية، اشرف على انشاء فندق نوفتيل بغداد -4 انتخب رئيسا لاتحاد المهندسين الفلسطينيين فرع العراق في الثمانينات -5 عاد الى الاردن 1991 وعمل مديرا استشاريا للمشاريع فيها عام 2008. -6 اليمن - المكلا اشراف على مشاريع خدمية وانشائية عام 2008 وعاد الى الاردن عام 2010 مع شركة ارابتك جردانة MWH. عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين وكذلك هو عضو بعدد من المنتديات الثقافية. صدر له ستة دواوين شعرية وشارك بالعديد من الندوات والامسيات الشعرية. عمان اول مرة رأيتها فيها وماذا اتذكر فيها: بعد تخرجي في المدرسة الفاضلية الثانوية بطولكرم عام 1953 وقبولي طالبا في دار المعلمين (كما كانت تسمى تللك الايام) والتي كانت ما تزال تحت الانشاء وصلت بسيارة اجرة الى مجمع سيارات في منطقة خارج عمان ليست معمورة بأية ابنية تسمى العبدلي ومن هناك انتقلت بسيارة (اجرة) الى مكان قريب من وزارة المعارف التي تم فيها تعييني مدرسا اضافيا للرياضيات في مدرسة خالد بن الوليد في جبل الجوفة بعمان لحين افتتاح معهد المعلمين، كان ذلك في صيف عام 1953. كنت مشتاقا جدا لرؤية عمان وها هو صديقي الاستاذ عمر العرموطي اكرمه الله يعود بذكرياتي الى ايام لا تنسى جمعتني باخلاء واناس لهم موقع كريم طيب في نفسي، ولا ابالغ اذا قلت بانه بسؤال عما رأيت اول مرة زرت فيها عمان حرك امواج العنفوان في جسدي واعاد إليّ شبابي وبعث فيّ الامل والحلم والعواطف التي غمرتني بعذوبتها وطلاوتها، ذكريات لا تنسى! وهل تنسى ايام الشباب، فيا ليت الشباب يعود يوما. ان قلت إني على جمر بأشواقي لالتقي اخوتي سكان احداقي فلا ابالغ في قولي فأنت وهم اعز ما طاف في قلبي وافاقي ايسأل الظاميء المحموم عن شغف لكأس ماء من الينبوع والساقي ركبت سيارة اجرة من امام وزارة المعارف وكان هذا اسم وزارة التربية والتعليم آنذاك ذهبت الى المدرسة اعلاه ومعي حقيبة ملابسي، بعد ان حصلت على كتاب التعيين من الوزارة خلال اقل من ساعة في اليوم نفسه الذي وصلت فيه عمان قادما من مدينة طولكرم مبكرا، كان المعلم تلك الايام مبجلا وله موقع في قلوب المواطنين والطلاب وذوي الامر والنهي، لا انسى الاستاذ المرحوم بهيج البيطار الذي كانت له اليد الطولى في الاسراع بانجاز معاملة تعييني، كما اذكر بالخير والامتنان الاستاذ المرحوم وهيب البيطار الذي كان مدير التعليم في محافظة نابلس الذي شجعني للتقدم لمسابقة الالتحاق بدار المعلمين، وارشادي الى التقدم بالعمل مدرسا في عمان. باشرت العمل مدرسا في المدرسة حال وصولي اليها وبعد انتهاء الحصة التي اديتها للصف الرابع الابتدائي التقيت بمدرس صديق في المدرسة اسمه (غالب عبدالحميد الحاج صالح والمعروف بغالب حنون) من ابناء بلدي كان مرحا طيبا فشعرت بسعادة غامرة بعد ان اخبرني بأن السكن الذي كنت احمل همه موجود في وادي السرور المحاذي لجبل الجوفة. وهو بيت يسكن فيه غالب لوحده ويحتوي على غرفتي نوم وحمام عربي ومطبخ صغير قال لي فورا سنتقاسم الاجرة، قبلت قبل ان ارى البيت لاضع حقيبة ملابسي واستقر وارتاح. كانت هذه اول مشاهداتي لعمان، وقد شعرت بسعادة بما لاقيت من ترحيب وطيب معاملة من كل من قابلته في وزارة المعارف وفي المدرسة والشارع واهل البيت الذي سكنت به، وحتى من سائق سيارة الاجرة. اتفقت مع شريكي في السكن ان نتجول عصرا بعد انتهاء اليوم الدراسي في عمان للتعرف عليها، على شوارعها واحيائها واسواقها وازقتها. وجدت عمان تقع على سبعة تلال وسبعة