الشاهد -
شكوى تقدم بها معتمرون تعرضوا لظلم من الجمارك السعودية
الشاهد - جمال المصري
من لحظة أن منّ الله على أمّة الاسلام بنبع زمزم ، كانت هذه المياه المباركة متاحة لكافة الزوار المسلمين من كافة أصقاع الأرض في الحرم المكي الشريف مجاناً ، وكانت الأمور بهذا الخصوص سهلة في متناول الجميع وكان ولا يزال من المتعارف عليه أن كل معتمر وزائر يغادر إلى وطنه يحمل معه ( جالون 20 لتر ) من مياه زمزم ، وإن تيسّر له يأخذ جالونين وليس أكثر .. ذلك لأن حمولة الحافلة من المعتمرين وأمتعتهم لا يمكنها أن تستوعب أكثر من ذلك هذا برّاً .. أمّا جواً فأيضاً كانت الكمية هي ذاتها وهذا عائد للوزن المسموح به في الطائرات وإلا ما زاد عن ذلك سيكون كلفة باهظة الثمن على المعتمر او الحاج والزائر . لكن ما حصل وللصدفة أنني كنت شخصياً متواجداً في طريق العودة من رحلة العمرة برّاً ، وعند وصولنا للحدود السعودية من منفذ حالة عمّار تحديداً يوم السبت الموافق 27 / 12 / 2014 م ، فوجئنا بموظف الجمارك السعودية يطلب من سائق الحافلة ومن سائق حافلة أخرى كانت متواجدة معنا في نفس الوقت أن طلب منهم العودة بالحافلات لمنطقة الاستراحة الأخيرة على الحدود والتخلص من مياه زمزم الزائدة بأي طريقة ، حيث أنه حدّد لكل معتمر جالون واحد 10 لتر فقط ، فقلنا له هل يعقل أن نكبّ هذه المياه المباركة على الأرض؟ ! فقال : ( ليش لأ ؟ مياه مباركة وأرض مباركة ما في مشكلة ) ، فقلنا له والفلوس التي دفعناها ثمنها لها أتذهب هكذا هدراً؟ فقال هذه ليست مشكلتي . ثم سأله سائقو الحافلات ومعتمرون آخرون يترددون باستمرار على السعودية : منذ متى صدرت هذه التعليمات فنحن لم نسمع بها قبلاً ؟ فأجاب : ( من زمان .. وهذه ليست فقط تعليمات وإنما هي أمر ملكي ) لكل معتمر جالون واحد 10 لتر فقط من زمزم ، ثم توجهت وعدّة أشخاص آخرين إلى مكتب المسؤول في الجمارك السعودية وناقشناه في الموضوع إلا أنه كرّر لنا ما طلبه منا موظف الجمارك ( نفس الكلام ) ، وهنا امتعظ المعتمرون وثارت ثائرتهم من هذا الفعل والمقدر عددهم بنحو مائة معتمر ، وحدثت مشادات كلامية بينهم وبين موظفي الجمارك الذين بقوا على تصميمهم وموقفهم .. ومن الغريب أنه وخلال هذا الوضع الذي استمر من الساعة التاسعة صباحاً ولغاية الساعة الثانية عشر ظهراً من معاناة وتأخير وإرهاق وتوسّل .. مرت بنا ثماني حافلات معتمرين أخرى وتجاوزتنا وأنهت معاملات خروجها ولم يتعرضوا لها ولم يمنعوها جميعاً من المرور رغماً عن أنها تحمل نفس الكمية من مياه زمزم وربما أكثر ! . وعندما أخبرت مسؤول الجمارك بأنني سأطرح هذا الموضوع بالصحافة وسنراجع به سعادة سفيركم الكريم في عمان قال لنا ( خلاص نادوا السايق وخذوا المياه وغادروا ) !! ... والسؤال هنا : هل يا سعادة السفير هذا التصرّف هو مزاجي ومتروك تقديره لموظفي الجمارك ؟ أم هل هو فعلاً أمر ملكي ؟ ولو كانت فعلاً هي تعليمات صدرت فلماذا لم يدر بها أحد : لا مصنع التعبئة في مكة المكرمة ( والذي يتقاضى خمسة ريالات على كل جالون 10 لتر والذي من المفروض أن لا يبيع إلا جالونا واحدا فقط في هذه الحالة )، ولا شركات الحج والعمرة الأردنية ولا وكيلهم السعودي ولا حتى هي مذكورة من ضمن تعليمات المغادرة المثبتة على اللوحة المعدنية الكبيرة على المنفذ الحدودي للمغادرين . ثـمّ أن هذه المياه المباركة والتي هــي هبــة من الله جلّ وعلا لكــل مسلم زائــر أصبحت تــباع بيعـاً وذلك ( بسبب كلفة عمل مصنع تعبئة مياه زمزم ) كما يعلـّل ، والتي هي بالأصل يجب أن تكون مجانيّة لكل الناس كما هي عليه طوال عهدها ، فنحن نطالب سعادة السفير الكريم بتوضيح هذا الأمر للمعتمرين كافة ، لأن هذا التصرف فعلاً يسبب معاناة وتأخيراً ونغصاً وتكلفة مادية على المعتمرين .. ونحن متأكدون وجازمون أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه وأمدّ في عمره يستحيل أن يصدر أمراً كهذا ، يحول فيه بين بركة الله وعطائه وبين حاجة المسلمين لهذه المياه المباركة في شتى بلدان العالم .. للشفاء والتبرّك بها لمن أيضاً يصعب عليه زيارة الأراضي المقدسة .. حفظها الله من كل سوء وأدام عليها أمنها واستقرارها .