الشاهد -
الشاهد-فريال البلبيسي
طرقت الشاهد منزل العجوز الحاجة الثمانينية شامية في مخيم الطالبية الجيزة وهي تعيش وحيدة في منزل صغير في المخيم وعند دخولنا منزل الحاجة وجدنا ترحيبا حارا من قبلها واصرارها على كرم الضيافة بالجلوس وتناول الشاي عندها، وتحدثت الحاجة عن همومها وآلامها التي لازمتها منذ شبابها لغاية ما وصلت اليه من عمر. وقالت انني اعاني من امراض الكبر وهشاشة العظام ولم يرزقني الله سوى ابنة وحيدة وتعيش مع زوجها في منطقة العقبة، ولا يوجد لي سوى الله رحمة رحم بها عبيده العاجزين امثالي. وقالت لا اجد احدا يطرق بابي في الاعياد والمناسبات وشهر رمضان سوا جيراني وحياتهم صعبة فهم ليسوا بافضل من حالي، ولكن التآلف والمحبة بيننا جعلنا نتقاسم لقمة الخبز معا، واكدت انها تخاف وهي في عمرها هذا النوم وحيدة وانها تعطي مفتاحا لجارتها من اجل الاطمئنان عليها في اوقات الليل، مؤكدة انها لا تجد في المساء من يعطيها الدواء ليلا، واكدت الحاجة انها تتقاضى من صندوق المعونة الوطنية راتبا شهريا قيمته ستون دينارا فقط وتدفع منهم الماء والكهرباء ولا يتبقى لها غالبا سوى اربعين دينارا فقط وان هذا المبلغ لا يكفي لاعالة شخص طوال الشهر، وناشدت الحاجة صندوق المعونة الوطنية زيادة راتبها الذي لا يعيلها وقالت اقسم ان طعامي دائما مكون من الخبز والشاي وانها لم تأكل طعاما ساخنا فيه احد اصناف اللحوم منذ فترة طويلة وانها لا تستطيع اشعال مدفأة غاز او كاز لارتفاع سعره وقالت ارحموني يا صندوق المعونة لقد قست الحياة كثيرا عليّ وسأموت دون ان اشبع او ادفأ يوما.