الشاهد -
الشاهد-فريال البلبيسي
الشاهد طرقت بيوتا لعائلات مستورة في منطقة وادي الحدادة حيث تعيش هذه الاسر حياة الضنك والفقر عدا عن الامراض التي نهشت اجسادهم. الشاهد استمعت لكل اسرة طرقت بابها فهم متشابهون بالظروف والحياة التي يعيشونها فهذه العائلات يعانون امراضا عديدة وارتسمت على وجوههم خطوط سنوية كل خط يحاكي زمنا عصيبا عاشته هذه الاسر التي لم تبتسم لها الحياة يوما. هموما كثيرة خلف كل باب منزل طرقته الشاهد حيث كانت هذه الاسر تواجه قساوة قلوب المسؤولين والمعنيين ممن اغلقوا بابهم وصموا اذانهم من شكواهم. الحالة الاولى طرقنا منزل العجوزين محمود احمد عوض تسعين عاما وزوجته الحاجة صفية خمسة وثمانين عاما في منطقة وادي الحدادة والذين يعيشون حياة صعبة من مرض وقهر، استمعنا لحديثهم واوجاعهم وهمومهم التي يعيشونها منذ سنوات. العجوزان يعيشان في منزل غير صحي وتفوح منه رائحة العفونة والرطوبة التي تزيد الامر سوءا. المنزل كان معتم جدا وبحاجة الى اضاءة ليلا نهارا لان الشمس لا تدخله مما يزيد من الامور سوءا على سوء. قالت الحاجة صفية ان الله ابتلاني بمرض زوجي التسعيني منذ اكثر من عشرة اعوام حيث اصيب زوجي بمرض السرطان وهو ايضا مصاب بالشلل الرباعي ولا يستطيع زوجي التحرك من مكانه وانا امرأة عجوز ولا اجد من يعيلني ويعيل الحاج المريض ولا استطيع بحكم سني مساعدته في النهوض. واكدت الحاجة ان زوجها تستعمل له (الحفاظات) وانه غير مشمول بالتأمين الصحي، واضافت الحاجة بان الحاج لا يلتزم باخذ الدواء لانه لا يستطيع توفيره شهريا بسبب غلاء ثمنه وقالت انني ايضا اعاني من هشاشة العظام وعندي مياه في بطني ومصابة بمرض القلب ايضا، ولا استطيع توفير الدواء شهريا بسبب عدم استطاعتي شراءه لغلاء ثمنه. واكدت الحاجة بانهم يتقاضون راتب تسعين دينارا من صندوق المعونة الوطنية وهو لا يكفي لانهم يدفعون مبلغ ستين دينارا ايجارا للمنزل ما يتبقى هو مصروفهم الشهري واضافت الحاجة اننا مهددون بقطع الكهرباء والماء علينا بسبب الفواتير المتراكمة علينا، وبكت الحاجة ضيق اليد الذي تعيشه مع زوجها المريض المقعد. وطالبت الحاجة فرشة طبية لزوجها لاصابته بتقرحات جلدية وكرسي متحرك ليستطيع زوجها الجلوس بالهواء الطلق، وطالبت من صندوق المعونة الوطنية تأمين صحي ليستطيع الحصول على الدواء بدون ثمن. واكدت الحاجة انها لا تستطيع توفير الدفء لزوجها لانها لا تستطيع شراء الغاز والكاز. وقالت انني اناشد اهل الخير ان يزوروا منزلي ويستطلعوا وضعي وزوجي العجوز وبعدها يقرروا اذا ارادوا مسعادتي فانا عجوز في اواسط الثمانين ومريضة وزوجي كذلك وتعبت جدا ولا استطيع اعالة نفسي او زوجي ولا استطيع التحرك بسهولة فانا لا استطيع تناول الدواء ليلا لانني لا اقدر ان اقوم من فراشي، وناشدت الحاجة اهل الخير الوقوف بجانبها وزوجها العجوز لان البرد والرطوبة قد نالا من اجسادهم.