وديان، فيها شارع رئيسي تجاري شعبي وسط البلد هو شارع الملك طلال يشد القادم الجديد الى عمان بما يحتويه هذا الشارع والشوارع الفرعية المحاذية له من انواع مختلفة من البضائع الرخيصة والمواد الغذائية المتنوعة والمطاعم والمقاهي واهمها مقهى السنترال (طابق ثاني) ومحلات الحلويات والبنك العربي والسينما وكل ما يحتاجه القادم الغريب الى عمان. وفي اليوم التالي وبعد ان ذهبت للفحص الطبي الضروري لاستكمال اجراءات التعيين، وكان المختبر الطبي للفحص يقع في شارع السلط، تعرفت على جبل الحسين الذي يقع فيه معهد المعلمين الذي سألتحق به، كان الجبل عبارة عن قرية جميلة بسيطة محدودة اذا ما قورنت بما صارت اليه اليوم، بها بعض الاشجار والمدارس كمدرسة الحسين الثانوية ومدرسة الصناعة القريبتين من المبنى الذي يشيد لمعهد المعلمين، وكان دوار فراس الحالي منطقة خالية من المباني ويخشى البعض ان يذهب اليه وحده لاحتمال وجود بعض الحيوانات البرية الجارحة او المفترسة. عمان ايام زمان وما اتذكره فيها ومتابعة للاطلاع على معالم المدينة القديمة النشأة منذ اكثر من سبعة الاف عام قبل الميلاد وبعد تلك الالاف السبعة بالفي سنة تقريبا الا اقل من خمسين عاما بثلاث سنوات حملتني اقدامي الى احدث جبل واكثره تفاخرا بجماله وثرائه آنذاك هو جبل اللويبدة الذي يفصله عن جبل الحسين وادي العبدلي وسفوحه، فكان للتنزه فيه مشيا على الاقدام متعة وانتعاشا واعجابا بجمال مبانيه واناقتها بزهورها وشبابها وشاباتها ومدارسها وشوارعها وباحاتها تركت اثرا مبهجا ومريحا في نفسي لم يفارقني ابدا، وبعد عدة عقود حين طغى تألق عمان الغربية وفخامة منشآتها وحدائقها وبراعة تنسيقها وتنظيمها وسرعة تطورها واتساعها وانضمام كل مناطقها وما احاط بها الى مدينة عمان والتي سميت بعمان الكبرى التي تجاوزت بمساحتها عشرين تلة او جبلا وتضاعفت مساحتها اضعافا واضعافا، لم تغرب عن ذاكرتي عمان ايام زمان ولكن اتسعت باتساعها آفاق الاعجاب بها وبجمال معمارها وتنظيمها وتألقها. بنيت بفن عمارة متنوع قمم الجبال وابداع البنيان وتميزت طرقاتها وجسورها بحداثة تزهو بها عمان ولا انسى في تلك الحقبة جبل عمان الذي كان ايام قدمت الى عمان لا يصل في عمرانه الى الدوار الثالث حيث لم يكن على الدوار سوي بضعة بنايات لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة بما فيها بنايتين حكوميتين، والرجم الملفوف في جبل عمان المطل على وادي صقرة احد ما تبقى من حضارات فترة ما قبل التاريخ لعباد الطبيعة وعناصرها كالشمس والقمر والنجوم. اما جبل القلعة باطلالته الساحرة على وسط وتلال عمان المقابلة له وازديانه بقلعته الاثرية واثاره المختلفة التي تدل على الحضارات العمونية والاغريقية والرومانية والبيزنطية والاموية، واشرافه على قصر رغدان واطلالته على المدرج الروماني الكبير له وقع سنوات قدمه التي تتجدد كل ما مررت به او لمحته من اي موقع مقابل:: عمان انت عريقة وفتية تزهو بك الانجاد والوديان فيك العراقة والحداثة والتفرد والتوهج انك الميسان والكهف في حوض الرقيم معنون في سورة قد ضمها القرآن عمان ملهمة الادباء والشعراء اجنائن فوق الربى عمان ام انها مهج لها افنان لله كم يحلو الندا عمان لله ما احلى الندا عمان عمان فيها كل ما يبعث الالهام للادباء والشعراء: جمال الطبيعة، واتساع الافق، وصفاء الروح، ونقاء الهواء، وسمو الثقافة، وفيض المشاعر، وتعدد الرؤى الانسانية، وبساطة العيش والقناعة بالميسور.