الشاهد - ربى العطار
إن الحديث عن التقدم والازدهار لا يأتي في سياق الحديث عن الاقتراض والاستدانة وتوسيع فجوة المديونية، ونحن مازلنا نبحث عن شكليات لا تقدم ولا تؤخر لنثبت (عبثا) أننا قادرون على الانطلاق نحو مستقبل أفضل.
على مستوى الاقتصاد مازلنا غير قادرين على الاستغناء عن الضريبة كرافد أساسي للموازنة، ومازلنا لا نستطيع تثبيت جهة محددة للتعامل مع شؤون الاستثمار.
تعاملنا مع الفرص بسذاجة، وضيعنا مئات الفرص الذهبية التي كان من الممكن أن تحدث فرقا في فرص تحسين الاقتصاد، وليس بعيداً عنا معرض إكسبو الذي تعامل القائمون عليه كأنه جناح ضيافة ليوم مفتوح في مناسبة وطنية، فلم يقدم أي إضافة ولم ينجح في التأثير على ضيوف المعرض من كبار رجال الأعمال والمستثمرين.
أما اجتماعيا، فنحن نفقد السيطرة على ضبط القيم الراسخة وأصبحنا نألف متابعة التفاهة في محتوى الكثير من الشباب الأردني على مواقع التواصل الاجتماعي.
على مستوى الانجازات، ننتظر ما سوف يتم التوافق عليه من توصيات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية حتى نشهد تغييرا حقيقيا وملموسا، مع أن الاستمرار على النهج الحكومي بنفس الوتيرة لا يرفع من حجم الطموح.
على مستوى تمكين الشباب، فيبدو أن الرسالة وصلت بشكل غير مفهوم، والاستمرار بالحديث عن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة وتكرار الأشخاص في المناصب القيادية والعليا، وتأثير العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والتوريث يجبرنا على البقاء في دائرة غياب العدالة في هذا الجانب .
رياضيا، لم يتغير شيء ، مجرد خيبات ظن في حلقة مستمرة، وما يصرف على الاتحادات الرياضية إداريا أكثر ما يصرف عليها فنيا.
نحن فعليا بحاجة إلى إعادة ضبط الاعدادات للدخول في مئوية جديدة من عمر الدولة الأردنية، حتى نكسر جمود التراخي والترهل الذي يمنعنا من التقدم كما نستحق.