بقلم : عبدالله محمد القاق
للاسف ... الخلافات الفلسطينية مازالت مستمرة وتبادل الاتهامات توحي بتقويض الجهود المبذولة لتحقيق الوحدة الفلسطينية المنشودة وتعمير غزة من العدوان الاسرائيلي الغاشم على اهالي فلسطين فضلا عن ان استمرار الحصار الجائر عبر اغلاق المعابر وخاصة معبر رفح من شأنه تضييق الخناق على الفلسطينيين . ان دور جكومة التوافق ما زال دون المستوى من اجل تحقيق الاهداف المرجوة لرفعة الشعب الفلسطيني والنهوض به في شتى الوسائل . لقد استبشر الكثيرون منذ حوالي ستة شهور او ينوف من حديث المصالحة وتفاءلنا خيرا بان المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس والفصائل الاخرى كانت «قاب قوسين او ادنى» من ذلك الا ان عن كل الدلائل تشير الى توقف هذه الجهود في المرحلة ولعل اقدام اسرائيل على اعتقال قادة حماس وغيرهم ,في الضفة الغربية وتوتير الاجواء في بعض المناطق ومنها نابلس والخليل وجنين وغيرها يدل بصورة قاطعة على انها تريد افساد المساعي التي تهدف لانهاء الخلاف بين الفلسطينيين وبدء مصالحة ناجزة كما وان تنصل اسرائيل من اتفاق عقده الجانب مع الجانب الاسرائيلي في شأن استمرار التهدئه قد يتبدد في اقرب وقت لاخلال اسرائيل بتعهداتها والتزاماتها الدولية بوقف خرق الهدنة والتهديد والوعيد ضد الفلسطينيين اذا ما توجهوا لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة القادة الاسرائيليين المجرمين في عدوانهم الاثم ضد اهالي غزة .لقد تفاءلنا خيرا عندما اعلن الرئيس الفلسطيني عن انتهاء الاستعدادات في الضفة والقطاع لبدء عملية تسجيل وتحديث سجل الناخبين الفلسطينيين وتوفير كل وسائل الدعم لهذه العملية غير ان مشكلات عديدة حالت دون ذلك منها تقول حركة حماس «اقدام اسرائيل على اعتقال حوالي عشرين قياديا من حماس من الضفة الغربية بغية ايجاد حالة من الارباك والفوضى وخلط الاوراق في الساحة الفلسطينية وتخريب جهود المصالحة الامر الذي يتطلب من السلطة العمل على اعادة تفعيل المجلس التشريعي المتوقفة اعماله منذ الانقسام الفلسطيني عام 2007. والواقع ان زيارة جون كيري وزير الخارجية الامريكية للمنطقة والى كل من اسرائيل والسلطة الفلسطينية المرتقبة سوف تكون استطلاعية ولن يتسنى للوزيرالخوض بحديث مستفيض حول قضايا جوهرية تتعلق بحل الدولتين لكن كما ذكرت الانباء الواردة من واشنطن ان الادارة الامريكية ستوجه تنبيهات الى السلطة بعدم اشراك حماس في اية حكومة فلسطينية مقبلة حتى لا تخسر المساعدات التي تقدم اليها سنويا والبالغة حوالي 800 مليون دولار. ان سعي الولايات المتحدة لوضع العراقيل امام اية مصالحة هو من اجل تحقيق اهداف اسرائيل بتوسع وقضم الاراضي واستمرار نهج الاحتلال الرامي الى مزيد من الاعتقالات لقيادات الشعب الفلسطيني عبر كوادره المختلفة... ونتساءل: اذا كانت امريكا توافق على حكومة اسرائيل جديدة تضم ليبرمان الفاشي والمتغطرس وغيره من احزاب اليمين في حكومة نتنياهو فكيف ترفض حكومة فلسطينية تكون احد مكوناتها «حماس» الحركة الكبيرة لدى الشعب الفلسطيني؟ فلماذا تكيل الولايات المتحدة الامريكية بمكيالين؟ ام انها تريد ابداء حسن النوايا لاسرائيل عن طريق استمرار الاعلان عن دعمها لها وتوجهاتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني او العربي؟!! الاتحاد الاوروبي مطالب بممارسة الضغط على حكومة الاحتلال الجديدة لارغامها على عدم التدخل في الشأن الفلسطيني لتنفيذ عملية المصالحة وكذلك مطالبتها بوقف عدوانها التوسعي الاستيطاني الاستعماري على الاراضي الفلسطينية والسطو والقرصنة على المقدرات الوطنية للشعب الفلسطيني باحتجاز الرسوم والضرائب المستحقة لها.. فضلا عن وضع نهاية لمواقف اسرائيل المتغطرسة تجاه الفلسطينيين خاصة بعد الانتصار الذي حققته القيادة الفلسطينية من نصر سياسي في الامم المتحدة ونيل والاعتراف بدولة فلسطين، آخذين في الاعتبار حجم المخاطر التي تواجهها القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني في ضوء هذا الانقسام والذي يجب العمل على انهائه بغية انجاز ملف المصالحة ووضع نهاية لهذا الوضع الفلسطيني تلبية للمصالح العربية والقومية بدرجة رئيسية ولتفويت الفرصة وقطع الطريق امام مشاريع الاحتلال الصهيوني الهادفة الى تقويض مشروع قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. فالمطلوب بالمرحلة الحالية من السلطة الفلسطينية والفصائل المختلفة الاسراع في ارساء اسس وملامح استراتيجية المواجهة والصراع مع الاحتلال وقطع الطريق على مخططات التهويد والاستيطان التي تحاول تهويد القدس وابتلاع ما تبقى من الارض، وابداء قدر اكبر من التعاون لتحقيق المصالحة الفلسطينية التي تبخرت اخبارها في المرحلة الاخيرة وبدأت وسائل الاعلام في اطلاق الاتهامات حول اسباب وفشل هذا التأخر في تحقيق هذا الانجاز الفلسطيني . والمطلوب في المرحلة الراهنة والتي تسعى اسرائيل والولايات المتحدة الى تفشيل المصالح باعتقالها ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة في ظل صمت عربي وتواطؤ اوروبي وامريكي حيث يعتبرون ان لا اهمية لحياة الانساني الفلسطيني وحريته وأمنه واستقراره وان حريته ملك للعنصري الاسرائيلي توحيد الصفوف والقوى لمواجهة الاحلال الصهيوني الغاشم . سلوان الاخبارية - abdqaq@orange.jo