مواطنٌ متقلب المزاج متعدد الأهواء إعتاد النقد مُبدعٌ خلاق إلتصقت به تهمة الكشرة التي لا تفارقه حتى أصبحت إحدى علاماته وصفاته، إلا أن العديد من الحوادث والظواهر التي مرت عليه أثبتت عكس ذلك بحيث أنها كشفت الستار عن ضاحكٍ وليس بعابس، فقد أثبتت هذه المواقف والأحداث بأنه صاحب نكتة وأن حس الدعابة والفكاهة لديه يصل أعلى مستوياته عَبَرَ عنها من خلال مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة التي كانت مرآة أفكاره، حيث كان الإقتصادي والأكاديمي والسياسي والتحليلي والرياضي في آنٍ معاً بحسب الزمان والظرف الراهن، لكن لا يمكننا أيضاً إغفال تقلب أراءه ومزاجه وإنتقاله من حدثٍ إلى أخر سواءٌ كان ناقدً أم مادحاً له بسرعة فاقت سرعة الضوء.
سلط الضوءَ على الناقل الوطني 'الملكية الأردنية' وتعمق بالبحث والتمحيص، نقد الإدارة وهاجمها قبل عدة أشهر على الرغم ومن إطلاعٍ شخصي بأن لوبيات وقفت حَجرَ عثرة في وجه الإدارة السابقة ووضعت العصى في دولاب التقدم والتطوير حتى إستقالت فلم يتابع المواطن حالها المتردي وإنتقل بسرعة كعادة المعظم إلى موضوعٍ وحدثٍ أخر دون النظر إلى النتائج.
غازٌ إسرائيلي شغل المواطن وأصبح همه الأول كُتب عنه في الصحف، تناقلته وسائل الإعلام، طُرح تحت القبة، أثاره المواطن عبر وسائل التواصل الإجتماعي كما تنتقل النار بالهشيم إلا أننا سرعان ما إنشغلنا بأمرٍ أخر وقلبنا الصفحة وإنتقلنا إلى موضوعٍ أخر، بحيث لم نعلم إلى الآن ماذا حل بالصفقة، وهل وُقعت أم لا، فقد يكون الغاز وصل ونحن أخر من يعلم.
طيارٌ إنزعجنا عليه تعاطفنا مع أهله تابعنا أخباره محلياً وعالمياً حتى أغرقنا مواقع التواصل الإجتماعي بالصور والتغريدات والتعليقات إلا أننا سريعاً نسينا أمر الطيار الأسير وغيرنا غلاف صفحاتنا وقلبنا التوجه الفكري لنا بدقائق وخلعنا قناع الحزن لنلبس قناع الفرحة والبهجة وأصبح شُغلنا الشاغل رأس سنة ميلادية وما يتبعها من إحتفالات وبرامج تناقلها شاشات الـ 'mbc' حول ترتيبات وكيفية تهيئة برج خليفة لإستقبال السنة الجديدة.
تكرر الإسم هدى حتى أصبح حدث الموسم بحيث أشغلنا عن الإقتصاد ًوحال الناقل الوطني وعن صفقة الغاز وعن الطيار الأسير وعن إحتفالات رأس السنة وأصبح الهم الأعظم والشغل الشاغل هو التعبير عن حالة البرد والمتعة في آنٍ معاً بحسٍ من الفكاهة لم يسبق له مثيل من خلال الصور ومقاطع الڤيديو والتغريدات والتعليقات بشكل فاق الخيال حول المنخفض نفسه من جهة وعن الحكومة وكوادرها من جهةٍ أخرى.
وصولاً إلى حادثة إطلاق النار على صحيفة 'تشارلي إيبدو' الفرنسية وأخد دور التحليل السياسي والدولي لمسيرة فرنسا ومشاركة جلالة الملك فيها من خلال مواقع التواصل الإجتماعي إنتهاءً بتعيين كلٍ من مدير دائرة المخابرات العامة وقائد الجيش كمستشارين في الديوان الملكي بالإضافة إلى عملهم وأخد الدور التحليلي بحيث هل أن الخطوة إيجابية وتكريمية وممنهجة بإتجاه تكميلي مهم في مؤسسة الديوان أم أنها مؤشر على تغيير قادم في هذه المواقع المهمة والحساسة، إلا أن السؤال الأهم ما الحاجة من كل هذه التساؤلات التي ليس للمواطن أي صلة أو علاقة بها فالمؤسسات الأمنية والعسكرية ومؤسسة الديوان هي مؤسسات مربوطة بصاحب القرار وليس للمواطن أي إحتكاك أو إرتباط بمثل هذه القرارات.
إلا أن المواطن إعتاد الدخول بتفاصيل التفاصيل وطرح الأسئلة والتساؤلات التي قد تكون في غير محلها وأخذ الدور التحليلي السريع وأخذ فكرة أو الإعجاب بطرح وتسويقه والإنتقال من حدثٍ إلى أخر بسرعة قد تسبق الضوء، فجميع المواضيع التي تم طرحها أعلاه بأهميتها وحساسيتها لم تتجاوز الشهر ونصف الشهر.