الشاهد -
تعقيبا على حالات الاعتداء عليهم والشكاوي التي تقدم ضدهم
الشاهد - ربى العطار
قامت نقابة المعلمين برصد إحصائية لعدد المعلمين الذين تم الاعتداء عليهم في عام 2014 وكيفيتها، حيث رصدت النقابة 55 حالة اعتداء تمت في عام 2014، وأغلبها جاءت بمساندة من قبل أولياء الأمور وأقربائهم وذلك بالاعتداء الجسدي المبرح باليد وبآلات حادة من قنوة وسكين ومشرط وماسورة ماء وبالحجارة سواء على المعلمين او المعلمات، رغم ان العدد يفوق ذلك لان هناك بعض المعلمين تعرضوا للاعتداء ولكن لم يراجعوا النقابة لتقديم شكوى بالاعتداء عليهم، ولم يغطي حالاتهم الإعلام مما يدل أن حجم حالات الاعتداء أعلى من الإحصائية المذكورة.
وارجعت النقابة سبب تراجع هيبة المعلم بين الطلاب إلى "القوانين التي حدت من صلاحية المعلم بتربية وضبط الطالب داخل الغرف الصفية والتي ساعدت في تراجع مكانة المعلم بين طلابه"، كما أن "أولياء الأمور أصبحوا أيضا شركاء في ضياع هيبة المعلم، بتشجيع أبنائهم ومشاركتهم بالاعتداء عليه" و"اكتظاظ الطلاب في الغرف الصفية ساعد أيضا في إنشاء مناخ اعتدائي على المعلمين". موضحين إن علاج ذلك سيكون في الإعلام الهادف بوسائله الجديدة من برامج تربوية شبابية تساعد في زرع قدر المعلم بنفوسهم، وسن القوانين التي تقف مع المعلم، وتغليظ العقوبة لكل من يعتدي عليه"، بالاضافة الى دور الأسرة التي هي الأساس في محو هذه الظاهرة بتهذيب أبنائهم والوقوف بجانب المعلم لا ضده" حتى تعود صورة المعلم الاردني كما كانت عليه في خمسينيات القرن الماضي باحترامه وتقديره من قبل طلابه، والخوف بالارتعاش من هيبته التعليمية التي تحمل في معناه مزيج الحب والخوف منه بالوقوف امامه او الحديث معه حيث اصبح الاعتداء على المعلم في القرن الحالي ظاهرة انتشرت في ارجاء المملكة تؤرق المنظومة التعليمية خصوصا في وقتنا الحالي فكرامة المعلم من كرامة الوطن، والاعتداء على المعلم اصبح ظاهرة مؤرقة وخطيرة ولا تحتمل التأجيل. حالات الاعتداء بعض المعلمين قالوا للشاهد ان الاعتداءات هذه كانت في السابق غريبة علينا وانهم كانوا يخافون المعلمين في السابق وهم طلبه. وقال يوسف الفواعير ان والده كان يهدده حين يخطىء ويضيف:(كنا اذا سمعنا الاستاذ سيمر في الشارع الذي نحن فيه ندخل الى بيوتنا ولا نخرج طيلة اليوم). اما المعلم احمد قدورة فقد تحدث عن تجربته السابقة وما يحدث الان مع الطلبة الذين يضربون بمطالب المعلم عرض الحائط في الوقت الذي كانوا سابقا يرتجفون منه ويختفون من امامه اذا كلفهم بواجب ولم يتمكنوا من حله ويرتعدون خوفا من الوقوف امامه في المدرسة. وفي نفس السياق يقول التربوي علاء عمار، إن علاج هذه الظاهرة (يكمن في الإعلام الهادف بوسائله الجديدة من برامج تربوية شبابية تساعد في زرع قدر المعلم بنفوسهم، وسن القوانين التي تقف مع المعلم، وتغليظ العقوبة لكل من يعتدي عليه)، متابعا (ان الأسرة هي الأساس في محو هذه الظاهرة بتهذيب أبنائهم والوقوف بجانب المعلم لا ضده". ومن حالات الاعتداء على المعلمين يقول الأستاذ عمر، إنه "قام أحد الطلاب وأقرباؤه بالاعتداء الجسدي واللفظي عليّ لمنعي تسهيل الغش له أثناء مراقبتي لأحد امتحانات التوجيهي"، ويتابع: "عندما ذهبت للأجهزة الأمنية لتقديم شكوى بحقهم، تفاجأت بشكوى كيدية ضدي من قبل الطالب، وتم توقيفي في المركز الأمني كأني أنا المعتدي عليه، ولم يتم إطلاق سراحي من السجن إلا بعد الصلح بيني وبين الطالب، وضاع حقي". واصفا حالته بالمثل الشعبي "ضربني وبكى وسبقني واشتكى". وفي السياق ذاته، نشرت العديد من وسائل الإعلام حادثة اقتحام عدد من المجرمين لمدرسة منشية الغياث الثانوية للبنين في محافظة المفرق بإطلاق النار على الزجاج والأبواب ، والاعتداء على المدير داخل المدرسة وفي المستشفى التي تم نقله إليه، في حين فشلت الأجهزة الأمنية بالقبض عليهم" وما زال الأمر معلقا .