الشاهد -
الشاهد تابعتهم من الميدان واثناء التسابق على تقديم الطلبات
معتصم: هذه المهنة لا تنقص من احترام الناس لي وتقيني شر العوز
ناصر: لا استحي من مهنتي والارزاق بيد الله وحده
ابو محمد: راتبي لا يقل عن بعض موظفي الحكومة واحصل على نفس امتيازاتهم
الشاهد - ربى العطار
بعد ان اعلنت امانة عمان عن حاجتها الى عمال وطن ونيتها وقف طلبات التعيين لهذه الوظيفة من العمال الوافدين والذي يصل عددهم في الامانة الى 360 عامل من اجمالي 4425 عامل وطن في الميدان مع وقف التجديد لمن وصلوا لسن التقاعد واحلال العمالة الاردنية مكانهم، تلقت الامانة اكثر من 9200 طلب توظيف لاردنيين لشغل وظيفة عامل وطن حيث تقوم باستقبالهم لجنة المقابلات المشكلة من موظفين في الامانة وتوجيه عدد من الاسئلة للمتقدمين وتعيين من يجمعون أعلى العلامات في الاجابة على هذه الاسئلة.، مدير المدينة للشؤون الادارية في امانة عمان المهندس عز الدين شموط قال ان المعينين بهذه الوظيفة (عمال وطن) سيتقاضون رواتب تصل الى 320 و350 دينارا، بالإضافة للضمان الاجتماعي والتأمين الصحي والعلاوات العائلية للمتزوجين، وبدل الاضافي في حال العمل خارج أوقات الدوام.
واشار شموط الى أن من يتم تعيينهم لن يتم تكليفهم بمهام أو وظائف بخلاف عامل وطن التي تقدموا لها، وسيتم توقيعهم على تعهدات بعدم المطالبة بالنقل والتحويل لأي عمل آخر مع اشتراط أن يكون المتقدم دون الثانوية العامة، ومطالبته بإحضار كتاب موقع من وزارة التربية والتعليم يثبت ذلك، إلى جانب شهادة لياقة صحية وشهادة عدم محكومية. وان جميع المتقدمين تنطبق عليهم الشروط وهذا يعني أن الأردنيين تمردوا على ثقافة العيب، وهم من يطلب العمل بهذه المهنة (عامل الوطن)، وهذا يعني عدم تعيين اي وافد جديد بهذه المهنة وخلو امانة عمان من الاجانب في المستقبل القريب. الشاهد بدورها قامت باجراء مقابلات مع بعض العمال ومن تقدم لهذه الوظيفة بمهنة عامل وطن وقالوا ان هذه المهنة كغيرها من المهن وانهم بهذا العمل الشريف يقون انفسهم شر الحاجة والسؤال والتسكع في الشوارع دون عمل خاصة وانهم لا يحملون مؤهلا علميا او مهنة اخرى لتأمين مصدر رزق لهم وعائلاتهم. الشاب معتصم فريد قال انا اعمل بهذه المهنة منذ سنوات ولا اخجل من ذلك لانني احصل على رزقي ولقمة عيشي من تعبي ولا احتاج احد، لانني اعرف شباب كثر في مقتبل العمر قست عليهم الظروف وليس لديهم مهنة يعتاشون منها ويرفضون العمل بمهنة عامل وطن تحولوا الى مجرمين ومحترفين بسبب حاجتهم للمال الذي لن يجدوه بدون العمل بمهنة شريفة تقييهم شر الحاجة، وهذه المهنة لا تنقص من احترام الناس لي بل ان كثيرا منهم يتعاملون معي بكرم وطيبة ويقدرون ما اقوم به. الشاب خالد ناصر قال انا عامل وافد ومنذ سنوات اعمل بهذه المهنة واعرف ان اقتصارها مع الزمن على الاردنيين سوف يقطع (عيشي) لكن اؤمن ان الارزاق بيد الله ولكني لا استحي من مهنتي واستطعت كسب المال وفي حال عدت الى بلدي سوف اجد مصدر رزق اخر بالمبالغ التي ادخرتها لمثل هذا اليوم. ابو محمد عامل كبير في السن وهو اردني يعمل بهذه المهنة كما قال منذ عشرين عاما وهو لا يستحي من ذلك بل على العكس استطاع أن ينفق على ابنائه ويعلمهم ووجد ان هذه المهنة افضل من غيرها فهي تقيه شر الحاجة وتحقق له الامان الوظيفي من خلال راتب ثابت نسبيا ولا يقل عن رواتب بعض الموظفين من الكادر الحكومي، هذا بالاضافة الى التأمين الصحي والضمان الاجتماعي والاجازات السنوية. الشاب احمد خليل كان ممن تقدموا بطلب توظيف لامانة عمان للعمل بهذه المهنة وتقدم للاختبار ليلتحق بالعمل وهو ينتظر دوره، ولا يقلل هذا العمل من احترامه لنفسه او احترام الاخرين له، فهو بقي فترة طويلة دون عمل وعانى الامرين من ضيق ذات اليد والتردد على صناديق المعونة حتى يحصل على مبلغ ينفق منه على والدته واخوانه على انفسهم فهو يتيم باكرا ولم يحصل على التعليم وعمل في كثير من المجالات لكنها غير مضمونة ولم يتقاض منها راتبا منتظما. من خلال هذا الاستطلاع وهذه التوضيحات من المسؤولين نجد ان الشاب الاردني تحدى ثقافة العيب وآثر على نفسه ان العمل بهذه المهنة افضل بكثير من تحمل نظرة الشفقة والعطف من ناس دفعته الظروف الى استجدائهم والوقوف على بابهم.